خبر إسـرائيل تفك عـزلتها في المحيط الهادئ!

الساعة 06:02 ص|07 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

بسبب الضائقة السياسية التي تعيشها إسرائيل مع دول العالم وخصوصا في الأمم المتحدة تحاول وزارة الخارجية فيها تسجيل إنجازات مع دول بالغة الصغر في المحيط الهادئ وفي أميركا اللاتينية. ومن المقرر أن تستقبل إسرائيل الشهر المقبل دفعة واحدة باحتفاء بارز رؤساء ثلاث من هذه الدول وهي ميكرونيزيا، جزر مارشال، وناورو. وخلال الأسبوع الماضي، تم الإعلان بفخر كبير عن إلغاء تأشيرات الدخول بين إسرائيل ودولة بليز التي تعتبر في نظر المغامرين الإسرائيليين جنة الله على الأرض.

وكانت وسائل إعلامية إسرائيلية قد أشارت إلى أن دبلوماسية الدولة العبرية لا ترغب في التنازل بسهولة أمام المد العربي والإيراني لاكتساب التعاطف الدولي. وقد شددت إسرائيل من اهتمامها بالدول الصغيرة في المحيط الهادئ وذلك بعد أن نجحت إيران في انتزاع دولة جزر سليمان من براثن الإسرائيليين. وتتهم إسرائيل إيران بشراء «تأييد» جزر سليمان فقط بـ200 ألف دولار.

ومن المقرر أن يصل رؤساء ثلاث دول في المحيط الهادئ تعتبر النواة الصلبة للمؤيدين لإسرائيل في الأمم المتحدة وهي ميكرونيزيا، جزر مارشال، وناورو. وسيلتقي هؤلاء مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ويحظون بتكريم ملكي.

وسبق لصحيفة «معاريف» أن أشارت قبل أيام إلى أن إسرائيل تولي هذه الجزر أهمية كبيرة خصوصا في ظل احتمالات انتقال التأييد من جهة إلى أخرى وبسهولة تامة. وتقول إسرائيل إنه قبل عام وقعت إيران على مذكرة تفاهم مع جزر سليمان تموّل بموجبها منحا للطلاب من أهل الجزر بقيمة 200 ألف دولار لدراسة الطب في كوبا. ولم يتأخر رد فعل هذه الدولة حيث أيدت في الأمم المتحدة تبني توصيات تقرير غولدستون ضد الحرب الإسرائيلية على غزة. وقد فوجئت إسرئيل جدا بموقف «الصديقة» جزر سليمان.

ويقول مدير قسم المحيط الهادئ في الخارجية الإسرائيلية ميخائيل رونين إن الحملة الجارية اليوم مع هذه الدول «هي جزء من جهد بعيد المدى لتطوير العلاقات مع دول نريد المحافظة على علاقات معها». ويدعي رونين أن إسرائيل ليست مثل إيران ولا تريد أن تجاري الإيرانيين في تقديم الأموال. وهو متأكد أنه سوف يفوز في هذه المباراة على الإيرانيين «عبر تقديم المساعدات الإنسانية والطبية التي ترسلها إلى هذه الدول على مر السنين، من دون أن تعد بأموال ومن دون اشتراط المساعدة بالدعم السياسي كما يفعل الإيرانيون».

تجدر الإشارة إلى أن العلاقات الإسرائيلية مع ميكرونيزيا مثلا قامت، وفق بعض المعطيات، على أساس تمويل إسرائيل لممثلها في الأمم المتحدة. ورغم كل ما يشاع عن علاقة إسرائيل بميكرونيزيا فإن اسم هذه الدولة اشتهر في الغالب بسبب تأييدها لإسرائيل في الأمم المتحدة حيث كان اسمها يذكر بين القلائل المؤيدين. كما أنه سبق لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن أشار إلى ميكرونيزيا بالاسم في ولايته الـسابقة ولكن بصورة سلبية، حينما قال إن إسرائيل دولة مستقلة ولا يمكن اعتبارها مثل ميكرونيزيا. ولم يغضب منه الميكرونيزيون الذين رأوا في مجرد ذكر نتنياهو لدولتهم أمرا مشرفا.

وفي المحيط الهادي 16 دولة بينها استراليا ونيوزيلندا، والبقية دول هي عبارة جزر صغيرة. وتهتم إسرائيل على وجه الخصوص بأصوات هذه الدول في الأمم المتحدة. وكانت إسرائيل بين أوائل الدول التي اعترفت باستقلال هذه الجزر. وهي تقدم لها مساعدات بعشرات الآلاف من الدولارات، ما يساعد في المحافظة على أصواتها في الأمم المتحدة. وتلحظ إسرائيل أنه في الآونة الأخيرة تحاول دول مثل إيران، سوريا وكوبا تغيير مواقف هذه الدول.

ومن ناحية ثانية بشرت الخارجية الإسرائيلية المغامرين من سكانها أن بوسعهم من الآن فصاعدا زيارة دولة بليز في أميركا الوسطى من دون نيل تأشيرة سفر. وتبين أن الأمر تحقق بعدما هزم رئيس الحكومة السابق في هذه الدولة أمام منافسه من الحزب السياسي الخصم في الانتخابات قبل عام ونصف عام. والقصة تأخذ معالم الإثارة عندما نعرف أن رئيس الحكومة البليزي السابق ليس سوى سعيد موسى، وهو فلسطيني الأصل ولم يكن يرغب في توثيق العلاقات مع إسرائيل، وقد حكم بليز طوال عشر سنوات قبل أن يهزم من جانب حزب يرأسه زعيم محب لإسرائيل.

ويقول مدير قسم أميركا الوسطى في الخارجية الإسرائيلية داني سبان إن تطور العلاقات الجديد مع بليز تحقق بعد التغييرات في بليز العام الفائت إثر خسارة موسى في الانتخابات. وطوال عشر سنوات حكم موسى لبليز رفض تسهيل دخول الإسرائيليين إلى بلاده. أما وزير الخارجية البليزي الجديد ويلفريد أرلينغتون فامتدح في مراسم التوقيع على اتفاقية إلغاء تأشيرات الدخول بين الدولتين الإسرائيليين ووصفهم بأنهم «أحد أشد الشعوب كفاءة في العالم».