خبر وزارة الأسرى: الاحتلال يختطف أكثر من 340 مواطن خلال نوفمبر

الساعة 03:00 م|02 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم: غزة

أفادت وزارة شئون الأسرى والمحررين في تقريرها الشهري حول الاعتقالات وأوضاع الأسرى في السجون بان الاحتلال واصل خلال شهر نوفمبر المنصرم سياسة الاعتقالات العشوائية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة ، حيث اختطف ما يزيد عن 340 مواطناً فلسطينياً ، بينهم خمسة من قطاع غزة ، ليصل بذلك عدد المواطنين الذين تم اختطافهم منذ بداية العام الحالي إلى أكثر من 5000 مواطن ، هذا عدا عن اختطاف أكثر من 270 عاملاً داخل الخط الأخضر بحجة عدم حصولهم على تصاريح للعمل .

وأوضحت الوزارة في تقريرها الذي وصل فلسطين اليوم نسخة عنه، أن من بين المختطفين 28 طفلاً لم يتجاوزوا الثامنة عشر من أعمارهم وأصغرهم الطفل "حسام فيصل مهنا " 10 سنوات من مدينة طولكرم ، والاعتداء عليه بالضرب والتحقيق معه لمدة 11 ساعة متواصلة قبل إطلاق سراحه، والطفل "محمد عبد الرحمن ياغى" 13 عاماً من مخيم عقبه جبر جنوب أريحا ، كذلك اختطف 3 سيدات هما المواطنة " نيلي زاهر سعيد سعد" (33 عاما) من مدينة نابلس، واختطفت على أحد الحواجز العسكرية بين محافظتي الخليل ورام الله، علماً أن زوجها "عبادة بلال" معتقل لدى  الاحتلال منذ 7 سنوات ، والمواطنة الثانية هي السيدة " أم وسام دوفش" من الخليل، حيث أوقفت على الحاجز المقام على مدخل شارع الشهداء وسط مدينة الخليل ، وأمرها الجنود خلع ملابسها للتفتيش وعندما رفضت قام أحد الجنود بالاعتداء عليها بالضرب، واختطافها ، فيما اختطفت المواطنة "رابعة محمود مخامرة أبو عرام" من بلدة يطا بالخليل أثناء توجهها لزيارة زوجها في سجن النقب الصحراوي، و اتهامها بمحاولة تهريب هاتف محمول للسجن، و تم الإفراج عنها لاحقا بعد التحقيق معها.

إبعاد أسير مريض

واشترطت سلطات الاحتلال إبعاد الأسير المريض "أكرم العنتير" من غزة مقابل إطلاق سراحه للعلاج فى اسبانيا ، ثم العودة إلى الاستقرار في الجزائر بعد رحلة العلاج ، حيث ساوم الاحتلال الأسير على الخروج للعلاج لأنه بحاجة ماسة للشفاء من أورام سرطانية أصيب بها ، في ظل الإهمال الطبي الذي يمارس بحق الأسرى داخل السجون .

فيما اعتقلت سلطات الاحتلال الأسير المريض " أحمد سمير عصفور" (19 عاما) من مدينة خانيونس بقطاع غزة أثناء توجهه إلى مدينة القدس للعلاج ، حيث انه أصيب خلال الحرب على غزة ،و يعانى يتر فى أجزاء من أطرافه واليد اليمنى لديه لا تتحرك ، وهناك إصابات  في جميع أنحاء جسمه وخاصة في المعدة والبنكرياس ومصاب بمرض السكر ،وهناك خطورة على حياته، وخاصة اذا حاول الاحتلال استغلال مرضه لنزع اعترافات منه بالقوة .

إجراءات استفزازية متواصلة

وأكد رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة بان الاحتلال لم يتوقف خلال الشهر الماضي عن ممارساته الاستفزازية وإجراءاته العقابية ضد الأسرى في السجون ، حيث اقتحمت القوات الخاصة ليلة عيد الأضحى المبارك سجن النقب الصحراوي وقامت بالعبث بأغراض الأسرى الخاصة ومصادرة بعضها وتمزيق عدة مصاحف وإلقائها على الأرض بحجة التفتيش ، فيما حرمت الأسيرات من بهجة العيد ومنعتهن من الاحتفال  وترديد التكبيرات والأغاني الوطنية والدينية ،وهددتهن بالعقوبة في حال خالفن هذا القرار .

