خبر البناء في المستوطنات .. يرونكم .. يديعوت

الساعة 09:28 ص|30 نوفمبر 2009

بقلم: يرون لندن

هذا الاسبوع تركتنا المربية الفلبينية وسافرت في اجازة لشهر في مانيلا. وقبل سفرها أجلستها الى جانبي أمام الحاسوب، وفتحت موقع "Google Earth" . اذا كنتم لا تعرفون ما هو هذا الموقع يجدر بكم ان تتعرفوا عليه. فهو يعرض جولة تفاعل مع سطح الكرة الارضية كما ترى من اعالي قمر التصوير الاصطناعي. وبواسطة فأرة الحاسوب يمكن ايجاد كل موقع وتقريبه لعين الناظر.

وهكذا فعلت، دحرجت الكرة الارضية شرقا ووجدت جزر الفلبين، جزيرة لوزون ومانيلا الكبرى. وجهتني نينات نحو الحي الذي تسكن فيه، الحارة والشارع. حمنا فوق الشارع ووجدنا منزلا بسطح أخضر وقالت نينات: "هذا هو بيتي". والان، في ساعة الصباح هذه حين انقر على لوحة مفاتيح الحاسوب، فان في مانيلا يسود الليل، وهي توجد هناك، تحت السطح الاخضر.

بصيغة البرنامج الذي بحوزتي اعرض الصورة القمرية بجودة متدنية نسبيا. اما مقابل الدفع فيمكن الحصول على صور بوضوح افضل بكثير. وتزود هذه الخدمة شركات مثل "اينجصت" الاسرائيلية، التي تشغل اقمارا صناعية للتصوير لاغراض تجارية وغيرها. المستهلكون الاخرون هم، ضمن آخرين، وكالات الاستخبارات. الجواسيس البصريون، الذين يعملون بتكليف الدول، يتمتعون بنظرة حادة جدا. لو كان بوسعي ان اطلقهم الى ما فوق ساحة بيت نينات، لكنت رأيتها تلوح لي بيدها سلاما، حتى في ليلة لا قمر فيها.

ولهذا فقد اضحكني تحذير المستشار القانوني للحكومة، في أن الدولة ستجد صعوبة في تطبيق القرار الذي اتخذ لتوه. قرار تجميد البناء خلف الخط الاخضر ينبع من الحاجة الى الحفاظ على علاقاتنا مع القوة العظمى التي تحمينا وعليه، لعلم وزراء الحكومة، فانه قرار هام. ما هو مدى اهميته؟ حسب السرعة التي عرضت فيه الصعوبة في تطبيقه، يخيل ان الفشل محسوم مسبقا. المستشار القانوني للحكومة احصى مراقبي البناء الذين يعملون في هذه المهمة فوجد، يا للويل، بان عددهم هو 14 فقط. ولو اضاف بانهم جميعهم ضعيفو البصر وان ايضا منهم لا يعرف كيف يحل الغاز الصور الجوية ، لكانت هذه ذريعة مضحكة اكثر.

يهودا والسامرة هي ارض صغيرة. يكفي شخص واحد ينظر كل يوم الى صور الاقمار الصناعية الحديثة كي يلاحظ أي تغيير فيها. وان كان هذا ما فعلته وزارة الدفاع، وعلى عجل مدهش اطلقت طائرة تصوير وثقت الواقع الطوبغرافي بكل تفاصيله. لن يكون صعبا على شخص واحد، مزود بسيارة ذات محرك امامي ان يصل الى دزينة مواقع في اليوم، وربما أكثر، ويسلم انذارات رسمية لمن يقومون بالبناء الممنوع.

لا تكمن المشكلة في صعوبة العثور عليهم، بل بمدى الرغبة في فرض القانون عليهم. الارادة واهنة. لغة الصحافة تعكس ذلك فهي تتحدث عن الافعال المتوقعة للبناءين بالسر بثقة كاملة. حكومات اسرائيل عودتنا على أن نشعر بان عصيان ضامي الاراضي المحتلة هو قانون من قوانين الطبيعة، بل لعله لعبة الاطفال "الشرطة والحرامية"، حين يكون الشرطة ليسوا شرطة حقيقيين والحرامية ليسوا الا اطفالا طيبين اتخذوا شخصية المجرمين. ولعله لا يمكن معاقبة الفتيان على شقاوتهم بل مجرد توبيخهم بلطف، والشرطة والجنود سيدخلون معهم في مشادات حذرة. بعض من المباني ستدمر، وستعود لتبنى، ستهدم، وهكذا دواليك الى أن تستنزف الواهنة المسماة دولة ويحققون هم مآربهم.