خبر العمال في دبي يخشون على مستقبل وظائفهم

الساعة 06:16 ص|06 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

يتناول بلال بشراهة وجبته على ضفاف بحيرة اصطناعية قرب "مول الامارات"، احد اشهر الاسواق التجارية في دبي، غير ان هذا العامل في قطاع البناء يساوره القلق ويخشى ان يضطر للعودة الى بنغلادش بسبب تراجع فرص العمل.

 

وتدفع ازمة ديون مجموعة "دبي العالمية" وتاثيراتها الممكنة على سائر اقتصاد الامارة الى التخوف من حركة مغادرة على نطاق واسع للعمال الاجانب لا سيما الذين يعملون في قطاع الانشاءات الذي كان يشهد نموا مذهلا في السنوات الماضية والذي تاثر مع اندلاع الازمة المالية العالمية قبل اكثر من سنة.

 

وبحسب ارقام شبه رسمية، كان يعيش في الامارات في نهاية 2007 ستة ملايين واربعمئة الف نسمة تقريبا، بينهم 5,5 ملايين اجنبي. وبين الاجانب ثلاثة ملايين مسجلين لدى وزارة العمل كيد عاملة.

 

الا ان الوضع يبدو مختلفا اليوم. فاسعار العقارات خسرت 50 في المئة تقريباً خلال 2009، قبل الاعلان عن مشاكل مجموعة دبي العالمية التي تملكها الحكومة.

 

وخلال الاشهر الماضية، توقفت عشرات المشاريع العقارية بقيمة عشرات مليارات الدولارات، ويبدو ان عمال الانشاءات من اضعف الحلقات نظرا لامكانيات تضرر قطاع البناء اكثر بعد الخضة الاخيرة في مجموعة دبي العالمية التي طلبت الحكومة تجميد استحقاقات ديونها جزئياً لمدة ستة اشهر على الاقل.

 

وقال العامل بلال: "لست قلقا في الوقت الراهن .. لقد عملت هنا طوال سنتين والعقد الذي اعمل بموجبه مدته ثلاث سنوات".

 

الا انه يقر انه يخشى من امكانية عدم تجديد عقده. لكن البطالة اصابت غيره من العاملين في دبي.

 

وقال المهندس توماس (50 عاما) بعيد وصوله الخميس الى ولاية كيرلا الهندية بعد ان عمل عشر سنوات في دبي، ان شركة الانشاءات التي كان يعمل فيها سرحته بعد ان ضربتها تداعيات الازمة.

 

وذكر توماس لوكالة "فرانس برس" ان "شركات عدة لم تدفع لموظفيها في دبي خلال الاشهر الثلاثة الماضية"، الا انه لم يكن ممكنا التأكد من هذا الكلام. واضاف "ان الطائرة التي نقلتني الى هنا كانت ممتلئة باشخاص عائدين".

 

وذكر ان اقامته في دبي سمحت له بتوفير ما يكفي من المال ليبني بيتا في قريته وليدفع تكاليف زواج شقيقاته الثلاث. وتساءل "ماذا يمكنني ان افعل الآن. ليس لدي الكثير من المال في البنك كما انني لا املك اي اراض لادعم عائلتي. ساحاول ان اجد عملا في السعودية او في مسقط".

 

ويعمد غالبية العمال الاسيويين في دبي والخليج الى ارسال رواتبهم الى بلدانهم اذ ان معظمهم غير قادرين على المجيء بعائلاتهم للاقامة معهم.

 

اما عامل الامن بارديب (36 عاما) فقال ان راتبه يكفي لاعالة عائلته الا ان "وضع الوظائف غير مستقر".

 

ووصل بارديب الى دبي في 2003، ثم عاد الى الهند وترك بلاده مجددا للعمل في دبي هذه السنة.

 

اما الموظف الفيليبيني جينو فقال ان المشاكل "تصيب قطاعات محددة"، وذكر ان قطاع المصارف الذي يعمل فيه هو من بين القطاعات التي تاثرت ويمكن ان تتاثر اكثر.

 

من جهته، قال المهندس المدني ساتيش الذي عمل 19 عاما في الخليج وامضى آخر سنتين في دبي، انه وصل الى كيرلا منذ اسبوعين.

 

وقال لوكالة "فرانس برس" في الولاية الهندية "كنت احصل على 4300 دولار شهريا في دبي، وحاليا انا عاطل عن العمل اذ طلبت مني الشركة التي كنت اعمل لحسابها ان اغادر في عطلة مفتوحة".

 

اما المراقب المالي الباكستاني شيراز (27 عاما) فقال ان الاجانب العاملين في القطاع المالي لديهم مخاوف ايضا.

 

وقال: "بالطبع انا قلق، ان الوضع سيؤثر على مكافآت اخر السنة، كما ان البعض قد يتم الاستغناء عنهم". واضاف "هناك الكثير من عدم الوضوح في الرؤية. لا ندري ماذا سيحصل العام المقبل".