فيما لا تزال إدارة سجن مجدو تحرم الأسرى من مخصصات الكنتين للشهر الثالث على التوالي ، وفرضت إدارة سجن عسقلان على الأسرى تقييد أيديهم وأرجلهم عند الخروج لمقابلة المحامى ، وقد رفضت الأسرى هذا الإجراء التعسفي ونفذوا عدة خطوات احتجاجية ضد إدارة السجن، فيما أقدمت  إدارة مصلحة السجون على اقتطاع مبلغ 70 شيقلاً من مستحقات الكانتين لكل أسير في سجن النقب الصحراوي، وفى اعتداءاتها ضد الأسيرات عمدت إدارة سجن هشارون الى وضع كلاب بوليسية متوحشة مع الأسيرات خلال نقلهن إلى المحكمة في سيارة البوسطة ، وتهديد عناصر وحدات الناحشون الخاصة بإطلاق تلك الكلاب المسعورة على الأسيرات الأمر الذي أدى إلى حالة من الخوف الشديد والبكاء والفزع لديهن ، وفى نفس الوقت فرضت عليهن الخروج الى المستشفى وهن مقيدات بالسلاسل من أيديهن وأرجلهن ، وقامت سلطات السجون باستدعاء قوات كبيرة وحاصرت الأسرى في الأقسام 8،7،6 في سجن النقب ،لمنعهم من إقامة احتفال في الذكرى الخامسة لاستشهاد ياسر عرفات، وعاقبوا الأسرى بالحرمان من الزيارة لمدة شهر ، ونقلت سلطات الاحتلال الأسير "إبراهيم حامد" من عزل سجن هشارون إلى عزل سجن أيالون، وذلك بعد أسبوع من الاعتداء عليه بالضرب.

حالات تسمم واعتداء

وأصيب عدد من الأسرى خلال الشهر الماضي في مركز تحقيق بتاح تكفا العسكري بألم شديد في المعدة نتيجة إصابتهم بتسمم ناتج عن تناولهم طعاماً فاسداً قدمته لهم إدارة المركز كوجبة غداء دون التأكد من صلاحيتها ، وفى استهتار واضح بحياة الأسرى ، رفضت إدارة المركز إخراج الأسرى المصابين إلى العيادة للعلاج واكتفت بصرف حبة أكامول لهم كعلاج للتسمم .

فيما اعتدى السجانون  بالضرب في سجن مجدو على أسيرين من الأسرى الأشبال أثناء تأديتهم للصلاة داخل السجن ، بحجة أنهم رفضوا قطع الصلاة والوقوف للسجانين الذين يقومون بعملية العدد اليومي، بالإضافة إلى عقابهم  بسحب الأجهزة الكهربائية الموجودة في زنزانتهم .

 

وفى نفس الوقت تعرُّض الأسير الضرير"عبادة سعيد بلال" (30 عامًا) من مدينة نابلس لتحقيقٍ قاسٍ وعنيف بعد نقله بشكل مفاجئ إلى مركز تحقيق "بتاح تكفا" وهو معتقل منذ 7 سنوات، محكوم بالسجن لمدة 10 سنوات .

حتى أن القطط لم تسلم من إجرام الاحتلال حيث قامت إدارة سجن النقب بعقاب قطة بحجزها فى زنازين العزل الانفرادي بعد أن اكتشف أنها تساعد الأسرى في الزنازين بنقل الرسائل وبعض الأغراض الخفيفة للأسرى المعزولين .

