خبر مسيرة سلام لن تخرج من هذا.. هآرتس

الساعة 03:43 م|28 نوفمبر 2009

بقلم:عكيفا الدار

عناوين الصحف في البلاد وفي العالم روت هذا الصباح عن خطوة شجاعة وغير مسبوقة من جانب رئيس وزراء اسرائيل. من كان يصدق ان بنيامين نتنياهو زعيم اليمين والمستوطن افيغدور ليبرمان سيساهمان في تجميد المستوطنات؟ انظروا كيف يبدو المستوطنون مستفزين؟ دانييل بن سيمون يمكنه ان يوقف قصة الغرام مع المتمردين وان يستأنف العلاقات مع ايهود باراك. بالفعل، في نظرة عبر النظارات الاسرائيلية، اتخذت الحكومة امس خطوة لا بأس بها. ولكن، حسب نتنياهو ترمي هذه الخطوة الى اعادة الفلسطينيين الى الملعب السياسي. اذا كانت هذه هي بالفعل نيته، فقد نجح رئيس الوزراء في ان ينقل (بشكل مؤقت، الكرة الساخنة الى ابو مازن. مسيرة سلمية لن تخرج من هذا.

من الصعب ان نقرر ماذا سيضر اكثر بما تبقى من مكانة عباس في اوساط الجمهور الفلسطيني – ضغط امريكي للاكتفاء بالصفقة التي عرضها عليه نتنياهو أمس ام صفقة السجناء التي يعرضها رئيس الوزراء على خصومه الكبار من حماس. لا ينبغي ان نفترض بان رئيس الوزراء يؤمن حقا بأن محمود عباس سيشكر حكومة اسرائيل على قرارها التجميد المؤقت للاستيطان في الضفة الغربية، ويهنئها ببناء كنس ومدارس جديدة، فيوافق على استكمال على 2500 وحدة سكن موجودة في فوهة البندقية وبناء 492 شقة جديدة. وحبة الكرز: عشية عيد الاضحى، الزعيم المسلم سيتبنى بذلك موقف الشعب اليهودي الذي بموجبه شرقي القدس هو جزء من دولة اسرائيل. فهل نتنياهو حقا يتوقع ان يعترف ابو مازن، ولو بشكل غير مباشر، بسيادة اسرائيل على جيلو. ناهيك عن الشيخ جراح والحرم الشريف (جبل البيت)؟

السؤال الهام حقا، وهو الذي يعني اكثر من أي شيء اخر نتنياهو، هو كيف يبدو اقتراحه في نظر الرئيس اوباما. ليست هذه هي المرة الاولى التي تتعهد فيها حكومة اسرائيل بتجميد المستوطنات. وغدا ستحل سنتان على تصريح رئيس الوزراء ايهود اولمرت في انابوليس بأنه يتعهد بالشروع في مفاوضات على اساس خريطة الطريق. في هذه الوثيقة المفصلة، التي تبنتها حكومة شارون في آيار 2003 تعهدت بتجميد كل النشاطات في المستوطنات، بما في ذلك لاغراض النمو الطبيعي. ورغم ذلك، ففي قائمة الـ 14 تحفظا التي اضيفت الى قرار الحكومة قيل انها لن تبحث في الاستيطان في يهودا والسامرة "باستثناء تجميد المستوطنات وتفكيك البؤر الاستيطانية".

تجميد المستوطنات في الضفة، حتى ولو بشكل مؤقت، اصبح شرطا ضروريا لانقاذ حل الدولتين والمعسكر الفلسطيني الداعم لها. ضروري، ولكن بالتأكيد غير كاف؛ ففي ظل غياب الثقة الاساس بين الطرفين، لا يكفي ايضا ان يواصل نتنياهو دفع أذون البناء في الجوارير، مثلما تصرف منذ عاد الى مكتب رئيس الوزراء. ما هو مكتوب اليوم في الصحف عن المستوطنات اهم مما يحصل حقا في المستوطنات. في هذا الوضع الكرة – كرة النار – عادت الى البيت الابيض.