خبر مكة : ذوي الشهداء من قطاع غزة يستذكرون « شهداء » الحرب بالدعاء

الساعة 02:43 م|28 نوفمبر 2009

مكة : ذوي الشهداء من قطاع غزة يستذكرون "شهداء" الحرب بالدعاء

فلسطين اليوم- مكة

يبكي سعدي السموني الذي انتهى لتوه من رمي الجمرة الكبرى في منى وهو يتذكر 30 من أفراد عائلته بينهم والدته وابن أخيه استشهدوا في الحرب الإسرائيلية على غزة الشتاء الفائت.

   وصل السموني و12 من أفراد عائلته الأربعاء لأداء مناسك الحج ضمن حجاج مكرمة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز التي تشمل الفي حاج من اسر "الشهداء" الفلسطينيين بينهم ألف من أهالي "شهداء" الحرب الاخيرة التي استشهد فيها اكثر من 1400 فلسطيني.

   ويعتبر السموني (35 عاما) وهو صاحب ورشة صغيرة لصيانة كهرباء السيارات في حي الزيتون شرق مدينة غزة نفسه محظوظا. ويقول وقد انتهى لتوه من رجم العقبة الكبرى "لولا استشهاد امي لما حصلنا على مكرمة الحج. دعوت لها وانا على جبل عرفة وفي منى".

   ويتابع السموني وهو اب لستة اطفال "لا تغيب صورة حبيبتي امي عن خيالي لحظة واحدة. كانت امنيتها ان تحج لكنها استشهدت قبل ان تحقق الامنية"، مضيفا "لا اتوقف عن الدعاء لله بالنصر على المحتلين وان يعوضنا عن دماء الشهداء الابرياء".

   ولا يصدق شقيقه حامد (28 عاما) الذي فقد طفله البكر زكريا ابن السبع سنوات انه في منى. ويقول بصوت متهدج "ينتابني شعور انني في حلم..الحج حلم بالنسبة لنا..رغم انني تركت اولادي ولم اشتر لهم ملابس العيد".

   ولانه لا يملك جواز سفر لم يحالف الحظ ابراهيم والد الطفلة الماظة (12 عاما) التي نجت من الموت بعد استشهاد والدتها واشقائها الستة.

   ويقول ابراهيم المقيم في خيمة فوق انقاض منزله الذي سوته الدبابات الاسرائيلية بالارض في اتصال هاتفي من غزة "امنيتي الحج.. فوجئنا بالمكرمة ولم يكن لدي وقت كاف لعمل جواز سفر".

   ودمر الجيش الاسرائيلي 4000 منزل بينها عشرات المنازل لعائلة السموني في حي الزيتون.

   وعبر زياد النمر الذي استشهد ثلاثة من ابنائه في الحرب عن سعادته لادائه وزوجته غالية مناسك الحج ضمن المكرمة وقال "لم اتوقع ان احظى بهذه المكرمة .. تلقيت الخبر بسرور ..كنت اتمنى ان افرح بتزويج اولادي ثم احج. هذه هدية من الله لاصلي من اجل اولادي وكل الشهداء".

   وتمنح هذه المكرمة لواحد او اثنين من ابناء او اباء "الشهداء" لاداء الحج.

   وتمكن ايضا من اداء الحج والدا المقاتل حامد الرنتيسي الذي قتل في الهجوم العسكري الذي خطف فيه الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.

   ولم تستطع والدة حامد مريم الرنتيسي (50 عاما) حبس دموعها وهي في مشعر منى بعد ان وقفت على صعيد عرفات ونفرت الى مزدلفة وتقول "الحمد لله اشعر ان ابني ولد من جديد..حامد كان بطلا رحمه الله".

   واثنى زوجها موسى الرنتيسي (55 عاما) وقد بدا عليه التعب على مبادرة الملك عبد الله وقال ان "الملك نصير لفلسطين ووفي للشهداء المسلمين".

فيما قالت والدة الشهيد خالد الدحدوح القائد في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها دعت وهي على جبل على عرفة أن ينصر شعبنا على المحتلين ويحمي المسجد الأقصى ويعيد الوحدة للشعب الفلسطيني ".

وأكدت الدحدوح أن كرامات الشهداء لا تنتهي وهم يمنحونا الحياة والقوة والتكريم حتى بعد استشهادهم مؤكدة أنها سعيدة وهي تؤدي فريضة الحج بصحبة ابنها الأكبر جابر .

وقد فقدت الدحدوح التي تلقب بخنساء فلسطين أربعة من ابناءها هم خالد وأيمن ومحمد وحفيدها كامل".

   وغادر هؤلاء الحجاج غزة ليل الثلاثاء عبر معبر رفح الحدودي الذي اعادت السلطات المصرية فتحه استثنائيا امام الحجاج ثم الى مطار العريش حيث نقلوا جوا فجر الاربعاء الى مطار جدة ومنه تم نقلهم بحافلات خاصة الى منى وصعيد عرفة لاداء مناسك الحج.

   وتتكفل المملكة السعودية بكافة المصاريف التي تخص حجاج المكرمة الفلسطينيين بما فيها الفنادق التي يقيمون فيها في مكة المكرمة والسكن في المشاعر المقدسة والطعام والنقل والمواصلات.

   وتضم بعثة حجاج الاراضي الفلسطينية التي تحمل اسم "فوج الوفاق الوطني" 9100 حاج اضافة الى حجاج المكرمة الالفين.

   وتم للمرة الاولى التوافق بين وزارتي الاوقاف التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله والتابعة للحكومة في غزة بشان بعثة الحج.