الإهمال الطبي

وواصل الاحتلال خلال الشهر الماضي سياسة التلذذ بآلام المرضى الأسرى ،وعدم تقديم العلاج اللازم لهم مما أدى إلى تدهور صحة العديد منهم ، وانضمام آخرين إلى قائمة المرضى ،حيث تماطل إدارة السجون في إجراء عملية جراحية  للأسير " طارق عبد الرحمن أبو ذياب " والذي يعانى من فتاق شديد رغم توصية الأطباء بذلك بشكل عاجل، فيما تدهورت صحة الأسير " محمود محمد سلمان"  (53 عاماً) من بيت لاهيا بقطاع غزة ، حيث انه يعانى من مرض القلب والربو ،ويحتاج إلى عملية جراحية ، وموجود في مستشفى سجن الرملة دون أن يطرأ أى تحسن على حالته الصحية  ، ودون مراعاة لظروفه الخاصة قامت إدارة سجن النقب بنقل الأسير "عادل الزعتري " من الخليل  إلى سجن نفحة المركزي علماً انه يعانى من أثار إصابته بالرصاص حين اعتقاله ، وترفض إدارة سجن مستشفى الرملة زرع عصب في قدم الأسير "صديق عوده" من طولكرم .

بينما يمر الأسير " محمد الريماوي" من رام الله بحالة نفسية سيئة نتيجة إبلاغ أطباء السجن له بأنه مصاب بمرض معدي لم تحدد نوعه ،وقامت باحتجازه في الحجر الصحي ، ولم تقدم له أى علاج رغم تدهور حالته، حيث بدأ قبل عام يعانى من قرحة في المعدة ثم أصبح يبصق دماً ولم تهتم إدارة السجن بحالته ، إلى أن أبلغته مؤخراً انه مصاب بمرضٍ معدٍ، وقامت بعزله بسبب خطورة وضعه الصحي ، ويعانى الأسير من انتفاخ في الأعضاء السفلية من جسمه وانتفاخ في القدمين واليدين وورم في العيون وما زال ينتظر التزام الإدارة بوعدها لها بعلاجه وإعطائه الدواء اللازم.

وأعربت عائلة الأسير " شادي فيصل موسى" من جنين شمال عن قلقها البالغ على حياته بعد تدهور حالته الصحية وحاجته لإجراء عدة عمليات جراحية له ، حيث انه مصاب برصاصة في الرأس خلال اعتقاله، ولازالت موجودة حتى الآن في رأسه، ورفض طبيب المستشفى إزالتها لأنها ستؤثر على بصره .

التمديد الادارى

رغم إفراج الاحتلال عن أقدم الأسرى الإداريين وهو الأسير " سائد ياسين " بعد أن أمضى ما يزيد عن ( 44 ) شهراً في الاعتقال الإداري ، لا زالت سلطات الاحتلال تعاقب الأسرى بتمديد الاعتقال الادارى لهم لفترات اعتقالية جديدة ،حيث جددت الاعتقال الادارى للأسيرة د."ماجدة أكرم فضة" عضو مجلس بلدية نابلس لمدة ( 3 ) شهور إداري وذلك للمرة الخامسة على التوالي.

فيما جددت الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر للقياديين من حركة حماس بمحافظة جنين  الشيخ " خالد الحاج " والمعتقل منذ 35 شهراً، والشيخ " إبراهيم الجبر" والمعتقل منذ عامين .

وجددت الاعتقال الإداري للمرة السادسة على التوالي للقيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ "بسام السعدي" (50 عاما) من مخيم جنين ، فيما ثبتت محكمة الاحتلال في سجن عوفر الادارى 6 شهور للنائبين عن كتلة التغيير والإصلاح "عزام سلهب "و "نزار رمضان" ، و حكمت محكمة الاحتلال في بئر السبع  على الأسير " ناهض الأقرع" من قطاع غزة بالسجن المؤبد 3 مرات بعد ان اتهمته بقتل 3 من جنود الاحتلال قبل حوالي 7 سنوات.

وطالبت الوزارة المؤسسات الدولية الراعية لحقوق الإنسان ان تنظر بعين الحياد لأسرانا داخل السجون ، وان تضع حد لمعاناتهم التي تزداد يوماً بعد يوم .