خبر مشردو غزة يشعرون بوطأة اليأس في العيد

الساعة 04:06 م|27 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم : وكالات

اعتاد زيد خضر في مثل هذه الايام من كل عام أن يكون مشغولا بشراء ملابس جديدة لاطفاله، وتخزين بعض الاطعمة التقليدية استعدادا للاحتفال بعيد الاضحى.

ولكنه بدلا من ذلك، يكافح لوقايتهم من أمطار الشتاء التي تنفذ من خلال أسقف بلاستيكية وضعها وسط أنقاض منزله المهدم الذي يقبع فيه هو وأسرته منذ أن شردهم الهجوم الاسرائيلي الذي استمر ثلاثة أسابيع على قطاع غزة منذ ما يقرب من العام.

ويقول خضر : أطفالي يقولون لي لماذا لا تشتري لنا ملابس جديدة.. لماذا لا تأت بخروف لنذبحه؟!

عيد الاضحى هذا العام يذكر المشردين من سكان غزة بكل ما فقدوه خلال عام، بينما تسير الاوضاع القاسية بالفعل في القطاع المحاصر الذي يسكنه 5ر1 نسمة من سيئ الى أسوأ.

وتقول الامم المتحدة ان مئات الاسر التي شردت خلال الحرب الاسرائيلية على غزة لا تزال تعيش في خيام. وهناك أسر كثيرة أخرى تعيش داخل منازلها المهدمة أو مع أقارب لها.

وتعطلت جهود اعادة الاعمار رغم تعهدات بمساعدات بلغت مليارات الدولارات بسبب الحصار الاسرائيلي الذي يمنع وصول مواد مثل الاسمنت والحديد الى القطاع الذي تسيطر عليه حركة "حماس". وأبدى مسؤولو الامم المتحدة قلقهم ازاء المعاناة الاضافية التي يواجهها من لا مأوى لهم مع حلول الشتاء.

وتزعم اسرائيل التي تفرض الحصار على غزة بمساعدة مصرية انها تقيد امداد القطاع بالمواد التي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية من جانب حركة حماس وأجنحة مسلحة أخرى تقول انها تسعى لتدمير الدولة اليهودية.

وشنت اسرائيل الحرب في أواخر كانون الاول من العام الماضي، معلنة أن هدفها هو وقف الهجمات الصاروخية التي تطلقها تلك الأجنحة العسكرية من غزة. وألحقت الهجمات أضرارا بالبلدات الاسرائيلية القريبة رغم قلة عدد الوفيات.

وكانت نتيجة الهجوم الاسرائيلي بالنسبة لخضر (54 عاماً) هي تدمير منزله المكون من ثلاثة طوابق، والذي عمل طيلة عمره من أجل بنائه. كما فقد خضر محل البقالة الذي أقامه في الدور الارضي من المنزل وكان يمثل مصدر دخله الرئيسي.

والان تعيش أسرته التي تضم سبعة أطفال في مأوى مصنوع من ألواح بلاستيكية وبطانيات بني على أنقاض منزلهم المنهار تمده بالكهرباء مجموعة متشابكة من الاسلاك تمثل أيضا مصدر خطورة.

وقال خضر : لم أعش في خيمة قط طيلة عمري. لا أنا ولا زوجتي ولا أطفالي، واصفاً كيف وضع في ذلك المنزل مدخرات العمر التي جناها مثل الكثير من أبناء غزة بالاشتغال كعامل بناء في اسرائيل خلال الثمانينيات والتسعينيات.

وأضاف وهو يقف بجوار أنقاض ما كان منزله في حي السلام بشمال قطاع غزة: كما لو كنا لم نحقق شيئا طيلة عمرنا.

ويكافح خضر مثل كثيرين لإعادة بناء منزله باستخدام ما هو متاح سواء من خلال اعادة استخدام بعض المواد من الانقاض أو بشراء مواد جاءت الى غزة عبر أنفاق من مصر. ويبلغ سعر الاسمنت في القطاع الان خمسة أمثال ما كان يتكلفه قبل تقييد الامدادات.

كما أنه اضطر بسبب انعدام الدخل للاقتراض من أجل بناء منزل متواضع. وبسبب عدم قدرته على ازالة الانقاض تكبد المزيد من التكاليف حيث اضطر لاستئجار قطعة أرض متاخمة.

ولم يخف خضر غضبه من حكومة حماس قائلا انها فشلت في تقديم المساعدة. وقال: الحكومة تقول نحن تحت الحصار مثلكم.. لقد دفعنا ثمنا باهظا.

وتواجه حركة حماس التي فازت بالانتخابات التشريعية العام 6002، عزلة دولية بسبب سياسات تشمل رفضها اتفاقات سلام مؤقتة مع اسرائيل.

وعلى عكس منافستها حركة فتح التي يقودها الرئيس محمود عباس، لا تؤيد حركة حماس التوصل الى اتفاق سلام دائم مع اسرائيل.

وشددت القيود التي فرضت على وصول الامدادات الى غزة منذ فوز حركة حماس بالانتخابات، بعد أن فرضت الحركة سيطرتها بالقوة على قطاع غزة بالكامل في 7002. وكانت اسرائيل قد سحبت جنودها ومستوطنيها من القطاع قبل ذلك بعامين.

ويقول خضر ان الشعور بأن المجتمع الدولي قد نسي غزة يتصاعد مع اقتراب عيد الاضحى.

وتعهد مانحون دوليون بتقديم 5ر4 مليار دولار في اذار الماضي للمساعدة في اعادة بناء غزة وتعزيز دور السلطة برئاسة الرئيس عباس، ولكن جزءا كبيرا من تلك الاموال لم يتم صرفه نتيجة الحصار، والانقسام بين حركتي فتح وحماس الذي أدى لظهور حكومتين متنافستين.

وأضاف خضر: الحكومتان لا تهتمان بنا سواء حكومة حماس أو حكومة رام الله. وينطبق ذلك أيضا على العالم الاسلامي. هذا عار عليهم.

وقال: وفر لي عملا حتى استطيع اطعام اطفالي. هل من العدل أن يستطيع أطفالك الاحتفال بعيد الاضحى بينما لا يستطيع أطفالي ذلك؟!.