خبر العيد في القدس..زيارات وتجمعات ضد التهويد

الساعة 07:18 م|26 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم: غزة

تجمعوا من كل أرجاء المدينة واختاروا أحد أحيائها المهددة بالتهويد كي يؤدوا صلاة عيد الأضحى على أرضه.. وبعد الانتهاء من الصلاة يتوجهون إلى عائلات ذلك الحي المهددة بالطرد من منازلها لتهنئتها بالعيد، محاولين أن يعيدوا إليها البسمة التي سلبتها قرارات الاحتلال بالاستيلاء على منازلها لتوطين المستوطنين فيها.

علي أبو شيحة، مسئول ملف القدس في الحركة الإسلامية داخل الأراضي المحتلة عام 1948، يقول لـ"إسلام أون لاين.نت": "لا معنى للعيد إذا غفل أهالي القدس والفلسطينيون جميعا عن أحوال أهالي المنازل المهددة بالهدم أو الذين طردوا من منازلهم" ضمن إجراءات تهويد المدينة المحتلة.

أبو شيحة الذي سينطلق هو ومجموعة من المصلين بعد أدائهم صلاة العيد في حي الشيخ  في القدس باتجاه بعض عائلات الحي يضيف: "أتخيل أن منزلي عائلتي الغاوي وحنون وكل المنازل التي طرد الاحتلال أهاليها أو أصدر قرارات بطرد سكانها هي منزلي، فأشعر بالمرارة التي يعيشها أهالي تلك المنازل".

لستم وحدكم

نشر أجواء العيد وتقديم الهدايا للأطفال هو ما يحرص عليه القائمون على هذه الزيارات خلال تجوالهم على المنازل في المدينة المحتلة.

ويوضح أبو شيحة: "نصطحب معنا الحلوى والهدايا للعائلات التي نزورها، فالأطفال بحاجة دائما إلى من ينشر حولهم أجواء العيد، ونحن بتقديم الهدايا البسيطة نحاول أن نشعرهم بجو العيد في هذه الأجواء الصعبة".

ويشارك كبار في السن وشباب وأطفال في هذه الزيارات التي يحاولون أن يقولوا من خلالها لأصحاب المنازل التي هدمها الاحتلال أو يهدد بهدمها: "لستم وحدكم في مواجهة الاحتلال"، بحسب أبو شيحة.

الكعك للجيران

في حي الشيخ جراح، حيث رائحة التاريخ تفوح من منازله القديمة لتمتزج برائحة العطور الحديثة التي يتعطر بها الأطفال في العيد، تتجسد معاني التكافل من خلال إعداد كعك العيد وتوزيعه على منازل الحي، خاصة على العائلات التي طردها الاحتلال من منازلها بمزاعم عدة، منها عدم الحصول على ترخيص.

وتقول "أم محمد" لـ"إسلام اون لاين.نت": "اعتدت في كل عيد أنا وجارتي أم ناصر على إعداد الكعك تارة في منزلها وتارة في منزلي، واليوم بعد أن طردهم الاحتلال من منزلهم وباتوا يسكنون على رصيف الشارع أصبح إعداد الكعك يتم في منزلي".

وتضيف "أم محمد": "نحن أيضا نخاف أن يحدث لنا في يوم من الأيام ما حدث لهم (طردهم من منزلهم).. هؤلاء (المحتلون الإسرائيليون) لا يؤمن مكرهم، وهم يريدون أن يطردونا من منازلنا".

أما "أم خالد عطية" (45 عاما)، التي انهمكت قبل العيد بأيام في صناعة الكعك، فلم تنس أطفال جارتها التي طردها الاحتلال من منزلها، وتقول: "أطفال جيراننا هم بمثابة أطفالي، وقد أعددت كمية أكبر من الكعك هذا العام وأرسلتها لهم"، وتتابع "أم خالد": "نريد أن نرسم البسمة على وجوه الأطفال في العيد، ونقول للاحتلال إننا يد واحدة متمسكون بأرضنا، ولا يمكن أن نقتلع منها".

غالبية يهودية

"تثبيت المقدسيين وإشعارهم بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة مخططات التهويد هو من بين الأهداف التي يحاول المقدسيون تحقيقها من خلال تكافلهم أيام العيد"، كما يوضح محمد صادق، مدير مركز إعلام القدس.

ويضيف صادق لـ"إسلام أون لاين.نت" أن: "الشعب الفلسطيني يدرك معنى التكافل ودوره في التصدي لمخططات الاحتلال، والمقدسيون بشكل خاص سلاحهم الوحيد اليوم هو رص الصفوف كأسرة واحدة".

ويسعى الاحتلال من خلال مخططاته إلى تفريغ مدينة القدس من أهلها، وتحويلها إلى مدينة ذات غالبية يهودية، ولتحقيق ذلك ينفذ ضمن إجراءات أخرى عمليات طرد للعائلات الفلسطينية من منازلها من خلال التضييق عليهم، ووسط هذه الأجواء غابت مظاهر العيد عن غالبية أحياء القدس وبلدتها القديمة، إذ إن عشرات العائلات الفلسطينية مهددة بهدم منازلها في أي لحظة.