خبر الآن دورهم.. معاريف

الساعة 11:10 ص|26 نوفمبر 2009

بقلم:بن كاسبيت

لبنيامين نتنياهو يوجد، مرة اخرى، سبب لان يكون راضيا. يوم عمل آخر في الديوان انتهى بسلام. فقد عاد ليجد مرة اخرى نقطة الوسط الارخميدية بين اليسار واليمين، بين الطلب الامريكي والاستعداد الاسرائيلي، بين الاجماع والهوامش المتطرفة. الامريكيون، قال نتنياهو أمس لمن اراد ان يقول له، ارادوا اكثر بكثير. ارادوا تجميدا مطلقا، يضم كل شيء، بما في ذلك القدس، بسنتين. ولكنهم تلقوا اقل من النصف، بدون القدس وبدون المباني العامة. الان، اضاف نتنياهو، دحرجنا الكرة الى ملعب ابو مازن. اتخذنا خطوة في خطاب بار ايلان وخطوة اخرى اليوم. ماذا فعل ابو مازن؟ لم يفعل شيئا حتى الان. هيا نرى ما هو قادر على عمله. الان دوره.

 هكذا تبدو الامور من ناحية بيبي. الموضوع هو انه توجد اتجاهات نظر اخرى الى الوضع. مثل الاحصاء الحقيقي: نتنياهو في الحكم منذ الاول من نيسان. وبعد قليل يكون له 8 اشهر مع 10 اشهر يصبح هذا سنة ونصف. حكومة اولمرت بنت قرابة 10 آلاف وحدة سكن، قامت بحربين وتلقت احترام الملوك في العالم. المكانة الدولية لاسرائيلي اقلعت. اولمرت تحدث عن السلام وقصف لبنان وبعد ذلك قصف غزة، جلب الى هنا كل الزعماء الاوروبيين الهامين الذين جلسوا عنده في منزل رئيس الوزراء واثنوا عليه فيما كان الفوسفور لا يزال يتناثر فوق القطاع.

 وبيبي؟ يجمد، ويتلقى الضربات في نفس الوقت. غير قليل من الاشخاص يسألون انفسهم الان لماذا صوتوا لليمين. وكل هذا دون المردودات التي كان سيحصل عليها اليسار. على الاقل لو خرج لبيبي من كل هذا مفاوضات مع الفلسطينيين. ولكنه لن يخرج له هذا. ابو مازن يترنح، حماس تتعزز، وهذا حتى قبل صفقة شليت، التي سيحرر فيها نتنياهو عددا من السجناء اكثر مما وافق اولمرت على تحريرهم. وبالتوازي، مكانة اسرائيل في العالم في درك غير مسبوق. الامريكيون غير راضين، اليسار يتذمر، اليمين غير راض، المستوطنون غير راضين، والفلسطينيون غير راضين جدا.

 من راض؟ ايهود باراك راض. الحقيقة هي ان هو فقط راض. لانه نجح على ما يبدو في اقناع دانييل بن سيمون في ان ينتظر قبل ان يعتزل لعدة اشهر اخرى وكذا لانهم اخذوا منه اخيرا الخاتم الذي يفترض به ان يصادق به على البناء في المناطق. من الان فصاعدا، حبة البطاطا الساخنة هذه لم تعد على طاولته. على الاقل ليس في الاشهر العشرة القريبة القادمة. هكذا هو الحال عندنا. يلعبون من السبت الى السبت، حد اقصى من شهر الى شهر.

 الان نتنياهو يؤمن بأنه سيحصل على مهلة زمنية. فما كان عليه قد فعله. الامريكيون، قال أمس في محادثات مغلقة، يعتقدون انه بوسعهم ان يجسروا بين مطالب الفلسطينيين بخطوط 1967 وبيننا. لنراهم يفعلون ذلك. ليجلبوا ابو مازن الى المفاوضات. اذ انتهت له المعاذير. هيا نرى ماذا سيقول الان. فهو يعرف اني انا وحدي قادر على ان اقود الجمهور في اسرائيل نحو خطوات قاسية وغير بسيطة، ولكني احتاج الى شريك من اجل هذا. لنرى اذا كان لنا شريك. نحن اثبتنا بأن لدينا الاستعداد للقيام بخطوات ذات مغزى. الان، فليثبتوا هم ذلك.