خبر الفرصة التي في التجميد .. هآرتس

الساعة 09:10 ص|03 ديسمبر 2009

بقلم: يسرائيل هرئيل

غداة فوزه في الانتخابات في العام 1977 وصل مناحيم بيغن الى كدوميم وأعلن: "ستقام الكثير من الون موريه". الحاخام موشيه ليفنغر، تأثر ورد باعلان من جانبه: نحن نودع في يدك، سيدي رئيس الوزراء، ملف الاستيطان. بيغن، سواء لانه لم يعنى أبدا في الاستيطان أم لانه منذ ذلك الوقت بدأ يتقوقع في ضوء الضغوط، لم يفِ بالتوقعات.

هذا الشهر قبل ثلاثين سنة تشكل مجلس "يشع". بعد وقت قصير من تشكيله عاد بيغن من احدى زياراته المتواترة بعضها زائدة ومستدعية للضغوط، لدى الرئيس جيمي كارتر وأعلن عن تجميد الاستيطان. التجميد، ولا سيما على لسان بيغن، أثار حفيظة المستوطنين. المجلس الجديد بدأ باعمال نشطة تضمنت مظاهرات لا تتوقف، ضغط سياسي، زيارات لمنازل قدامى حركة حيروت واضراب عن الطعام (حقيقي) طويل.

في ذروته استدعى بيغن قادة "يشع" المضربين. "وعدت كارتر بالتجميد"، شرح وحزن حقيقي على وجهه، "ورئيس الوزراء ملزم بأن يفي بالوعود". "قبل ذلك وعدت شعب اسرائيل"، اجابه احد ما، "في ان تقيم الكثير من الون موريه". اما بيغن، ذو البديهة السريعة والحادة دوما، فقد صمت.

الصراع المصمم أدى في النهاية الى الالغاء التدريجي للتجميد وكذا لحساب نفس في اوساط جمهور العاطفين. اذا كان لدى بيغن يحتمل تجميد، فمن يدري ماذا يحصل اذا لم يكن الليكود في الحكم. وهكذا، في ما كان النشطاء يمشطون كل مدينة وحي لتجنيد المستوطنين، بدأ الزخم الاستيطاني الكبير في الثمانينيات. هذه الظاهرة – هي وليس بالذات المستوطنات الطليعية المغلقة لغوش ايمونيم، قررت الحقائق التي لا مرد لها، والتي حتى قضاء التجميد الذي فرضته اتفاقات اوسلو وكذا الخسائر بالارواح لم تتغلب عليها.

حتى في الايام الصعبة للعمليات الارهابية كان للحركة احتياطات شابة، دفعت بقوى نشطة الى المستوطنات القديمة.  وكل ذلك في الوقت الذي كانت الحركة الكيبوتسية التي في معظمها انضمت الى المعركة ضد الاستيطان في المناطق، الفارين الايديولوجيين، ونتيجة لذلك الانسانيين في مرحلة متقدمة من التراجع.

هذه الحيوية، ثبات جيل يواصل السلالة يسعى الان فارضو التجميد لتحطيمها. لا يوجد تفسير آخر وبنيامين نتنياهو رغم أنه ليس شريكا في الرغبة في تصفية الاستيطان، تعوزه في شخصيته القوة للايفاء بتعهد باستئناف الاستيطان بعد عشرة اشهر. الادارة الامريكية، الاوروبيون وكارهو الاستيطان من الداخل (الذين تمول نشاطاتهم ضد الاستيطان وضد حكومة نتنياهو بمال اوروبي) لن يتركوه. فهم يفهمون بانه اذا لم يكن هناك على المدى البعيد مكان للشباب في المستوطنات القديمة، ففي النهاية ستنهار هذه المستوطنات. وهكذا لن تكون حاجة الى اقتلاع بالقوة – والذي بات الان بعد غوش قطيف واضحا لهم ايضا بانه لا توجد أي حكومة في اسرائيل يمكنها أن تنفذه.

التجميد يثير حفيظة السكان في جفعات شموئيل وبيتح تكفا بقدر لا يقل عما اثاره تجميد بيغن قبل جيل لحفيظة مؤيدي الاستيطان في تل أبيب ورمات غان. اذا اكتفى قادة الصراع ببضع مئات من اذون البناء او حتى رخص البناء – فهم لا يتميزون بفهم تاريخي ورؤية استراتيجية. في هذه اللحظة عليهم ان يطوروا أنفسهم من مجرد متفرغين استيطانيين وهو دور هام في الايام العادية، الى زعماء حركة. التجميد، الذي هو من بدايته سيء وضار، يضع امامنا تحديا ممكنا: ان نستأنف مثلما كان في السابق الزخم وقدرة الفعل لدى الحركة التي احدثت تجديدا للروح الطليعية في دولة اسرائيل.