خبر كتاب جديد يكشف: « الجيش يهيمن على إسرائيل »

الساعة 12:31 م|03 ديسمبر 2009

كتاب جديد يكشف: "الجيش يهيمن على إسرائيل"

فلسطين اليوم- القدس

كشف كتاب عبري جديد أن الجيش الإسرائيلي حول إسرائيل لقاعدة عسكرية واحدة بعدما هيمن على 50% من الأراضي فيها بهدف إنشاء المرافق والمطارات والموانئ ومناطق التدريب والتجارب، ومن أجل تكريس قوته ونفوذه.

 

ويفيد كتاب بعنوان "تشكل هيمنة الجيش الإسرائيلي على الحيز العام للدولة" بأن سيطرة المؤسسة العسكرية على أراضي الدولة تمت بالأساس في الفترة بين 1948 و1956.

 

ويشير مؤلف الكتاب عميرام أورن إلى أن الواقع الراهن يظهر أن البنى التحتية الفيزيائية التي وضعها الجيش أثّر في الصورة الحيزيّة لإسرائيل.

 

وبحسب المؤلف بادر الجيش الإسرائيلي بعد حرب 48 إلى ترك الكثير من المعسكرات الانتدابية لصالح أوساط مدنية (مؤسسات رسمية ومساكن عامة) للمهاجرين الجدد نهاية الأربعينيات ومطلع الخمسينيات.

 

وفي تلك الفترة المبكرة، تم تحديد الأطر التنظيمية للجيش، وبلورت نظرية الأمن الإسرائيلي واشتقت منها انعكاسات في مجال البنية التحتية العسكرية: معسكرات ومنشآت خاصة بالجنود، بنية تحتية للأمن الجاري على طول الحدود ومساحات للتدريب.

 

ويؤكد المؤلف أن للجيش الإسرائيلي أجندة حيزّية وحاجات جغرافية توسعية كبيرة منذ تأسيسه، عمل وتصرف كما شاء بلا حدود وبدون قيود.

 

كما يذكر عدة أسباب أثرت على تبلور البنية الأمنية الفيزيائية للجيش وتمدده على مساحات هائلة منها الميراث الانتدابي: المعسكرات، المطارات والمنشآت التي خلفها الجيش الإنجليزي بآخر يوم له يوم 30 يونيو/ حزيران 1948.

 

ويقول الكتاب الذي يستند إلى وثائق أرشيفية إن الانتشار الاستيطاني اليهودي بطول البلاد وعرضها ساهم في اتساع هيمنة الجيش الذي تطلع لحماية المستوطنات علاوة على مساحات الأرض الواسعة التي شغرت نتيجة تهجير الفلسطينيين.

 

ويزعم المؤلف أن الخوف من جولة ثانية لحرب 48 بعد توقيع اتفاقية الهدنة عام 1949 دفع إسرائيل لبناء جيش كبير، وإخضاع مساحات شاسعة من الأراضي تحت سلطته.

 

بهذا السياق كانت "شركة حماية الطبيعة" قد أكدت جوهر الكتاب، وقالت إن الجيش ما زال يسيطر على غالبية مساحة إسرائيل وامتدادها الساحلي فعليا.

 

وكشفت الشركة التي تعنى بحماية الطبيعة خلال اجتماع بالكنيست الثلاثاء أن الهيمنة الواسعة للجيش على الأراضي يحرم الجمهور بشكل مطلق حق التمتع بالسواحل وجمال المناطق المفتوحة، أو التأثير على ما يجري فيها. 

 

وأشارت شركة حماية الطبيعة إلى أن مناطق إطلاق النار لأغراض التدريب تحتل وحدها ثلث مساحة إسرائيل، إضافة لسيطرة المؤسسة الأمنية على 16% من مساحة السواحل الإسرائيلية.

 

وأوضحت الشركة أن الجيش يعمل في هذه المناطق بشكل مستقل يشبه "الحكم الذاتي" ويحرم الجمهور ليس فقط من حرية وصولها بل يحرمه من القدرة الفعلية على التأثير بما يجري فيها سواء من الناحية البيئية أو المشاهد الطبيعية.

 

يُشار أن المؤلف الجديد ينضم لسلسلة كتب وأبحاث تناولت استمرار عسكرة الأجهزة المدنية بإسرائيل، وهيمنة المؤسسة الأمنية عليها حتى الآن.

 

وأكد المؤرخ د. مصطفى كبها أن الكتاب يعكس حقيقة ما جرى ويجري على الأرض، وقال إن الجيش بإسرائيل يشكل المؤسسة الحاكمة الكبرى لافتا إلى أن سيطرتها على المساحات الواسعة من الأرض تكسبه المزيد من القوة والنفوذ.

 

ويقول كبها للجزيرة نت إن الكتاب لا يعكس قصة تاريخية فحسب، لافتا إلى استمرار سيطرة الجيش على المزيد من الأرض.

 

ويضيف أنه "في الفترة بين 1948-1976 صادرت السلطات الإسرائيلية نحو خمسة ملايين دونم تحت غطاء قوانين الطوارئ والصالح العام، ووضعت أغلبيتها تحت تصرف المؤسسة العسكرية، ويصيب أورن بتصويره إسرائيل ضمن كتابه كقاعدة عسكرية كبيرة".