خبر كيف يشكل العدو بنك أهدافه؟

الساعة 04:59 م|29 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة

لا يتوقف عمل جهاز الأمن العام الإسرائيلي المعروف باسم "الشاباك" عن جمع المعلومات الأمنية المختلفة عن الفلسطينيين بمختلف ميولهم وأيديولوجياتهم بل يعتمد في جمع معلوماته أو تشكيل بنك أهدافه على الاستمرارية، فلا يترك المعلومات دون متابعة، حيث تشتد الهجمات التجسسية بين الحين والآخر بالرغم من اختلافاتها حسب تنوع أساليبها.

وفي هذا التقرير نستعرض لكم أهم الطرق والوسائل التجسسية المختلفة التي يستخدمها العدو في مهاجمة قطاع غزة المحاصر ليشكل منها بنك أهدافه:

العملاء:

وهم من الوسائل التقليدية والتي لا غنى عنها في الوقت الحديث، والتي تشترك فيها كافة أجهزة المخابرات في العالم، فيقوم ضابط من "الشاباك" بعد تجنيد العميل بتكليفه بجمع معلومات عن هدف ما (شخص أو مكان ) ..

الاعتقال والاستجواب والمقابلات:

من المعروف أن العدو يقوم بعمليات اعتقال واستجواب للكثير من المواطنين في حال اعتقالهم سواء في الاجتياح والتوغلات الحدودية أو من الصيادين في البحر أو على الحواجز والمعابر من المرضى والطلاب والمسافرين والوفود.

وكان "الشاباك" يحرص على عمليات الاعتقال العشوائي للمناطق الحدودية مع غزة والضفة، حيث يقوم باستجواب كافة المعتقلين بهدف الحصول على معلومات عن المقاومة وكوادرها ونشاطاتها وأحياناً يقوم بعمليات أو محاولات تجنيد لضعاف النفوس منهم أو ممن يجد فيه التعاون.

يقول "صابر" وهو أحد الشباب الذين اعتقلوا في اجتياح لأحد المناطق شرق قطاع غزة، :"إن ضابط "الشاباك" سأله عن قريب له يعمل في المقاومة وعن مكان وجوده"، و أضاف "أن الضابط بذل الكثير لابتزازي وهددني لأخبره عن مكان وجود قريبي "المطلوب" منذ أكثر من عامين، وكانت المفاجئة أن الضابط وغيره قد كرروا نفس الأسئلة لغيره من الشباب الذين شملهم الاعتقال".

من جهتها، قالت المواطنة "رضا" وهي مصابة في قدمها برصاصة:" إنها وعند سفرها للعلاج داخل مستشفيات العدو قام ضابط من "الشاباك" والذي يعمل في معبر بيت حانون "إيرز" بإيقافها وسألها من احد الشهداء الذي استهدفته طائرات الاستطلاع قرب منزلها، وقال لها من كان معه ممن أصيبوا في ذلك اليوم فقالت له:" إنها كانت في المنزل وفقط سمعت صوت انفجار في الحارة قرب منزلها"، و أضافت "أنه وعند نزولها لتتعرف على ما جرى أصابتها رصاصة في قدمها من دبابة كانت متمركزة على مرتفعة قبالة الانفجار أو سقوط الشهيد ".

أما الطلاب فإنهم يعانون الكثير من جراء المضايقات وعمليات الابتزاز المتكررة على الحواجز والمعابر مقابل التعاون مع العدو.

وقد طالعتنا المعلومات من مصادر مختلفة حول كيفية قيام "الشاباك" بالضغط على الطلاب للتعاون مقابل السماح لهم للوصول لجامعاتهم وبالأخص أثناء فترة الامتحانات وهذا مستمر حتى اللحظة على الحواجز  في الضفة الغربية المحتلة.

الاتصالات الهاتفية:

أقدمت أجهزة الأمن الإسرائيلية في لبنان وفلسطين على وسيلة جديدة وهي الاتصال على المواطنين على الهواتف المنزلية وعلى الهواتف النقالة.

وحسب المعلومات المتوفرة أن العدو قد شن حملة اتصالات ضخمة على أهالي غزة قبل الحرب الأخيرة بشهرين، كانت من خلالها يسعى لجمع معلومات أمنية عن القطاع ومقاومته بالإضافة لتجنيد عملاء جدد بواسطة الربط عن طريق الهاتف أو الجوال.

وفي جنوب لبنان كان "الموساد" يعمل على تخويف وإرهاب الناس على أنه يعرف كل شيء عن لبنان، ويهدد كل من يتعاون مع المقاومة ومن ثم يعود للاتصال ببعض الناس ليأخذ منهم معلومات حول أماكن تخزين السلام والصواريخ والتعرف على آرائهم ومواقفهم.

