خبر الكرة تنتقل إلى أبو مازن.. إسرائيل اليوم

الساعة 11:14 ص|26 نوفمبر 2009

بقلم:دان مرغليت

الخلاصة الاولية لما بعد البيان الدراماتيكي لبنيامين نتنياهو عن تجميد البناء في المستوطنات لعشرة اشهر: المعارضة الفاترة من جانب الولايات المتحدة للاستعداد الاسرائيلي المعين لتجميد البناء في معظم المستوطنات هي انجاز اسرائيلي جزئي، ينقل المسؤولة عن الجمود السياسي الى عاتق الفلسطينيين، ولكن بثمن مواجهة جوهرية بين الاغلبية في الليكود وبين اليمين الواضح.

 منذ البداية لم يكن هناك مبرر لان تعمل اسرائيل الى تجميد جزء من البناء في المستوطنات مقابل استئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين. ابو مازن تلقى من ايهود اولمرت عرضا بعيد الاثر ومذهل في تنازلاته – وبدلا من ان يوافق فر الى رام الله واغلق على نفسه في المقاطعة. ولكن المفاوضات التي انتهت دون شيء دارت دون توقف للبناء في بيت ايل وفي عوفرا.

فقط مع انتخاب حكومة نتنياهو وقعت ثلاثة تغييرات: حكم براك اوباما تبنى دون تفكير مسبق كامل الموقف العربي – الفلسطيني وطالب بتجميد كل البناء في المستوطنات حتى اخر سنتيمتر؛ ونتنياهو ووزراؤه الذين رفضوا تبني تنازلات مسودة الاتفاق التي عرضها اولمرت كأساس لمواصلة المباحثات مع السلطة الفلسطينية، فهموا بأن توجههم الى تخفيف حدة الموقف الامريكي منوط بثمن ما بعملة الابطاء للتوسع في المستوطنات؛ وخطوة التجميد ترتبط ارتباطا على ينفصل سواء في التصدي الامريكي للمشروع النووي الايراني ام بالمصلحة لتعزيز ابو مازن في ضوء هتافات النصر التي ستنتطلق من خيام حماس مع استكمال الصفقة لتحرير جلعاد شليت. اولمرت لعب مع ابو مازن طاولة النرد (شيش بيش). اما على نتنياهو فقد فُرض التصدي للعالم السياسي على مستوى الشطرنج.

في هذه المعطيات من الخطأ التفكير بأن نتنياهو كان يمكنه ان يختصر الطريق وألا يمدد المفاوضات نحو ثمانية اشهر. الانجاز، حتى وان كان جزئيا وأليما، يحتاج الى الزمن. بفضل هذه المفاوضات وبالتعاون الوثيق مع ايهود باراك، تنازل نتنياهو بألم عن بناء واسع في المستوطنات ولكنه حقق تسليما مشوبا بالتحفظ من الامريكيين بالموقف الاسرائيلي. وعليه فان البناء في القدس سيتواصل وكذا في الاماكن التي بدأ البناء فيها، في ظل شد للاسنان في واشنطن. هذا انجاز لا يشطب التخوف بالنسبة للوضع الذي سينشأ في ختام الاشهر العشرة.

الكرة انتقلت الان الى السلطة الفلسطينية، وكل رد لها سيكون افضل من الوضع الذي ساد حتى بيان نتنياهو أمس. يحتمل ان تستأنف المفاوضات الى مسافة ابعد من تنازلات اولمرت، التي لحسن الحظ رفضها ابو مازن بكلتي يديه، او ان تقع المسؤولية عن استمرار الجمود السياسي في الساحة الدولية على كاهل الفلسطينيين – وهي الامكانية التي دفعت وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الى تأييد التجميد الذي طرحه نتنياهو.

رغم الاحتجاج المتوقع من اليمين وكذا في صفوف الليكود، رسخ نتنياهو مكانته في انه اقنع بني بيغن وموشيه (بوغي) يعلون لتأييد مشروع قراره. ايهود باراك هو الاخر الذي كان عنصرا مركزيا في السعي الى قرار المجلس الوزراي، كم افواه خصومه في حزب العمل وفي اليسار وكأنه لا غاية من انضمامه ومشاركته في الحكومة.

 نوصي بمهلة انتظار ما.