خبر لماذا العجلة .. معاريف

الساعة 09:35 ص|02 ديسمبر 2009

بقلم: جدعون سامت

يوجد شيء مقلق جدا في شكل اتخاذ القرارات لصفقة شليت وتجميد المستوطنات. ان علاج الصفقة جر رئيس الحكومة الى اسوأ وضع في كل تفاوض. اعتقد انه يستطيع التأجيل، وانه سيلعب بالوقت مع العدو الحقير. وفي النهاية فقد تماما القدرة على المساومة. وستكون النتيجة اذا قلنا ذلك بلطف محرجة.

اصبح من الواضح كثيرا اليوم انه بعد الاختطاف او في بدء ولاية نتنياهو، كانت شروط المساومة افضل. بيد انه بدا آنذاك ان الوقت سيحسنها. ان ما اعوزنا في مسيرة القرار هو الحزم الذي ينبغي التقدم به الى القرارات الحاسمة الصعبة: رفض الدفع او الدفع مبكرا. لم يكن السبب ضغط الشارع، لانه عدت هنالك ايام الاسر واحتاجوا الى نهاية سريعة. ولا وسيط اسرائيلي متوسط ايضا. كان ذلك الايمان الملتهب بالجائزة الكامنة في الرفض.

وكذلك الحال ايضا في تجميد البناء في المستوطنات. علمت الحكومات، وكذلك التي رأسها العمل ايضا ان تجاهل النغمة المكررة للادارات الامريكية عن اضرار استيطان المناطق لا يمر الوقت فقط. رأى جهاز القرارات كيف تلاشت خريطة طريق الرئيس بوش منذ 2002. ارادت الخطة من جملة ما ارادت تجميد المستوطنات واعلمت على نحو بائس دولة فلسطينية مع حدود مؤقتة بعد مضي سنة. كان الاتفاق الدائم محددا في نهاية 2005. محقق، محقق، قال لنفسه اريئيل شارون بيقين. لقد علم ان انياب الوقت وتشدد الطرفين سيضعفان الخطة الاحتفالية.

في تلك الاثناء، في 2007، كرر مؤتمر انابولس قصة اتفاق اسرائيلي – فلسطيني في غضون سنة. وقد داستها جرافة الوقت هي ايضا. لان عملا حازما، يشمئز من ضياع الوقت يستطيع ان يفضي الى اتفاقات كاتفاقات اوسلو. لكن المعجم الاسرائيلي الحالي الذي اصلح التفاوض السياسي غريبا عليه، يسجل انها كارثة.

النجاحات في التأجيل تسبب الادمان. اذا كان ذلك قد نجح في الضفة مع 300 الف مستوطن فلماذا لا يكون كذلك فيما يستقبل. يوجد في مسيرة القرار بطبيعة الامر شعور تهكمي. عندما أعلن نتنياهو في تصريح "تاريخي" التجميد، كان الايمان بالوقت الذي يعمل في مصلحة المؤجلين لم يزل بعد. ندد الرئيس الامريكي مرة بعد اخرى بالبناء في المستوطنات. لو بادر نتنياهو لوفر التوتر  الذي نشأ بينهما. لكن لم يحدث اي شيء. لقد ظهر ان رئيس الحكومة شجاع.

يستحق نتنياهو مدحا ما لانه يجيز قراراته مع حكومة كهذه. تجثم السياسة المحلية مثل صخرة عظيمة في الطريق الى اختيار عقلاني. وهكذا حدث ان أيد بني بيغن التجميد وخرج من فوره الى مكبرات الصوت ليبين ان هذا وهم. وهكذا غاب عن التصويت وزراء شاس. لا توجد قواعد لحكومة نتنياهو. وفي مسألة شليت لا يوجد عند اي وزير شجاعة الاعتراض على صفقة يجب ان يعارضها العقل خلافا للقلب. في التجميد عمل الضغط الخارجي مع غمزات الاعين الاحتيالية بين الشركاء في الحيلة. والحقيقة هي انه لا توجد حكومة في القدس كما لا يوجد هناك وزير خارجية.

كذلك يساعد اوباما الحازم في ظاهر الامر على اخفاقات الحسم. كان مطلب التجميد في الضفة خطأ. يجب ان يعرف فريق البيت الابيض والذي قد يكون داهية في كل مسألة اخرى، بالاقدمية الاسرائيلية المتصلة في افشال كل جهد سابق لكف جماح البناء في الضفة. وماذا سيجدي التجميد المؤقت ونص واشنطن الثابت هو ان المستوطنات أنفسها عقبة.

ان وحدات سكنية وخطط بناء أخرى أجيزت من قبل ولا يشتمل عليها التجميد ستغذي الاشهر العشرة المقبلة. سيلعب الزمن مرة اخرى لمصلحة حكومة لا تنوي ان تؤيد الوعد بدولتين. ستنسى احتفالات جلعاد شليت. ولن يوجد تفاوض مع الفلسطينيين. وعندما يمر الوقت، سيكون من المخيف ان نفكر في ان هذا الجهاز سيقرر كيف يعمل في مواجهة الذرة الايرانية.