كما أن وسائل الاتصالات المختلفة تخضع لمراقبة العدو حيث يتجسس العدو من خلال الوحدة" 8200" عليها باستمرار في محاولة للحصول على معلومات أمنية حية ودقيقة عن المنطقة ومقاومتها .. وباستمرار يخترق العدو هذه الوسائل ليستفيد منها بأي شكل من الأشكال.

الصحفيون والأجانب:

تبدأ وفود الصحفيين والأجانب بالتوافد للمناطق التي يستهدفها العدو للإطلاع على نتائج الاستهداف ويكون من بين هؤلاء الصحفيين والأجانب ممن يعملون لمصلحة الاحتلال فيقومون بممارسة العمل الاستخباري تحت غطاء الصحافة ويحرصون على التعرف على نتائج الاستهداف وعمل مقابلات مع السكان واستنباط آرائهم والتعرف على مزاجهم  بالإضافة لعمل مقابلات مع قادة المقاومة والسياسيين.

وهناك بعض الصحفيين والأجانب يقيمون باستمرار في مناطق مختلفة كالفنادق وبعض المؤسسات ولهم علاقات كثيرة يستثمرونها في جمع معلومات أمنية مختلفة تخدم مصلحة "الشاباك" في الدراسات والأبحاث وغيرها من الأغراض الأمنية.

وقد أفادت المصادر الخاصة أن أجهزة الأمن بغزة ضبطت بعد الصحفيين حاولوا التعرف على أماكن تواجد قيادة "حماس" أثناء الحرب الأخيرة، وذلك تحت مبرر أنها تريد أن تجري مقابلة مع أحدهم.

هذا ويفرز "الشاباك" صحفيين أو ممن يقومون بهذا الدور من جواسيسه وعملائه للقيام بمهمات تجسسية تحت غطاء أو ساتر صحفي أو أجنبي وأحياناً أممي أو حقوقي.

التجسس الالكتروني على الكمبيوتر واختراقها:

وهذه حلقة من حلقات جمع المعلومات الأمنية لدى العدو، حيث تعتبر المعلومات التي يحصل عليها العدو من التجسس واختراق الكمبيوترات من أهم وأفضل المعلومات لأنه يقوم باختراق الكمبيوترات الشخصية والتابعة للمؤسسات فيحصل على وثائق وهياكل وبيانات أمنية خطيرة توفر على العدو جهداً ووقتاً كبيراً.

ولم يسلم أحداً من الفلسطينيين من هذا التجسس الالكتروني الخطير، فقد أفادت التقارير أن العدو وضباط من مخابراته يقومون بالاشتراك في منتديات شبابية بأسماء شبان وفتيات غير حقيقية بهدف الحصول على معلومات وتجنيد عملاء.

ولا تتوقف الحرب الالكترونية حتى عند الأصدقاء أو ممن يتعاونون أمنياً  مع العدو، حيث أفاد أحد المسؤولين الأمنيين في حكومة رام الله أن "الشاباك" قد اخترق عدد من الكمبيوترات والسيرفرات التابعة لبعض الوزارات بالضفة الغربية عن طريق الهاكرز.

المناطيد وطائرات الاستطلاع (بدون طيار):

وتعتبر هذه الوسيلة من الوسائل الحديثة حيث يقوم العدو بإطلاق عدد من طائرات الاستطلاع أو التجسس المختلفة لمراقبة وتصوير الأهداف من الجو على ارتفاعات مختلفة .

وكان من الواضح أن العدو كان يزيد من طلعات هذه الطائرات (المزودة بصواريخ مجهزة للإطلاق) قبل البدء في هجوم بري أو صاروخي بأيام.

ويقول أحد قادة المقاومة في غزة :"إنهم حين كان المجاهدون يعدون لإطلاق صواريخ في مكان بعيد عن أنظار الناس صوب أهداف إسرائيلية شرق القطاع أقدمت طائرة كانت تحلق أعلى المكان على إطلاق صاروخ باتجاههم وعند فرارهم إلى إحدى البيارات قامت وأطلقت صاروخ آخر أصاب أحدهم بجراح".

وفي قصة أخرى ، يقول أحد الشباب ممن اعتقلوا في إحدى الاجتياحات لشمال قطاع غزة:" انه عندما داهم عدد من الجنود منزله قال له الضابط أين "المخرب" الذي دخل بيتك قبل يومين ومعه سلاح؟ فقال له الشاب:" لم يدخل أي شاب المنزل لأن الباب مغلق منذ أول الاجتياح" .. فرد عليه الضابط :"إن المعلومة أكيدة بأنه دخل بيتك"، وقال له أن "ذلك مصور من الجو".

وهناك مصادر مختلفة يعتمد عليها العدو في جمع المعلومات كوسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومواقع الانترنت والأبحاث والكتب والنشرات والدراسات، فلا يغفل العدو تلك المصادر الهامة بالنسبة له لأن عملية جمع المعلومات هي عملية شاملة وكاملة لا يمكن ترك أي جزء منها دون الآخر.