خبر في الخليل .. « خروف العيد » في قصص الأطفال فقط!

الساعة 04:10 م|27 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم : الخليل

في الخليل العتيقة التي تحولت الى ملجأ لعائلات فقيرة، بفعل حوافز تعفي ساكنيها من دفع فاتورتي الكهرباء والمياه (وبفعل تحولهم الى هدف للمساعدات الانسانية)، او في بلدات بالمحافظة حيث يعلن الفقر عن حضوره في ارتفاع معدلات فقر الدم و"بؤس النفايات المنزلية"! تنتظر عائلة المواطن "س" اللحم الاحمر من جمعيات خليجية او خيرية محلية، او من جيران او اقارب سيوزعون اللحم كواجب ديني.

المواطن "س" الذي يعيل أسرة من 6 أفراد او اكثر، قد يكون موظفاً صغيراً او عاملاً متعطلاً معظم ايام الشهر، او موظفاً غير صغير مكلفاً بمتابعة التعليم الجامعي لابن او اكثر، غير انه، في كل الاحوال، سيستقبل المهنئين بقدوم عيد الاضحى المبارك مبتسماً.. رغم أنفه!

وقال المواطن،: انه يعيش منذ 3 ايام تحت وطأة الإرهاب الذي يكرر مداهماته مع حلول "العيدين السعيدين" وبدء العام الدراسي وفي مناسبات اخرى، لكنه، مع ذلك، نجح حتى الآن في الظهور كرجل "رابط الجأش"، بما في ذلك حينما عادت زوجته من مشوار للتسوق وأخبرته بارتفاع اسعار الملابس، والفواكه والمعجنات ولحوم الدجاج، الامر الذي كلفه القيام بـ "جهد خاص" لإقناع "الوردة الصغيرة"/ ابنته بتأجيل شراء الفستان الى ما بعد العيد، بأمل ان تهبط الاسعار، ويضيف الى الفستان الجديد حذاء جديداً لكي تلبسه في اليوم الاول من المدرسة.

المواطن "س" المقيم في البلدة القديمة من الخليل، لا يريد ان يعرف - كما قال - الى اين وصل مؤشر اسعار اللحوم الحمراء او الخراف الحية في "أسواق الحلال" بالمحافظة، ذلك انه حث ابنه رقم 3 على الذهاب الى "تكية ابراهيم الخليل" للحصول مجاناً على ما تيسر من لحوم الدواجن النيئة.

قال مدير اوقاف الخليل زيد الجعبري ان التكية ستوزع على المحتاجين نحو 004كغم من لحوم الدجاج)، أما المواطن "س" المقيم في بلدة يطا فقد اكتفى بـ "الأمل" في أن تشمله قوائم الجمعيات الخيرية التي توزع قطعاً من لحوم الاضاحي في أكياس سوداء، ذلك انه لا يعرف، حتى أمس، ان الجمعية الاسلامية لرعاية الأيتام انتهت من توزيع الهدايا على 013 من الأيتام في مدارسها (كسوة شملت بنطال وبلوزة وجاكيت وحذاء لكل طالب او طالبة) بينما لم يصل الجمعية سوى 4 نياق من متبرعين لذبحها وتوزيع لحومها على الفقراء في بلدة تضم نحو 06 ألف مواطن.

اشتكى المواطن "س" المقيم في الظاهرية، أمس، من ان "العيد الكبير" سيأتي غداً (اليوم) وهو لا يعرف كيف يمكنه تسديد ديون كثيرة، بما فيها ديون مستحقة بفعل طقوس "رمضان المبارك" و"عيد الفطر السعيد" وبدء العام الدراسي الجديد منذ 07 يوماً، ومع ذلك قال المواطن "س" انه سيكون مضطراً لشراء 2 كغم من اللحم الاحمر فقط (بدلاً من 3 كغم)، ذلك ان اسعار اللحوم الحمراء قفزت الى 08 شيكلاً للكيلو الواحد، فيما ستشمل قائمة المدفوعات لمناسبة العيد، الى جانب قطع ملابس جديدة للأولاد (بالرغم من مرور 3 اشهر فقط على شراء ملابس لمناسبة العام الدراسي الجديد) توفير ما تيسر للقيام بواجبات "صلة الرحم"!

المشكلة ان المواطنين "س" في محافظة يصل تعداد سكانها نحو 006 ألف مواطن، تتزايد أعدادهم بشكل مطرد، بينما لم تحصل لجنة زكاة الخليل التي تضم قوائمها نحو 6 آلاف أسرة تعاني من العوز في المدينة و31 بلدة شمال وشمال غربي المدينة، لم تحصل هذا العام سوى على اثنين من رؤوس الجمال وثور و051 رأساً من الأغنام لتوزيع لحومها على هذا العدد من الأسر، كما قال رئيس اللجنة ابراهيم اقنيبي.

وفي بلدة يصل تعداد سكانها نحو 7 آلاف مواطن (غالبيتهم الساحقة من طراز المواطن "س") قال تاجر أغنام، انه لم يبع سوى رأس غنم واحد فقط لذبحه كأضحية لمناسبة العيد، في حين باع في عيد الاضحى الماضي نحو 02 رأساً، فيما اشار تاجر الاغنام المعروف في بلدة يطا سائد ابو طه، الى ان معدلات البيع في سوق الاغنام بالبلدة شكلت، هذا العام، مؤشراً اكثر وضوحاً حول ارتفاع معدلات الفقر وعسر الحياة لدى اغلب المواطنين.

وبالنسبة للمواطن "س" المقيم بالخليل والمحافظة، كما هو الحال بالنسبة لكل المواطنين "س" في الاراضي الفلسطينية، بات "خروف العيد" منذ زمن، في قصص الاطفال، فقط!.