خبر صفقة التبادل .. أملٌ في بيت كل أسير .. بهاء رحال

الساعة 08:08 ص|30 نوفمبر 2009

بقلم: بهاء رحال

منذ أيام طويلة خيم خبر صفقة تبادل الأسرى على معظم الأجواء الفلسطينية وغطى مساحة عيد الأضحى المبارك بانتظار إتمام الاتفاق النهائي بين الطرفين بوساطة مصرية يسفر عن خروج المعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال وتسليم الجندي "جلعاد شاليط" المحتجز لدى المقاومة في قطاع غزة، هذه الصفقة التي تجري وسط حالة من الترقب والحذر الشديدين وذلك تتم بعيداً عن وسائل الإعلام وداخل غرف مغلقة مما أدى الى عدم معرفة ما يدور في المفاوضات من قبل المواطنين وذوي الأسرى والمهتمين بكيفية إتمام هذه الصفقة والشروط التي سوف تقبل بها حركة "حماس" وما سوف يتم التوصل إليه خلال الساعات القادمة، خاصة وان هناك تفاؤل كبير في كثير من الأوساط الفلسطينية بأن هذه الصفقة سوف تستطيع أن تكسر كثيرا من الرفض الإسرائيلي والقيود التي سادت طويلاً في عمليات التفاوض وذلك من خلال الإفراج عن أسرى القدس الشريف و ذوي الأحكام العالية الذين ظلوا خارج عمليات الإفراج والتبادل وظلت إسرائيل تلوح بأنها لن تفرج عن أي شخص من هؤلاء اللذين تصفهم بالملطخة أيديهم بالدماء، وأبقتهم في المعتقلات ولم يدخلوا في أي عملية إفراج وظلوا خارج حدود الاتفاقات.

ومع ظهور إشاعات كبيرة حول ما يمكن أن يتضمنه هذا التبادل وأقاويل مفادها إبعاد ذوي الأحكام العالية عن ارض الوطن الى دول عربية وأخرى أجنبية في سابقة خطيرة لم تعهدها عمليات التبادل من قبل ورفض إسرائيل المستمر بالإفراج عن بعض الأسماء التي وردت وترددت كثيراً على وسائل الإعلام، هؤلاء هم الذين يشكلون طليعة الشعب الفلسطيني وقد حكموا أحكاماً جائرة وباطلة وبفترات زمنية كبيرة لما قاموا به من تضحيات وبطولات على طريق الحرية والاستقلال، وخلو الاتفاق من الأسرى المقدسين الذين حاولت إسرائيل إبعادهم دائماً عن أية افراجات وهي تتعامل معهم بطريقة مختلفة ومتشددة وتحاول الفصل بينهم وبين أسرى الضفة الغربية وقطاع غزة وظلوا لا يجدون فسحة أمل لهم وعاشوا سنوات طويلة من العزلة، فهل ستبقى القواعد التي تفرضها إسرائيل أيضاً في هذه الصفقة أم ستتغير وستتبدل وستفرض المقاومة شروطها وقواعدها الجديدة التي نادت بها وبالتالي سوف نرى إفراجاً عن ذوي الإحكام العالية وسنحتفل بخروج القادة الى بيوتهم وقد عادوا من مهماتهم الفدائية ليلتئم شملهم مع عائلاتهم وقد فرقهم السجن والمعتقل سنوات طويلة وعادوا الآن بفضل ما أنجزته ثورتهم.

 

وفي ظل هذا التعتيم الإعلامي الذي يسود أجواء المفاوضات إلا أن هناك ما يبشر بقرب إتمام عملية التبادل خلال الأيام القليلة القادمة ونجاح الوساطة الألمانية والمصرية التي بذلت دوراً كبيراً في هذا الجانب ولكن دون معرفة ما الذي سوف تحمله هذه الصفقة من اشتراطات وبنود وهل حقاً ستفرض رؤيا تفاوضية فلسطينية جديدة؟ أم أن كل هذا الانتظار الطويل وهذا الحصار الأليم الذي احتملته غزة وكل ما سقط عليها من نيران أحرقت فرحتها وأرهقتها وبدلت شكل الحياة فيها سيفضي الى تبادل لا يحمل إلينا خبر الإفراج عن مروان البرغوثي واحمد سعادات وعبد الله ألبرغوثي وعباس السيد وعيسى عبد ربه وكل الأسرى والأسيرات الذين طالما رفضت إسرائيل الإفراج عنهم بوصفهم الملطخة أيديهم بالدماء.

بانتظار صفقة التبادل مر عيد الأضحى على الفلسطينيين الذين عاشوا على أمل أن تتم قبل العيد ولكن لم يفقد أهالي الأسرى هذا الأمل خاصة وان جميع المؤشرات تدل على أنها باتت قريباً ولا يفصلهم عن لقاء أبنائهم وإخوانهم سوى بضع أيام، أمل يدق كل بيت أسير، ورجاء من كل فلسطيني الى المفاوضين أن تشمل هذه الصفقة ذوي الأحكام العالية وقادة العمل الوطني والنضالي وأسرى القدس وأسرى فلسطيني 48 وذلك من اجل كسر الشروط الإسرائيلية.