خبر مؤرخ أمريكي: ارتفاع معدلات جرائم القتل بسبب كراهية الأمريكيين لحكوماتهم

الساعة 07:57 ص|05 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-وكالات

أكد مؤرخ أمريكي أن ارتفاع معدلات الجريمة في الولايات المتحدة قد تعكس كراهية المواطن تجاه مسؤوليه، معتبراً أن انتشار هذا النوع من الجرائم له صلة بطبيعة مشاعر الأمريكيين تجاه حكوماتهم ومواطنيهم.

جرائم القتل تعكس الكراهية ضد الحكومات

وبحسب ما أوضح المؤرخ راندولف روث، ضمن كتابه "جريمة القتل الأمريكية"، والذي صدر حديثاً عن دار نشر جامعة هارفرد؛ فإن لآراء المواطنين حول شرعية الحكومة وما يمتلكونه من حس للمواطنة دوراً بارزاً في تحديد مدى لجوئهم لقتل بعضهم بعضاً، وبدرجة أكثر أهمية من النظريات التي تدور حول انتشار الأسلحة والمخدرات ونوعية العرق أو تساهل الأنظمة والتشريعات تجاه مرتكبي الجرائم.

ويقول روث، وهو أستاذ في التاريخ بجامعة أوهاو الأمريكية: "إن استعداد الناس للجريمة متجذر في مشاعرهم واعتقاداتهم تجاه حكوماتهم ومواطنيهم"، موضحاً "إن تلك العوامل — والتي تبدو بعيدة عن مسألة القتل — هي التي تمتلك مفاتيح لفهم انتشار جرائم القتل في الولايات المتحدة بدرجة كبيرة في الوقت الحاضر".

ويشير الكتاب إلى أربعة من العوامل التي أظهرت ارتباطاً بمعدل جرائم القتل في بعض أجزاء الولايات المتحدة وغرب أوروبا طوال الأربعة قرون الماضية، بحسب التحليل التاريخي الذي عرضه المؤلف وهي؛ إيمان الفرد بأن الحكومة مستقرة وأن الأنظمة القضائية والقانونية فعالة وغير منحازة، وثقة المواطن بمسؤولي الحكومة وايمانه بشرعيتهم، وتمتع الفرد بحس وطني وشعوره بالتضامن مع مواطنيه، وأخيراً شعور الفرد بالرضى عن موقعه ضمن مجتمعه واعتقاده بأنه يمكن أن يحظى بالاحترام دون اللجوء إلى العنف.

ومن وجهة نظر المؤرخ؛ فعلى الرغم من أن نظريته تلك تبدو غربية للوهلة الأولى، إلا أنها تتفق والدلائل حول انتشار جرائم القتل، وبشكل أفضل من النظريات الأخرى التي تفسر اندفاع الناس نحو ارتكاب جرائم القتل.

النظرية الجديدة.. والبعد التاريخي

ويجادل المؤرخ بأن ما قد يجده الباحثون من ارتباط بين العوامل التي تقدمها النظريات الأخرى، ذات الصلة بارتفاع معدلات جرائم القتل، في نقطة زمنية معينة وضمن منطقة جغرافية ما، يمكن أن يتلاشى عندما يحاولون تطبيق تلك النظريات على نطاق أوسع، لتشمل أماكن مختلفة وحقبا زمنية أخرى.

وأضاف:إن اختصاصي علم الجريمة قد ينجحون في تطبيق نظرية ما على فترة زمنية قصيرة، وذلك من خلال الاستعانة بالسجلات والقيود الخاصة بتلك الفترة، إلا أنهم إذا ما حاولوا تطبيق نفس النظرية على مرحلة أوائل القرن العشرين مثلاً، فإنها لن تتلاءم وتلك الحقبة، وهنا تبرز أهمية التعامل مع الأمر من منظور تاريخي.

ويسوق "روث" مثالاً على ذلك، حيث أوضح أن معدلات جرائم القتل انخفضت خلال فترة الركود الاقتصادي الكبير الذي بدأ أواخر عشرينيات القرن الماضي، فيما ارتفعت بشكل مطرد إبان سيتينيات القرن ذاته، على الرغم من تمتع البلاد آنذاك بنمو اقتصادي قوي، مع تزايد أعداد قوات الشرطة وارتفاع عدد نزلاء السجون، وبشكل فاق ما كان يحدث في أية دولة أخرى على وجه الأرض.

وفي تعليق له على ما أورده الكتاب، يوضح المؤرخ أن الأمر كله يتمحور حول الثقة، إذ أن شعور المواطن بأنه جزء من قوة المجتمع، وأنه مهتم بالآخرين ممن هم حوله، وامتلاكه شعوراً بأن الحكومة ستوفر الحماية له ولأطفاله، يجعله قادراً على متابعة شؤون حياته اليومية بكل ثقة.

ويتابع الكاتب بأن شعور الفرد بأنه عديم الحيلة وعاجز ولا يحظى باهتمام منصف من الحكومة، بالإضافة إلى شعوره بالانقطاع عن الآخرين من جيرانه، سيؤثر على طريقة حياته، ما قد يؤدي تعاظم تأثير الإهانات والخلافات البسيطة التي قد يواجهها، والتي لا ُيلقي لها بالاً في الأحوال الاعتيادية، حيث قد تدفع به عند ذلك إلى الغضب الشديد، ومن ثم إلى اللجوء إلى العنف أو ارتكاب الجرائم، من وجهة نظر الكاتب.