خبر غزة : وفرة لحوم الأضاحي تخفض سعر الأسماك وتثير حفيظة الصيادين

الساعة 06:06 ص|02 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة

أغضب انخفاض أسعار السمك عشرات أصحاب مراكب الصيد الكبيرة الذين اضطروا إلى بيع مئات صناديق الأسماك بأسعار اعتبروها زهيدة مقارنة مع نوعية الأسماك.

وتفاجأ الصيادون الذين عادوا، أول من أمس، لمزاولة الصيد بعد عطلة إجبارية مدتها ثلاثة أيام فرضتها الشرطة البحرية على صيادي حوض ميناء غزة في كل عيد، من انخفاض أسعار الأسماك، ما دفع العديد منهم الى كيل الاتهامات لمسوقي الأسماك التابعين لحسبة الميناء المركزية.

وشهد سوق "الدلالة" الصباحي الذي يفتح ابوابه عند الساعة السابعة صباحا لمدة ساعتين يوميا مناقشات ساخنة كادت تتحول الى مشاجرات بين المسوقين والصيادين الذين ابدوا عدم رضاهم عن الأسعار.

ورغم توقع العديد من الصيادين انخفاض اسعار الاسماك نتيجة تكدس اللحوم في ثلاجات المواطنين بعد عيد الأضحى، إلا أنهم تفاجأوا بالانخفاض الكبير في الأسعار كما يؤكد الصياد علي العامودي.

وقال العامودي "لا يعقل أن نبيع أسماكنا بعد منع استمر ثلاثة أيام بأسعار زهيدة"، معتبرا أن الأمر صعب عليه لأنه كان يعلق آمالا على محصوله من الصيد.

وأبدى الصياد ياسر امتعاضه الشديد بعدما اضطر لبيع صندوق من الجمبري كبير الحجم بمئتين وخمسين شيكلاً فقط واتهم المسوق بالتقصير، ما دفع المسوق إلى وقف البيع.

وقال ياسر وهو في الأربعينيات من عمره وكان يراقب بيع الدلال باهتمام وذهول إن إتلاف السمك أهون عليه من بيعه بهذه الأسعار البخسة، مشيرا الى ان هذه الكمية من الأسماك جاءت نتيجة تعب سبعة صيادين يعملون في "مركب جر" على مدار 24 ساعة متواصلة.

ووصل سعر سمك "البلميدة" الشعبي إلى الحضيض، حيث بيع الصندوق زنة 14 كيلوغراما بخمسين شيكلا فقط، فيما بيعت السمكة الواحدة زنة 10 كيلوغرامات من النوع نفسه بخمسة وعشرين شيكلا فقط، ما أثار حفيظة واستياء الصيادين الذين واجهوا صعوبات جمة في صيد كميات وفيرة من هذا النوع من الأسماك.

ولم يتوقف استياء الصيادين على انخفاض أسعار هذا النوع من الأسماك بل بسبب صعوبة تسويقه ايضا، إذ ينفر الكثير من بائعي السمك من شرائه والمتاجرة فيه خلال هذه الأيام نظرا لانخفاض الطلب عليه.

ورغم تمكنه من اصيطاد كمية تعادل 50 صندوقا من السمك بمختلف انواعه، إلا أن الفرحة غابت عن وجه الصياد خميس أبو زكي وإخوانه وشركائه بعد أن علموا بانخفاض الأسعار.

وأشار أبو زكي إلى أن أكثر من 18 صيادا اشتركوا في صيد هذه الكمية من الاسماك وبالتالي لن يحصل الصياد على أكثر من 100 شيكل في حال بيعها بهذه الأسعار، مؤكدا أن الصيادين كانوا يعلقون آمالا كبيرة على هذه الكمية لتعويضهم عن أيام تعطلهم بسبب اجازة العيد.

وبرر تاجر السمك محمد المدهون عدم شرائه كميات كبيرة من هذا النوع من الأسماك إلى كون طبقة الفقراء هي التي تشتري هذا النوع من السمك، مشيرا إلى أن هذه الطبقة حصلت على كميات وفيرة من لحوم الأضاحي، ما يدفعها إلى توفير الأموال وعدم شراء أي شيء آخر.

ووصف بيع السمك في هذه الأيام بالصعب جدا نظرا لانخفاض الطلب عليه، مؤكدا أنه في أعقاب كل عيد أضحى تحصل هذه الإشكالية للصيادين وتجار السمك.

ويرى تاجر السمك محسن مقداد أن العيد الحالي تميز بكثرة الذبائح، ما أثر على سوق الأسماك، معربا عن خشيته من عدم قدرته على تسويق نحو عشرة صناديق من سمك الطرخون والسلطعون والجربيدم الموجودة لديه.

واضطر العديد من تجار السمك إلى مغادرة محالهم والتجوال بأسماكهم داخل الأزقة بحثا عن زبائن لشراء الأسماك، بعد أن أقفرت أركان بيع الأسماك في الأسواق من الزبائن والمرتادين.

وشهدت الشوارع حركة ملحوظة لباعة السمك المتجولين الذين يستخدمون عربات الكارو ومكبرات الصوت لتسويق الأسماك.