خبر أبو مازن .. دعوا الرجل يذهب .. يديعوت

الساعة 09:31 ص|02 ديسمبر 2009

بقلم: افرايم هاليفي

بعد يومين من بيان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن اسرائيل ستجمد البناء في يهودا والسامرة لفترة 10 اشهر، هبط رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن في كراكاس عاصمة فنزويلا. وفي وقوفه الى جانب مضيفه الرئيس هوغو تشافيز، رد رئيس السلطة الخطوة الاسرائيلية واطلق انتقادا على الولايات المتحدة وعلى الرئيس اوباما في انه لا يشدد ضغطه على اسرائيل لتوسيع التجميد بحيث يتضمن مثلا القدس ايضا.

من الصعب ايجاد تفسير مرضي لمجرد انتقاد ابو مازن لدى أي من كبار اعداء الولايات المتحدة، الذي لا يفوت الفرصة كي يسيء لواشنطن. من بين كل الاماكن والدول في العالم فضل الزعيم الفلسطيني الهبوط في الساحة الخلفية للرئيس اوباما، والتي منها يدير الرئيس الفنزويلي معركة متواصلة ضد الولايات المتحدة.

ويعمل تشافيز حجر اجتذاب وبؤرة لدول اخرى في جنوب امريكا، وأقام حلفا استراتيجيا آخذ في التجسد في غاية الاهمية مع الرئيس الايراني. محور كراكاس – طهران مقلق جدا سواء الدول العربية المعتدلة في الشرق الاوسط ام لحلفاء الولايات المتحدة في قارتها الجنوبية.

لقد اعلن الرئيس الفنزويلي بحضور ضيفه بأن دولته تؤيد كفاح الشعب الفلسطيني ضد دولة اسرائيل "مبيدة الشعوب"، وأقواله هذه كانت صدى لخطاب ابو مازن في مجلس الامن في ذروة حملة "رصاص مصبوب"، والذي اتهم فيه اسرائيل بإبادة شعب. مبادرة ابو مازن لجر اسرائيل، رؤسائها وضباطها الى هيئات قضائية دولية ولدت لجنة غولدستون التي يواصل الرئيس الفلسطيني تصويت استنتاجاتها الخطيرة والمغلوطة في كل مناسبة ممكنة.

من الصعب بأضعاف الفهم لماذا اختار ابو مازن كراكاس كمكان لمهاجمة الولايات المتحدة التي لولا دعمها له لكان حكمه قضى نحبه منذ زمن بعيد. قوات الامن التي دربها فريق الجنرال الامريكي دايتون تعمل في يهودا والسامرة اولا وقبل كل شيء لتثبيت حكم فتح حيال حماس. مساعدة اقتصادية مكثفة بقيادة الولايات المتحدة تحسن كل يوم جودة حياة الفلسطينيين في يهودا والسامرة. ولو توقف او تقلص هذان العنصران في المساعدة، لكان نظام فتح انهاء بين ليلة وضحاها. فما المعنى والمنطق لدى ابو مازن في ان يعض يد المحسنين اليه تحت سقف عدو الولايات المتحدة في قارة بعيدة جدا عن رام الله؟

في الاسابيع الاخيرة تكاثرت الاصوات الداعية الى "تعزيز" ابو مازن، كي يصبح شريك حوار في المحادثات السلمية مع اسرائيل. وهناك من يطالبون بـ "انقاذه" – لهذه الدرجة هو في أمس الحاجة للخلاص الاسرائيلي. وضمن ادعاءات اخرى نسمع نحن بأن هذه هي ارادة الولايات المتحدة ايضا. في ضوء اداء الزعيم الفلسطيني في الاسبوع الاخير، لعله لن يعتبر غرورا وقحا اذا ما اقترحنا على اصدقائنا في واشنطن العودة الى فحص جدوى دعمهم لرئيس السلطة، مع الاهتمام الى جودة التفكير الذي اظهره في كراكاس.

ابو مازن عاد وألمح مؤخرا بأنه لن يتنافس على فترة رئاسية اخرى. لعله حان الوقت لاعفائه من مناشداتنا المتكررة في ان يسدي لنا الجميل ويبقى في كرسيه؟ باختصار، دعوا الرجل يذهب. لا يوجد شخص او زعيم ليس له بديل. واذا ما كانت الحركة الفلسطينية استثنائية ولم يوجد لها زعيم اخر، فاي معنى هناك لعقد اتفاق مع شخص ليس له وريث؟.