خبر فروانة :الأسرى القدامى أمضوا 5923 عاماً في سجون الإحتلال

الساعة 07:57 ص|05 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-غزة

قال الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى في السلطة الوطنية الفلسطينية ، عبد الناصر فروانة ، بأن " الأسرى القدامى " وحدهم قد أمضوا في سجون الإحتلال ما مجموعه من السنوات ( 5923 ) سنة ، وهم الأكثر ألماً والأحق بالحرية ، وأن لا معنى لمفاوضات ناجحة تُبقيهم في السجون ، ولا قيمة لمقاومة مثمرة تَعجز عن تحريرهم ، وأن أي صفقة تبادل يمكن أن تستثنيهم ستفقد مضمونها وبريقها .

وأضاف فروانة بأن هؤلاء " القدامى " وهو مصطلح يطلق على من هم معتقلين منذ ما قبل أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في مايو / آيار 1994 وعددهم ( 320 أسيراً ) ويشكلون ما نسبته 4 % فقط من مجموع الأسرى ، قد أمضوا في سجون الإحتلال الإسرائيلي أضعاف ما أمضاه " شاليط " في الأسر لدى الفصائل الفلسطينية بغزة بـ ( 1692 ) مرة ، فيما يوجد بينهم ( 55 أسيراً ) أمضى كل واحد منهم بمفرده أكثر من عمر " شاليط " الذي بلغ قبل اسابيع قليلة عامه الثالث والعشرين .

وبيّن فروانة بأن هؤلاء " القدامى " يعانون أضعاف ما يعانيه الآخرين ، حيث أن أقل واحد منهم مضى على اعتقاله 16 عاماً ، فيما أقدمهم مضى على اعتقاله قرابة 32 عاماً ، فيما يحتجزون في ظروف ربما هي الأسوأ من بين سجون العالم ، و معاناتهم تتفاقم نظراً لكبر سنهم ، وأوضاعهم الصحية تتدهور نتيجة لسنوات الأسر الطويلة وسوء الأوضاع الصحية العامة داخل السجون في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي ، وإصابتهم بأمراض مختلفة بعضهم بأمراض خطيرة ومزمنة ، وحكاياتهم المريرة والمؤلمة مع السجن والفراق والحرمان ، بالإضافة الى تجاهل المؤسسات الدولية والحقوقية لمعاناتهم وعدم تحركها لإنقاذ حياتهم .

" الأسرى القدامى " قصص وحكايات تُذرف لها الدموع

 وأكد فروانة بأن لكل واحد من هؤلاء القدامى عشرات القصص والحكايات الأليمة ، تحتاج لمجلدات طويلة ، فمنهم من اعتقل طفلاً ليمضي في السجن أكثر مما أمضى خارجه ، ومنهم من ترك أبنائه وبناته أطفالاً أو في أرحام أمهاتهم ، فيولدون ، ويكبر الأبناء ويعتقلوا ويلتقوا بآبائهم داخل غرف السجن ، فيما البنات تُزف الى بيوت أزواجهن دون مشاركة الأب ولو بكلمة أو رسالة صوتية .

منوهاً الى ان منهم من فقد أحد والديه أو كليهما ، دون أن يُسمح لهُ بأن يُلقي ولو حتى نظرة الوداع الأخير عليهما قبل الدفن ، وبعضهم ممنوع من زيارة الأهل منذ سنوات ، و الكثيرين منهم لم يرَ أحبة وأصدقاء له منذ لحظة اعتقاله ، بل ومنهم من لم يرَ أمه أو يسمع صوتها منذ اعتقاله قبل 16 عاماً ، فنسى صور الأهل والأحبة ، وملامح الجيران والأصدقاء ومنهم ومنهم .

ورأى فروانة بأن تلك الأسباب هي كفيلة بأن تجعلنا نناشد دائماً الفصائل الآسرة لـ " شاليط " بأن تكون أكثر تمسكاً بهم وعدم اتمام صفقة التبادل من دونهم .

وأشار فروانة على أن الشعب الفلسطيني ينتظر صفقة مشرفة تكفل كسر المعايير الإسرائيلية ، وتتضمن تجاوز أخطاء وثغرات أوسلو ، وتقود الى إطلاق سراح كافة الأسرى القدامى دون شروط أو تمييز أو استثناء وفي مقدمتهم أسرى القدس والـ48 ، الذين لا فرصة امامهم بالحرية سوى في إطار الصفقة في ظل استمرر التعنت الإسرائيلي حيال شروطه ومعايير الظالمة والتي تستبعدهم وتصنفهم ( بالأيادي الملطخة بالدماء ) .

