خبر الأسرى والمحررين: الجدل الذي أثاره الاحتلال حول تكبيل المعتقلين عملية خداع وتضليل للرأى العام

الساعة 04:45 م|01 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم: غزة

اعتبرت وزارة شئون الأسرى والمحررين  حديث جهاز الشاباك المسئول عن عمليات الاعتقال والتعذيب ضد الأسرى الفلسطينيين عن أسلوب "تكبيل المعتقلين" هو جزء من عملية الخداع الذي يمارسها الاحتلال للرأي العام العالمي ومحاولة لتجميل صورته القبيحة .

وأوضح رياض الأشقر مدير الإعلام بالوزارة بان رد جهاز الشاباك على  اللجنة الإسرائيلية ضد التعذيب حول عملية تكبيل الأسرى بأنها جزء من التعذيب أم  لا ، ما هو إلا عملية تضليل وكأن الاحتلال يريد ان يظهر للعالم بأنه فقط يمارس التكبيل كعملية تعذيب وحيدة ضد المعتقلين الفلسطينيين في السجون ، حيث ادعى الشاباك بأنه يكبل المعتقلين لمنعهم من الاعتداء على المحققين ، فيما تعتبر عملية تكبيل المعتقلين ابسط واقل أنواع التعذيب فهي المرحلة الأولى التي تبدأ فور علمية الاعتقال مباشرة وقبل أن يصل المعتقل إلى مراكز التحقيق والتوقيف التي يمارس بها كافة أصناف التعذيب والاهانة بحق الأسرى والتي تؤدى إلى الموت في بعض الأحيان كما حدث مع أكثر من (70) أسيراً سقطوا منذ عام 1967 نتيجة ممارسة التعذيب الوحشي والقاسي بحقهم .

وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال يستخدم العشرات من أساليب التعذيب المحرمة دولياً ، وما الضجة الإعلامية التي أثارها حول عملية تكبيل الأسرى والجدل مع مراكز حقوقية إنما هي مقصودة وجاءت للتعمية على أساليب التعذيب الأخرى مثل الضرب الشديد وفى أماكن حساسة وقد استخدم هذا الأسلوب مع 99% من المعتقلين، والوضع في الثلاجة وهى عبارة عن مكان ضيق جداً مساحته نصف متر مربع فقط ، يتم وضع المعتقل فيه وهو مكبل اليدين إلى الخلف ، ويتم ضخ هواء بارد جداً من فتحه أعلى هذا المكان بحيث تكون درجة الحرارة فى الداخل صفر مما يؤدى إلى تجمد المعتقل داخل الثلاجة ويستمر وضعه في الثلاجة احياناً لعدة ساعات ، وقد تم استخدام هذا الأسلوب مع 70% من المعتقلين الفلسطينيين.

كذلك الشبح مع الوقوف لأيام طويلة ، واستخدام الموسيقى الصاخبة، وهز الأسير بشكل عنيف مما يؤدى إلى كسر عظام صدره ،وإجلاس الأسير على كرسي صغير جداً وهو مكبل اليدين من الخلف بالأصفاد الحديدية مع وضع كيس في رأسه وهذا يؤدى إلى ألام شديدة في الظهر ، والحرمان من النوم لعدة أيام،  واستخدام الكلاب لمهاجمة الأسرى، وبطح الأسير على الأرض والجلوس فوقه ، والقائمة تطول بأساليب التعذيب التي يمارسها رجال الشاباك ضد الأسرى والأسيرات ، هذا عدا عن أساليب التعذيب النفسية التي ينتهجها الاحتلال كاستغلال مرض المعتقل أو إصابته للضغط عليه والتهديد بقتله أو باعتقال أفراد الأسرة ، وتهديده بفترة اعتقال طويلة، وحرمان المعتقل من زيارة المحامى والصليب.

وأكدت الوزارة أن الاحتلال يمارس التعذيب ضد الأسرى كسياسة ممنهجة ومبرمجة ، ويعتبر جزءاً  لا يتجزأ من معاملة الأسرى اليومية ، ووسيلة رسمية تحظى بالدعم السياسي والتغطية القانونية الأمر الذي يعنى إضفاء الشرعية على التعذيب ضاربة بذلك عرض الحائط كل المواثيق والاتفاقيات الدولية التي لا تجيز استخدام التعذيب ضد الأسرى وتعتبره محرماً ، وبالتالي ليس هناك من شخص مرَّ بتجربة الاعتقال في سجون الاحتلال دون أن يكون قد تعرض على الأقل لأحد وسائل التعذيب المتنوعة.

وقد حرّمت القوانين الدولية التعذيب بشكل قاطع ولم تسمح بأي مبرر لحدوثه، بل أفردت اتفاقية خاصة بمناهضة التعذيب،وخصصت الامم المتحدة يوماً عالمياً لمساندة ضحايا التعذيب والذي يوافق 26 حزيران من كل عام ، إضافة إلى العديد من المواد والمبادئ التي تضمنتها معاهدات واتفاقيات دولية أخرى ، منها على سبيل المثال، المادة (7) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي تنص على: " لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة " ، إضافة إلى المبدأ السادس من مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن، والذي ينص على أنّه لا يجوز إخضاع أي شخص يتعرض لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو المهينة، ولا يجوز الاحتجاج بأي ظرف كان كمبرر للتعذيب.

وناشدت الوزارة المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بالخروج عن الصمت فيما يتعلق بتعذيب الأسرى الفلسطينيين وخاصة ان العديد من المؤسسات الإسرائيلية نفسها قد كشفت عن الكثير من تلك الوسائل المحرمة التي يستخدمها الاحتلال ضد الأسرى.