خبر الأسرى بغزة تناشد المؤسسات الإنسانية للضغط على الاحتلال لإنهاء معاناة أحد الأسرى

الساعة 10:41 ص|02 ديسمبر 2009

الأسرى بغزة تناشد المؤسسات الإنسانية للضغط على الاحتلال لإنهاء معاناة أحد الأسرى

فلسطين اليوم-غزة

طالبت وزارة شئون الأسرى والمحررين بحكومة غزة اليوم الأربعاء، المؤسسات الدولية والإنسانية التدخل العاجل من أجل إنهاء معاناة الأسير"فايز الخور" من مدينة غزة الذي يعانى من مرض نفسي خطير ناتج من الظروف القاسية التي تعرض لها خلال فترة اعتقاله خاصة أنه أمضى سبع سنوات في العزل الانفرادي.

 

وأكد مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة رياض الأشقر بأن الأسير معتقل منذ 29-11-1985 ومحكوم عليه بالسجن المؤبد ,وقد أنهى عامه الرابع والعشرين في سجون الاحتلال, مشيراً إلى تعرض الأسير خلال فترة عزله في الزنازين الانفرادية إلى صدمة نفسية أثرت على إدراكه لما يدور حوله, ويتزامن ذلك مع رفض إدارة السجون تقديم العلاج المناسب لحالته مما أدى إلى سوء وتراجع حالته الصحية ووصفت بالخطيرة.

 

كما بينت الوزارة أن حالة الأسير الخور لم تكن الوحيدة فقد سبقتها حالة الأسير "عريضة كلاب" الذي فقد أهليته بسبب تعرضه لنفس الظروف القاسية وكذلك لن تكون الأخيرة التي تصاب بمثل هذه الأعراض.

 

وطالبت الوزارة المؤسسات الدولية لسرعة التدخل لإنهاء معاناة الأسرى المعزولين, الذي تجاوز عزل بعضهم ل ثمان سنوات متواصلة.

 

وبينت الوزارة أن حالة الأسير الخور"لم تكن الأول فقد سبقها حالة الأسير "عويضه كلاب " الذي فقد أهليته بسبب تلك الظروف القاسية، وكذلك لن تكون الأخيرة التي تصاب بمثل هذه الأعراض، حيث أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأسرى في زنازين العزل الانفرادية ، تعتبر أرضية خصبة لتعرضهم  للإصابة بالأمراض النفسية ، فالأسير في العزل لا ينقطع فقط عن العالم الخارجي ،إنما ينقطع أيضاً عن زملائه المعتقلين، ولا يرى طوال فترة العزل سوى وجه السجان البغيض الذي يكن له الكراهية والحقد والعداء.

 

وعلى حد وصف أحد الأسرى المعزولين يقول " أن الحياة في العزل متكررة والأيام تشبه بعضها ويصعب تمييز  الحد الفاصل ما بين الليل والنهار، فعليك أن تستيقظ في السادسة صباحًا رغم عنك بسبب صراخ و صياح السجناء الجنائيين من يهود وعرب ، وأصوات الموسيقى الصاخبة والشتائم البذيئة بكل اللغات، وأصوات الطرق على الأبواب ، فتصحو على كابوس العدد الصباحي، والطرق العنيف على باب الزنزانة بشكل استفزازي في عملية إزعاج متعمدة فتقف للعدد، وإذا لم تكن بوضعية استقامة واعتدال ، وإذا كان مزاج الضابط متعكرًا في ذلك الصباح، فقد يكلفك ذلك عقوبة حدها الأدنى غرامة مالية قدرها 250 شيكلاً وقد تتعرض للضرب والشتم.

 

ويشترط الاحتلال لخروج المعزولين إلى ساحة الفورة إغلاق كل الفتحات الصغيرة في الأبواب ، حيث تصحو على سلسلة من الطرقات الصاعقة ويبقى عليك بعدها أن تخوض معركة تتكرر في اليوم عشرات المرات من الصراخ والطرق على الباب حتى يأتي الشرطي لفتح النافذة الوحيدة التي تدخل الهواء للغرفة.

 

أما "الفورة"  فحسب القانون يمنع الأسير من الخروج إليها وإلى العيادة أو المحامي أو زيارة الأهل إن وجدت إلا مقيدًا من الخلف مع تقييد اليدين والرجلين ، وإذا كان في الزنزانة أسيران فلا يمكن إخراج أحدهما إلى النزهة إلا بتقييد الاثنين حتى وان لم يرد أحدهما الخروج ، ولذلك يطلب منه الضابط الاستدارة للخلف والرجوع خطوة واحدة لتكون في وضعية قرفصاء حيث اليدين خارجتين من الفتحة ليتمكن من تقييدهما ، بعد ذلك يقوم بفتح الباب وإجراء تفتيش للغرفة والعبث ببعض المحتويات.

 

وعند العودة من النزهة التي تطاردك فيها 4 كاميرات مراقبة يتكرر نفس المشهد حيث القيود تلازم الأسير طيلة اليوم الذي يقترب فيه الشرطي إلى الباب ، وعليك ان تتخيل تغير ساعات اليوم التي لا حصر لها لتصف معاناة أسير العزل ، فالعيادة والنوم والاستيقاظ وكل شيء يتم إيقاعه على قانون الطوارئ، والأصعب عندما يداهمك التفتيش الليلي في ساعة متأخرة من الليل ، ويدخل على زنزانتك عدة ملثمين من وحدة (متسادا) مدججين بكل أشكال العتاد، ويلقون بك على الأرض، وبعد ذلك تسحب إلى غرفة مقيد اليدين والرجلين ويتم تعريتك بشكل كامل أمام السجانين والسجانات للتفتيش فى الأماكن الحساسة بشكل مهين بحجة الأمن , أو عندما تمكث عامًا كاملاً ممنوعًا من الزيارة أو الكانتينه وأبسط الحقوق ، ويختم الأسير حديثه بان العزل موت بطئ للأسير.

 

وناشدت الوزارة المؤسسات الدولية الضغط على الاحتلال لإنهاء مأساة الأسرى المعزولين ، الذين تجاوز عزل بعضهم 8 سنوات متواصلة.