خبر الأرقام الإسرائيلية تتكلم! .. د. عايدة النجار

الساعة 04:18 م|30 نوفمبر 2009

بقلم: د. عايدة النجار

دأبت "إسرائيل" منذ وجودها غير الطبيعي الادعاء أنها تريد السلام، وكما هو معروف ومسجل وموثق أن ادعاءاتها كاذبة كونها ولدت بالقوة غير المشروعة وعملها على جلب اليهود في بعض الحالات "القوة أيضاً" ليبنوا المستوطنات المسروقة إلى حد كانت تخوّن اليهود الذين يترددون للعودة "لأرض الميعاد".

فمنذ عشية الحرب العالمية الثانية كانت تقوم بتنظيم الهاجاناة وجيش الدفاع الإسرائيلي من نساء ورجال استعداداً للحرب ضد العرب والاحتفال بمولد دولة مارقة. وبين 1945 - 1946 تمكنت من إنتاج أكثر من 44,500 قذيفة هاون، بالإضافة لصناعة الرشاشات، بلغ عددها 4,750 رشاشاً كما شرع في إنتاج قنابل يدوية وصلت 53 ألف قنبلة بالإضافة إلى مواد سلاحية مختلفة. وتم دمج العائدين من الجيش البريطاني في الهاجاناة.

كانت برامج التدريب للشباب من الذكور والإناث وعلى جميع الصعد ومنها ضباط مخابرات واتصالات ووصلت "إسرائيل" بقوتها العسكرية لتخلق المقولة الكاذبة "أن جيشها لا يهزم". لن نضيف على قوة "إسرائيل" العسكرية التي يحارب بها البنات والأولاد بقانون صارم يساوي بين الجنسين وقد امتلكت "القوة الذرية" التي تهدد بها أمن العالم اليوم.

وتشير الإحصائيات المنشورة اليوم للدولة التي كانت تفاخر "بالتزام الشباب للخدمة العسكرية" ويتسابقون ليقتلوا الأطفال والنساء في حروبهم التي اطلع عليها العالم عبر وسائل الإعلام وآخرها حرب غزة إلى ارتفاع نسبة الشبان والشابات الذين يمتنعون عن الانضمام للخدمة العسكرية الإلزامية. وبلغت هذه النسبة 27% من الشبان و45% من الشابات الذين يقاطعون الخدمة العسكرية.

وتأتي هذه الأرقام المثيرة لقلق جيش الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي يحكمه الذين يؤمنون بالحرب وليس السلام كما يدعون ويماطلون من أجل كسب الوقت. ويضاف لهذا العدد أن هناك أعداداً من المتدينين اليهود يرفضون الانخراط في الجيش لأسباب دينية. وأصبحت هذه الخدعة بين الفتيات اليهوديات اللواتي يشكلن نسبة كبيرة بالتحجج بأنهن "متدينات". ولا شك أن حبل الكذب قصير إذ "المتدينات" يقمن بكل الأعمال غير الدينية مثل العمل كعارضات أزياء وغيرها من الأعمال كما كشف جيشها. بالإضافة فإن الانضمام للجيش والمخابرات كانت في السابق مهنة أو صفة محمودة لديهم خاصة والكثيرون منهم ورثوها عن الآباء والأجداد ومنهم ليفني التي أخذت المجد من طرفيه الأم والأب.

رغم التربية العسكرية للبنات والأولاد اليهود "منذ الطفولة" سواء عن طريق المناهج المدرسية أو حمل السلاح الإجباري في سن الثامنة عشرة، فإن اليهود قد سئموا من حروب "إسرائيل" "الفاشلة"، أي التي لم تستطع لليوم من إيجاد دولة آمنة يستطيع سكانها العيش بالسلام الذي تدعيه. فأسباب رفض الشابات هو تمنيات دفينة وواضحة لأحلام أن يعشن في مجتمع أمن لا حرب فيه ليتمتعن بإبراز جمالهن مثلاً في عرض الأزياء أو الحرية أو الانخراط في أعمال أخرى "لتحقيق الذات". ولا شك أن هناك بين الرجال الكثيرين الذين لا يؤمنون بالحرب التي تحاول "إسرائيل" بإبقائها "والضحك على اللحى"، أنها تبحث عن السلام.

إن التذرع بالأسباب الكثيرة لرفض الخدمة العسكرية مؤشر مهم لقلق العسكريين، الذين يخططون لحروب، ولم يتعلموا أن هناك أسباباً أقوى لمحبة الوطن وهي عدم تأنيب الضمير. وربما بعضهم يؤنبهم ضميرهم لقتل الأطفال الذين لا ذنب لهم إلا أن "إسرائيل" تريد أخذ بيوتهم ولآبائهم الحق في المقاومة بسلاحهم "غير العبثي" من صواريخ تقف في وجه المعتدي وكما في حروب حركات التحرر، لتظل تقلق "إسرائيل" والمسؤولين العسكريين والسياسيين. إن عدم الأمان الذي يقلق المواطنين الإسرائيليين هو السبب أيضا لزيادة نسبة الهجرة المعاكسة التي ارتفعت بشكل كبير منذ انتفاضة الأقصى 2000 – 2007، وعادة ما تخفي "إسرائيل" أرقام الهجرة المعاكسة، إلا أن الحقيقة أن اليهود الذين يعيشون في أمريكا وكندا وهم يحملون الجنسية الإسرائيلية أيضاً، لا يعودون إلى "إسرائيل". وبالطبع فهم يجدون الفروق واسعة وهم في أوطانهم خارج "إسرائيل"، فهاتان الدولتان تشكلان أعلى نسبة للعيش برفاهية فيها بما فيه الأمان وراحة البال.

ولعل "إسرائيل" وهي النشطة في مواصلة إجراء الأبحاث والدراسات تعرف أكثر من الحقائق التي تحاول إخفاءها وهي تتخبط في طرق الحروب التي تدعي أنها طرق سلام لأنها أصبحت معروفة للجميع كما أرقامها التي منها نستفيد.