خبر ليبيا: تجدد الجدل حول الاحتفال بعيد الأضحى

الساعة 07:22 ص|26 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم-وكالات

تجدد أمس للمرة الثانية على التوالي الجدل داخل ليبيا حول توقيت الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، بعدما أفتى داعية وشيخ ليبي بأنه يتعين على الليبيين مخالفة الإعلان الرسمي للسلطات الليبية عن الاحتفال بالعيد اليوم الخميس.

وكانت الحكومة الليبية التي يترأسها الدكتور البغدادي المحمودي أعلنت عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، ومن خلال وسائل الإعلام الليبية الرسمية، أن عيد الأضحى سيحل اليوم (الخميس) في ليبيا، استنادا إلى ما أعلنه مركز الاستشعار عن بعد، وهو مركز حكومي يقوم بشكل دوري ومنفرد بتحديد مطالع الأشهر العربية. واعتادت ليبيا مخالفة غالبية الدول العربية والإسلامية في الاحتفال بعيد الفطر لكنها ظلت في المقابل ملتزمة بالاحتفال معها بعيد الأضحى في اليوم نفسه.

ويمثل الموقف الرسمي الليبي من الاحتفال بالعيد اليوم سابقة، هي الأولى من نوعها في تاريخ ليبيا المعاصر، وهو ما أثار جدلا محتدما بين كثير من قطاعات الشارع الليبي. وقال الشيخ أحمد القطعاني، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن يوم عرفة سيكون اليوم (الخميس)، وإن يوم العيد سيكون غدا (الجمعة). واعتبر الشيخ القطعاني في فتواه التي ستثير جدلا في ليبيا وخارجها أن من ذبح أضحيته يوم الخميس، فهي (الأضحية) مأدبة لحم لا علاقة لها بالنسك الشرعي إطلاقا. وقال القطعاني لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف، إن الإعلان الرسمي الليبي عن توقيت العيد اليوم (الخميس) يمثل مخالفة شرعية، مؤكدا أنه شخصيا لن يشارك في العيد الرسمي.

وأوضح القطعاني أن موقفه هو موقف شرعي وليس سياسيا، مشيرا إلى أن الأمر له علاقة بما وصفه بالخلل الشرعي الموجود بتوكيل مهمة الإعلان عن بدايات الأشهر العربية لمركز الاستشعار عن بعد في ليبيا. وأضاف: «هذا الرأي رددناه كثيرا، والمفروض أن يوكل الأمر للجنة شرعية، لكن للأسف لم يؤخذ بما طرحناه، وما زال الأمر يمثل مخالفة على نحو يؤدي إلى انقسام المجتمع».

وزاد قائلا: «المطلوب أن نتوحد جميعا، ونجمع المسلمين على رأي واحد، ونحن المسلمون لم يعد هناك ما يجمعنا سوى القبلة وعيد الأضحى، بينما نختلف في تحديد عيد الفطر، فهناك من يحتفل به بفارق أربعة أيام». واستطرد القطعاني قائلا: «حتى في عيد الأضحى نختلف فيه عن المسلمين، ونأمل أن ينتبه ولاة الأمر في ليبيا إلى معالجة هذا الخلل، وتسند الأمور إلى لجنة شرعية معتبرة». وقال: «الذي أتوقعه هو أن الشارع الليبي متجه نحو الاحتفال بالعيد يوم الجمعة والخلل الذي حدث لن يقبل به الناس»، مشيرا إلى أن العديد من الندوات عقدت في المساجد، في محاولة لمعالجة هذا الأمر على أمل أن يكف مركز الاستشعار عن بعد، عن التدخل في هذه المسألة. ولفت إلى أن وسائل الإعلام الليبية الرسمية لا تسمح لأحد بالحديث في هذا الأمر سوى مركز الاستشعار، بينما يمنع أي عالم أو داعية من الحديث بشكل مخالف.

وسئل حول موقف الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي فقال: «ما أعتقده في الغالب أن هذه الأمور لا تصل إليه، وأن بعض الناس المتنفذين يريدون الحفاظ على مقاعدهم ومراكزهم». وأضاف أن «الأخ العقيد ليس على علم بهذا الخلل وإلا لتدخل بسرعة لوقف هذا العبث وإفساح المجال للرأي الشرعي في الأمور الشرعية». وشدد القطعاني على القول إنه من خلال خبرته وما يلمسه بنفسه، فإن 90 في المائة من الليبيين سيحتفلون بالعيد يوم الجمعة، مضيفا أن «هيئة الأوقاف لم تعلن هذا، وأتوقع أن تفتح المساجد يوم العيد الحقيقي».

وأكد القطعاني أنه ليس قلقا من مسألة اعتقاله بسبب هذا الموقف، وقال: «في كل الأحوال أؤدي واجبي تجاه ربي وضميري، وما أنا مؤتمن عليه من علم، فواجبي أن أقول الحق ولو على نفسي، وأتحمل النتائج». وتابع قائلا: «سأحتفل بالعيد يوم الجمعة، وأصوم وقفة عرفة يوم الخميس، وليحدث ما يحدث».