خبر ليس اوباما .. هآرتس

الساعة 09:33 ص|02 ديسمبر 2009

بقلم: نتاشا موزغوبيا

الرئيس براك اوباما لا يعوزه المنتقدون. أينحني للامبراطور الياباني؟ أي اذلال لامريكا. ايهادن الصينيين؟ هذه علامة على ان حقوق الانسان لا تهمه. ايكبر الدين القومي؟ بسبب سرفه. ألم تقف نسبة العاطلين عن العمل عند 8.5 في المائة كما وعد؟ فشلت اذن خطته الاقتصادية. ايلعب الغولف بصحبة الرجال؟ انه شوفيني لا يستحق تأييد النساء. أيرسل قوات اخرى الى افغانستان؟ ان من يسلك سلوك "رئيس حرب" لا يستحق جائزة نوبل للسلام.

كذلك لا يعوزه المعارضون في الشرق الاوسط. فقبل اسبوع قال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ان الرئيس الامريكي "لا يفعل شيئا لتجديد المفاوضة السلمية مع اسرائيل". بينت مقالة في صحيفة "واشنطن بوست" طائفة خيبات الامل التي سببها اوباما للعرب، اما المقالة الافتتاحية في صحيفة "نيويورك تايمز" فعابت عليه انه لم يعد يفكر "بأكثر من خطوة واحدة الى الامام". وفي حكومة نتنياهو بلغت الامور الى حد التصريح عن الامتعاض الحقيقي ازاء ضغوط الادارة،  وبين سفير اسرائيل في واشنطن للصحفيين ان تجميد البناء في المستوطنات كان قبل كل شيء تفضلا على الرئيس.

"ادانا اوباما وفريقه الى الصدمة"، قال بسخرية عنصر اسرائيلي، كان مشاركا في محاولات احياء المسيرة السلمية. يبدو هذا وكأنه لولا اوباما لاكل الفريقان الحمص معا منذ زمن. اخطأت الادارة الامريكية اخطاء في كل ما يتصل بالشرق الاوسط – مثل صورة دفع ابي مازن الى الركن في مسألة تقرير غولدستون، او حقيقة اقلاله من التوجه الى الجمهور الاسرائيلي. لكن القاء المسؤولية عن التعثر الحالي على اوباما يثير الغضب، مثل محاولات ان تملى عليه شروط التدخل الامريكي ايضا.

ازاء المشكلات الكثيرة التي تواجه اوباما، ربما لم يكن يجب عليه اصلا ان يتدخل في النزاع في الشرق الاوسط. لكنه عمل سريعا لاستغلال الاثر الذي نشأ بسبب شعبيته الكبيرة. ربما آمن باخلاص بأن الشعبين يريدان ان يضمنا لابنائهما مستقبلا افضل – لا على حساب اولئك الذين وراء السور. وربما أمل الا ينسى الاسرائيليون سريعا ان النزاع في ثماني سنيه تأييد بوش لم يقترب من حله.

صحيح ان المواجهة المعلنة بين القدس وواشنطن تمت على نحو معوج جعل الفلسطينيين يتحصنون في مواقفهم. بدل الدعوة الى المفاوضة بغير شروط سابقة، اصبح التجميد شرطا سابقا، لم يكن كافيا في صيغته المقلصة لاحداث "الجو الايجابي" الضروري لبدء المحادثات. لكن الفكرة نفسها ليست جديدة، وكان يمكن جعلها اداة ضغط لمباحثة جدية في مستقبل اسرائيل وحدودها، لو لم يجهدوا في استعمالها كحيلة اعلامية لعرض اوباما على انه يشبه فرعون، في حين ان المهمة الرئيسة هي اطالة الوقت حتى نهاية ولايته بغير استسلام لضغوطه.

ربما ساعد عرض اوباما على انه "شر على اسرائيل" نتنياهو على ان يجند تأييدا – لكن في الامد البعيد، كانت مصلحة القيادة الاسرائيلية المسؤولة ان تمنع ضعف مكانته وان تستغل جهوده لتحسين العلاقات بالعالم الاسلامي لمصلحتها، بدل ان تقيس بحسد من يحصل على قدر اكبر من الانتباه. لا داعي الى ابتزاز ادارة تتحدث بلغة المصالح لا بلغة الحب. تمكن محاولة الحديث بلغتها. لكن اجدى من ذلك الاعتراف بأن اوباما ليس المشكلة ولا الحل ايضا – لا قبل ان يتحمل احد الطرفين على الاقل مسؤولية احداث حوار موجه الى الجار لا الى واشنطن.