وفي هذا الصدد قال فروانة : إذا كانت " إسرائيل " تصف هؤلاء " القدامى ورموز المقاومة " باطلاً ( بالأيادي الملطخة بالدماء ) ، فإن شعبهم يصفهم ( بالأيادي التي شرّفت الأمة ) وبمناضلين من أجل الحرية ، واعتقلوا على خلفية مشاركتهم في إطار المقاومة المشروعة للاحتلال ، والتي أجازتها وشرّعتها كافة المواثيق الدولية ، وأن الفصائل الفلسطينية والشعب عامة يقّدرهم ويتمسك بتحريرهم ويدعم مطالب الفصائل الآسرة لـ " شاليط " بضرورة إدراج أسمائهم جميعاً .

فيما أن كل الإسرائيليين هم مجرمي حرب و غارقين بدماء الشعب الفلسطيني ويجب ملاحقتهم ومحاكمتهم دولياً .

وأشار فروانة الى أن " العملية السلمية " قد نجحت في تحرير آلاف الأسرى ، فيما فشلت في تحرير مئات الأسرى وكسر المعايير الإسرائيلية إلا ما ندر ، أما المقاومة الفلسطينية فهي الأخرى قد نجحت من قبل في تحرير آلاف الأسرى منذ العام 1967 ، ولغاية العام 1985 ، وفشلت فيما بعد في تحرير أي أسير .

داعياً جميع الفصائل الفلسطينية الى التوحد خلف قضية الأسرى ، والعمل في كل الاتجاهات دون التقليل من شأن أي منها على قاعدة تكامل الأدوار فيما بينها بما يكفل كسر المعايير الإسرائيلية ويضمن إطلاق سراح الأسرى لاسيما القدامى .  

أقدم ( 27 أسيراً ) ..

وذكر فروانة بأن أقل أسير من " القدامى " قد مضى على اعتقال أكثر من 16 عاماً فيما أقدمهم قد مضى على اعتقاله قرابة ( 32 عاماً ) ، وأن من بينهم يوجد ( 13 ) أسيراً مضى على اعتقالهم بشكل متواصل أكثر من ربع قرن وهؤلاء يطلق عليهم مصطلح " جنرالات الصبر " باعتبارهم أكثر الناس صبراً وتحملاً لمعاناة الأسر وقساوة السجان وبطش الإحتلال ، وهم : نائل البرغوثى ( رام الله ) ومعتقل منذ 4-4-1978 ، فخرى البرغوثى ( رام الله ) ومعتقل منذ 23-6-1978 ، أكرم منصور ( قلقيلية ) معتقل منذ 2-8-1979 ، فؤاد الرازم ( القدس ) ومعتقل منذ 30-1-1981 ، إبراهيم جابر ( الخليل ) ومعتقل منذ 8-1-1982 ، حسن سلمة ( رام الله ) ومعتقل منذ 8-8-1982 ، عثمان مصلح ( سلفيت ) ومعتقل منذ 15-10-1982 ، سامى وكريم وماهر يونس ( مناطق الـ48 ) معتقلين منذ يناير 1983 ، سليم الكيال ومعتقل منذ 30-5-1983 ، حافظ قندس ( يافا ) ومعتقل منذ 15-5-1984 ، عيسى عبد ربه ( بيت لحم ) ومعتقل منذ 20-10-1984 .

وأضاف بأن هناك ( 14 أسيراً ) آخراً امضوا أكثر من 24 عاماً واقتربوا كثيرا من الانضمام قسراً لقائمة " جنرالات الصبر " وهم : احمد شحادة ، محمد نصر، رافع كراجة ، طلال ابوالكباش، مصطفى غنيمات ، زياد غنيمات ، عثمان بنى حسين ، هزاع السعدى ، صدقى المقت (الجولان ) ، هانى جابر ، محمد الطوس ، نافذ حرز ، فايز الخور ، غازى النمس .

وأعرب فروانة عن أمله بأن تتم صفقة التبادل قريبا وأن تضع حداً لمعاناة المئات وأن تشمل الأسرى القدامى جميعاً الذين مضى على اعتقالهم عشرات السنين فهم الأكثر ألماً والأحق بالحرية ن وأن لا معنى لصفقة التبادل إذا استبعدتهم أو استثنت أي منهم .