خبر غيرنكا فلسطين: كتاب توثيقي يفضح الجرائم الإسرائيلية على غزة

الساعة 06:16 م|01 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم: رام الله

أعلن في مدينة رام الله اليوم الثلاثاء عن صدور كتاب توثيقي يفضح الممارسات الجرائم الإسرائيلية على قطاع غزة خلال العدوان على غزة العام الماضي.

وقد عقد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية النائب مصطفى البرغوثي، و نائبة رئيس البرلمان الأوروبي السابقة، لويزا مورغنتيني، و رئيس برنامج الصحة النفسية في قطاع غزة، إياد السراج مؤتمر صحفيا في رام الله أطلقوا من خلاله الكتاب الذي حمل عنوان "غيرنيكا فلسطين" و أعده الراصد الفلسطيني.

وقال البرغوثي أن الكتاب الذي جاء إصداره بمناسبة الذكرى الاولى للعدوان على غزة، و يتناول الأحداث التي سبقت و أعقبت العدوان، مشيرا إلى أن الكتاب هو إهداء لأهالي القطاع و الشهداء العدوان، و شهداء المجازر الإسرائيلية بدءا من مذبحة دير ياسين ومرورا بمجزرة صبرا وشاتيلا ومخيم جنين  والمجزرة الكبرى في قطاع غزة.

وأشار البرغوثي الى ان ما جرى في غزة كان أفظع مما جرى في  كرنيكا في اسبانيا على ايدي الفاشيين بقيادة فرانكو من مجزرة بحق المدنيين من اجل ترويعهم وكسر مقاومتهم .

وشدد البرغوثي ان الهدف من الهجوم على غزة هو قتل الأمل وروح المقاومة، إلا أنها فشلت في ذلك" لان روح المقاومة و روح الإنسانية بقيت لدى الشعب الفلسطيني" على حد وصفه، مؤكدا أن وحشية الاحتلال التي لم تكشف فورا في دير ياسين وصبرا وشاتيلا ومخيم جنين، كشفت هذه المرة وان تقرير غولدستون كان مجرد البداية.

وأكد البرغوثي أن تأليف الكتاب يهدف إلى المحافظة على الذاكرة في ذكرى يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني مشددا على أن كثير فصول تاريخنا ضاعت لأنها لم تكتب، إضافة إلى الأهمية التي ينطوي عليها الكتاب من اجل فضح وتعرية الاحتلال ومتابعة الحملة الجارية لفضح تلك الجرائم ومعاقبة مرتكبيها عبر تقرير غولدستون ومحاكمة من يقفون وراءها من مجرمي الحرب الإسرائيليين.

إلى جانب أن الكتاب هو جزء من رواية الفلسطينيين في ظل محاولات تزوير التاريخ،وان الكتاب جزء من جهد جماعي لاستعادة الصورة الإنسانية للشعب الفلسطيني ولاستعادة شرعية القضية الفلسطينية.

واستعرض البرغوثي أهم ما تضمنه الكتاب وهو الكثير من المعلومات و الأرقام والحقائق عن الجرائم التي ارتكبت في غزة إلى جانب تعرية الكتاب لمجموعة من الأساطير الإسرائيلية كالانسحاب من غزة،و أسباب الحصار وإلقاء المسؤولية عنه على عاتق الفلسطينيين وكذلك تبيان حقيقة ان من خرق التهدئة وبدا الحرب على غزة هي إسرائيل.

وأضاف البرغوثي ان الكتاب يوضح انه خلال سنوات الحصار قتل 28 إسرائيليا مقابل 6348 فلسطينيا، حيث أن الكتاب يعري مقولة إسرائيل أنها تريد السلام وتدافع عن نفسها في وجه الاعتداءات.

وقال البرغوثي إن الكتاب يؤكد ان العدوان على غزة لم يكن ضد طرف سياسي معين بل كان ضد الشعب الفلسطيني في غزة مشيرا إلى استشهاد 1410 مواطنين.

لم يبق الا انتظار الموت ...

من جانبها قالت مورغانتيني انها تشارك النائب مصطفى البرغوثي فيما قاله بشان المجازر الإسرائيلية ومدى مشابهتها لما جرى في اسبانيا.

وأشارت مورغانتييي  إلى أن الكتاب أوضح أن الفلسطينيين في غزة لم يكن بإمكانهم الهروب الى أي مكان من القصف ،مؤكدة انها تألمت لما استمعت إليه من طفل فلسطيني لدى زيارتها غزة مع وفد برلماني أوروبي "من انه لم يبق له سوى ان ينتظر كيف سيموت".

ودعت مورغانتييي الى العمل من اجل ان تدفع إسرائيل ثمن ما ارتكبته من جرائم مؤكدة انه آن الاوان لكي يتوقف الاستيطان وينتهي الاحتلال .

وأشارت إلى مشروع القرار الذي ستتقدم به السويد إلى اجتماع وزراء خارجية الدول الأوروبية الاثنين القادم يعتبر القدس عاصمة للدولة الفلسطينية معربة عن أملها في ان يحدث ذلك.

وقالت مورغانتيني ان البرلمان الأوروبي الذي يمثل 450 مليون أوروبي لم يقبل فرض الحصار على حكومة الوحدة الوطنية ولا الحصار على غزة مثلما انه لم يقبل بعدم الاعتراف بشرعية الانتخابات الفلسطينية.

73% من أطفال غزة يعانون من إضرابات نفسية

من جهته أكد السراج أن هناك تداعيات لدى الأطفال في غزة تركتها الحرب الأخيرة وتتعلق بالجانب النفسي من حيث التبول اللاإرادي والخشية من التوجه إلى المدارس بعد القصف الذي تعرضت له مدارس غزة وفقدان زملاء لهم استشهدوا في العدوان الأخير.

وقال السراج ان 73 %من الأطفال في قطاع غزة مصابون باضطرابات نفسية حادة نتيجة للعدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع .

وأضاف أن حوالي 30%  من أطفال غزة يعانون من مشكلة التبول اللاإرادي بسبب استحكام الخوف مشيرا إلى مشاكل عصبية أخرى مثل البكاء والانطواء وقضم الأظافر والأحلام الليلية المخيفة وآلام جسيمة نتيجة للعدوان الإسرائيلي .

وقال إياد السراج إن الطفل الفلسطيني فقد أهم ركنين في حياته وهما الشعور بالأمان ووجود الأب القادر على حمايته وإعالته نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة و ما خلفته من قصف ودمار مادي ومعنوي.

وأضاف السراج أن 15 % من أطفال غزة يعانون خللا نفسيا نتيجة للكبت والعنف المتراكم داخلهم ما أثر على مستقبلهم و إبداعهم وتحصيلهم العلمي.

وأشار السراج إلى أن الطفل اختزن كمية هائلة من العنف في الحرب، وغير قادر على التعبير عنها، خصوصا بعد أن شعر أن أحدا من أهله لم يكن قادرا على حمايته.

وقال إن العنف يولد العنف، فالأطفال يحاولون إخراج هذه الطاقات التي اكتسبوها من خلال ألعاب عنيفة يختارونها لتتوافق مع واقعهم ولتمنحهم شعورا بالقوة و الأمان كتقليد جنود الاحتلال في استخدام الأسلحة البلاستيكية.