خبر فروانة:إسرائيل تتحمل مسؤولية التمترس الفلسطيني بالأسرى القدامى

الساعة 07:31 ص|01 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-غزة

قال الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، بأن التعنت الإسرائيلي ومراوغته المتكررة ، وإصراره على الاستمرار في احتجاز مئات الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في مايو / آيار 1994 ، وتهرب الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من استحقاقات " العملية السلمية " منذ أوسلو ولغاية اليوم فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى ، وتمسكها بمعاييرها الظالمة وشروطها المجحفة، وعجز "الحل السياسي" في كسر تلك المعايير والشروط ، رغم مرور 16 عاماً على توقيع اتفاقية أوسلو ، هي أسباب رئيسية وراء تمترس الفصائل الفلسطينية الآسرة لـ "شاليط" بمطالبها وبالقائمة التي قدمتها ، والتي تتضمن الأسرى القدامى وعشرات من رموز المقاومة .

 

وأوضح فروانة بأن الأمر لا يقتصر على ذلك، بل والأخطر إصرار إسرائيل على استبعادهم وعدم إطلاق سراحهم ضمن دفعات ما يُسمى " افراجات حسن النية " التي جرت خلال انتفاضة الأقصى، في ظل تعمد إدارة السجون على التعامل معهم بقسوة دون مراعاة لظروفهم وكبر سنهم، والتنصل من توفير احتياجاتهم الأساسية ، ما أدى الى تدهور أوضاعهم المعيشية وتردي أحوالهم الصحية وإصابتهم بأمراض مختلفة ، منها المزمنة والخطيرة .

 

ورأى فروانة بأن من شأن تلك الأسباب مجتمعة بأن تجعل من الفصائل الآسرة أو ممن يفاوضون حول صفقة التبادل، أكثر تمترساً بمطالبتهم بالأسرى القدامى كأولوية من أولويات صفقة التبادل .

 

وفي السياق ذاته قال فروانة: أنه وفيما لو كانت إسرائيل قد أطلقت في الماضي سراح القدامى ، وأوفت بالتزاماتها تجاه العملية السلمية وتخلت عن معاييرها الظالمة، لما لمسنا هذا التمترس من قبل الفصائل الآسرة بهذه الدرجة، على اعتبار أن من لم يُفرج عنهم اليوم في إطار الصفقة ، سيفرج عنه غداً في إطار العملية السلمية" .

 

ولربما لم تفكر أصلا الفصائل الفلسطينية في عمليات الخطف والأسر ، لاسيما بعد " أوسلو" طالما أن الحل السياسي يكفل إطلاق سراحهم ، وسراح أمثالهم كاستحقاق للعملية السياسية والتهدئة .

 

العملية السلمية نجحت في تحرير الآلاف وفشلت في كسر المعايير الإسرائيلية

ونوه الى أن تجربة عقد ونصف مرت على توقيع أوسلو ، ورغم مما حققته من نجاحات في إطلاق سراح الآلاف من المعتقلين الفلسطينيين ، إلا أنها عجزت عن كسر المعايير الإسرائيلية إلا ما ندر ، وهذا ما يُفسر بقاء المئات من القدامى في سجون الإحتلال ، ومؤشر الى فشلها لاحقاً في تحرير مئات آخرين من رموز المقاومة ممن يقضون أحكاماً عالية تصل للمؤبد عشرات المرات ، إذا استمرت " إسرائيل " على نهجها هذا ، المرفوض فلسطينياً رسمياً وشعبياً .

 

وأوضح فروانة بأن هذه الأسباب تفسر وتبرر إصرار الفصائل الآسرة على إطلاق سراح ذوي المؤبدات ، حتى لا يلاقوا نفس المصير ويضطرون للانتظار والمكوث في سجون الإحتلال سنوات طويلة قد تمتد لعشرات السنين الأخرى في السجن ، وهذا الإصرار والتمترس يحظى بدعم فلسطيني قوي .

 

اسرائيل تتحمل المسؤولية

وحمَّل فروانة ً " إسرائيل " المسؤولية الكاملة عن احتمالية تعثر المفاوضات الجارية وفشل إتمام "صفقة التبادل" كما حدث سابقاً في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق " أيهود اولمرت " بسبب تعنتها ومراوغتها ، واستمرارها في إصرارها على شروطها ومعاييرها الظالمة .

 

وفي السياق ذاته رأى بأن استمرار إسرائيل في اعتقالاتها واحتجاز الآلاف من المعتقلين في سجونها بظروف قاسية ، والتهرب والتنصل من التزاماتها تجاه العملية السياسية واستحقاقات الهدوء القائم على الأرض ، وعدم إطلاق سراح أسرى قدامى وذوي أحكام عالية ، إنما سيدفع الفصائل الفلسطينية المقاومة الى التفكير لاحقاً وبشكل أكثر جدية للجوء للقوة ، وأسر مزيداً من الجنود والمواطنين الإسرائيليين بهدف إطلاق سراح أسراهم .

 

دعوة المجتمع الدولي والوسيط الألماني للضغط على اسرائيل

وناشد فروانة المجتمع الدولي والوسيط الألماني تحديداً للضغط على " إسرائيل " كي تتخلى عن تعنتها ، إذا اختارت التهدئة والأمن والسلام ، وأرادت استعادة جنديها سالماً ، وأن تلبي مطالب الفصائل الفلسطينية إذا أرادت إغلاق هذا الملف ، وأن تتخلي عن معاييرها وشروطها الظالمة في التعامل مع الأسرى ، وأن توقف اعتقالاتها ، وأن تفي باستحقاقات التهدئة والعملية السلمية إذا ما أرادت لصفقة التبادل أن ترى النور وعملية الأسر أن لا تتكرر .

 

الدعوة لتكامل الأدوار ..

ودعا في الوقت ذاته كافة الفصائل الفلسطينية الى التوحد خلف قضية الأسرى ، والعمل في كل الاتجاهات دون التقليل من شأن أي منها على قاعدة تكامل الأدوار فيما بينها بما يكفل كسر المعايير الإسرائيلية ويضمن إطلاق سراح الأسرى لاسيما القدامى منهم .

 

وأُشار فروانة الى أن مصطلح " الأسرى القدامى " يُطلق على من هم معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو / آيار 1994 ، وعددهم ( 320 أسيراً ) ، فيما من بين هؤلاء يوجد ( 109 ) أسيراً قد مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً ويطلق عليهم مصطلح " عمداء الأسرى " ، فيما بينهم أيضاً ( 13 ) أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن وهؤلاء يطلق عليهم مصطلح " جنرالات الصبر " ، وأن أقدم الأسرى مضى على اعتقاله قرابة 32 عاماً متواصلة .