خبر البوابير تعود للواجه من جديد في ظل نقص أزمة الغاز !

الساعة 07:15 ص|06 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-غزة

أعادت أزمة نقص غاز الطهي التي برزت من جديد في القطاع العديد من المهن القديمة إلى الواجهة.

واستغل أشخاص متعطلون عن العمل الأزمة لفتح محال لإصلاح أجهزة التدفئة الكهربائية، والتي تعمل على الوقود السائل.

ولم يخيب المواطنون الذين أحسوا بالأزمة بشكل عميق خلال الأيام الأخيرة هؤلاء المستجدين وتوافدوا على محالهم الصغيرة والبدائية بالعشرات لإصلاح ما يمكن إصلاحه من أدوات ركنوها وتخلصوا منها في الماضي القريب عندما انتهت أزمة الغاز السابقة.

واصطف العديد من المواطنين مصطحبين معهم "بوابير" الكاز أمام محل الشاب خالد أبو زياد بالقرب من الشيخ رضوان لإصلاحها ووضع "فتايل" لها.

وخلال مدة زمنية قصيرة، تكدست عشرات "البوابير" والأجهزة الكهربائية على رفوف المحل الذي أعيد افتتاحه مرة أخرى بعد تجدد أزمة الغاز التي بدأت تظهر في القطاع قبل أكثر من شهر.

أما المواطن حسين معروف، فقد بدا أكثر حيوية وتألقا في إصلاح الأجهزة رغم كبر سنه ووصوله إلى سن الخامسة والستين، مؤكدا أنه يريد أن يثبت لأهالي الحي قدرته الفائقة والدقيقة على إصلاح "البوابير" ومنافسة أصحاب المهن رغم عدم امتلاكه الخلفية لذلك، كونه كان يعمل مقاول بناء في إسرائيل طيلة السنوات الماضية.

وأكد أنه وجد في هذه المهنة ملاذا ينقذه من حالة العوز والفقر التي ألمت به منذ أن أغلقت قوات الاحتلال حدودها ومعابرها أمام العمالة الفلسطينية قبل أربع سنوات تقريبا، في أعقاب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الأخيرة.

وقال معروف الذي يستعين بعدد من أحفاده، إنه لم يتردد في استخدام إحدى غرف منزله الواقعة على أحد الشوارع الفرعية لاستقبال أجهزة المواطنين المعطلة.

وأضاف مازحاً إنه لم يحلم في يوم من الأيام أن يلجأ إلى هذه المهنة التي كادت تندثر لولا الأزمات المتتالية التي تفتعلها قوات الاحتلال والحصار الذي تفرضه على القطاع.

ولم يواجه الشاب منهل نصر أية مشكلة في إصلاح "البوابير"، مؤكدا أنه اكتسب الخبرة من استخدام تلك "البوابير" في منزله خلال أزمة الغاز الماضية والحالية، وأشار إلى أنه لجأ إلى فتح ورشة صغيرة أمام منزله لعدم وجود فرصة عمل أمامه.

وأبدى رضاه عن إقبال المواطنين خلال الأيام القادمة، مشيرا إلى أن نسبة الإقبال تتزايد يوما بعد يوم.

وافتقدت الغالبية العظمى من المنازل إلى غاز الطهي بعد مرور عدة أسابيع على الأزمة، ما جعل المواطنين يوسعون اعتمادهم على الأجهزة البدائية التي تعطل بسرعة.

أما ميكانيكي آبار المياه القديمة "أبو محمود"، فقد جند خبرته في تركيب وإصلاح الآبار الارتوازية القديمة في إصلاح "البوابير"، معتبرا أن قدراته العقلية والجسمانية لا تزال حاضرة بكل قواها ولياقتها.

وعبّر عن ارتياحه العميق لقدرته على إصلاح أي نوع من الأدوات الكهربائية و"البوابير"، مشيرا إلى أن ذاكرته لم تخنه وتخذله رغم ابتعاده لأكثر من عشرين سنة عن مهنته الأصلية.

وقال "أبو محمود" في أواخر الستينيات من عمره إن إصلاح الأجهزة القديمة يعتبر متعة، لأنها تعيده إلى سنوات طفولته وشبابه، بجانب كونها مهنة يعتاش من ورائها ولو لفترة محدودة.

وتابع قائلا إنه كان يسخر من بعض الأشخاص الذين كانوا يحثونه على فتح محل لإصلاح الأجهزة في بداية أزمة غاز الطهي الماضية، لكنه اضطر هذه المرة لفتح محل بعد ارتفاع الطلب عليه لإصلاح "البوابير" والأجهزة التي كانت تتدفق على منزله بالعشرات.

وبحسب تجار غاز ومسؤولين، لا تلوح في الأفق القريب بوادر حل الأزمة بشكل جذري، في ظل تعنت قوات الاحتلال وتقنينها لكميات الغاز الواردة إلى القطاع.