خبر لنقرر السيادة.. يديعوت

الساعة 03:43 م|28 نوفمبر 2009

بقلم:جلعاد شارون

(نجل رئيس الوزراء الاسبق)

يهود يشترون منازل في البلدة القديمة. هناك من يرى في ذلك عائقا امام اتفاق سلام محتمل في المستقبل، خطوة تجعل من الصعب التسوية في القدس. مثل هذه التسوية، حسب المعارضين للشراء، ستتضمن تنازلا اسرائيليا عن سيادة في البلدة القديمة، وفي داخلها جبل البيت (الحرم). رغم الصخب الشديد من جانب مؤيدي هذا التنازل، في الانتخابات، المرة تلو الاخرى، وفي الاستطلاعات بين الانتخابات والانتخابات يتبين ان معظم الجمهور في البلاد غير مستعد لان يتنازل في هذا الموضوع، وعن حق.

البلدة القديمة كلها، ومساحتها اقل من كيلومتر واحد مربع واحد، وجبل البيت ومساحته اقل من 150 دونم. هذا هو قلب الموضوع، خلاصة القصة. اليهود ما كانوا ليأتون الى البلاد والصهيونية ما كانت لتقوم دون صهيون. ودون ان نهين احدا، بالنسبة لريشون لتسيون، حولون او تل ابيب، كل ما حصل هنا ما كان ليحصل. لو كان هناك احد يدعو باسم "حق ابائنا واجدادنا" الاستيطان وعلى الفور في ام طوبا او في مخيم شعفاط للاجئين على اطراف القدس لقلت في افضل الاحوال انه هاذن. اما البلدة القديمة فهي قصة اخرى.

غالبية ساحقة بين الجمهور تؤيد الحفاظ على سيادتنا في البلدة القديمة، وباستثناء باراك واولمرت اللذين دون تفويض كانا مستعدين لتسليمها ليس هناك واحد اخر مستعد لذلك، ولا حتى رابين. فقد قالت ليئا رابين فيما يشبه الجواب اكثر منه السؤال لابي في مكالمة هاتفية – "صحيح ان اسحاق ما كان سيتنازل عن القدس؟".

لما كان هذا هو موقف الجمهور، فانه كلما كان يهود اكثر يعيشون بين الاسوار، هكذا يشطب الموضوع من جدول الاعمال. منذ اليوم، عندما تسكن عائلات يهودية في كل البلدة القديمة، يكون المكان اكثر حماية. وكلما عاش هناك يهود اكثر، يصبح هذا اكثر أمانا. حيثما يسكن اليهود، كلهم – المسلمون، المسيحيون، البوذيون، البهائيون، وكل الباقين – يمكنهم ان يتجولوا دون خوف.

حتى العام 1948 ازعج العرب اليهود الذين جاؤوا للصلاة قرب حائط المبكى، وبعد ذلك حتى تحرير المدينة، منع حق الوصول عن اليهود، خلافا لاتفاق الهدنة. الحجة بان الحديث يدور عن مكان مأهول بالعرب فقط، وبالتالي يجب تسليمه، لم تعد ذات صلة. في عمل ناجح سيكون هكذا اقل بكثير.

على المستوى الوطني هذا مشروع قابل للتنفيذ وهو ليس في السماء. وهو قابل للتنفيذ بسهولة بالنسبة للشعب اليهودي. يجب لهذا الامر ان يكون حملة وطنية وليس حكومية، كونه معقد بالنسبة للدولة العمل في هذا النطاق. هذا يذكر بعلبة التبرعات للصندوق القومي لاسرائيل ذات مرة. هذا بالضبط مكان اليهود والذي بامكانهم ان يساعدوا وان يساهموا في ان يتحقق الامر. هذه مساهمة هامة لمستقبل القدس وفضلا عن ذلك فان المتبرع يمكنه ان يصبح صاحب ملك في البلدة القديمة – حل العديد من اليهود. ابواي جسدا الحلم في شارع الواد في النزول الى حائط المبكى. قبل 22 سنة اشعلنا هناك لاول مرة شموع الحانوكا.

اتفاق السلام هو امر هام ومرغوب فيه ولكن سواء كان اتفاق ام لم يكن، فان البلدة القديمة خارج النطاق. في الـ 19 سنة التي بين حرب التحرير والايام الستة لم تقم عاصمة فلسطينية في القدس، مثلما لم تقم دولة فلسطينية في الضفة وفي غزة. لو لم تنتقل هذه المناطق الى اسرائيل لما طرح مثل هذا المطلب ابدا.

لا يمكن اختراع التاريخ. القدس لم تكن في أي وقت من الاوقات عاصمة لشعب اخر. ولا يمكن شطب التاريخ، القدس مذكورة بأكثر من عشرين مرة في اليوم في صلوات ودعوات اليهود. لنا لم تكن هناك ابدا عاصمة اخرى.