خبر صفقة شليت: نعم، ولكن- إسرائيل اليوم

الساعة 09:44 ص|25 نوفمبر 2009

بقلم: نداف شرغاي

 (المضمون: لن يكون نزيها ان نطالب الان الحكومة وقف القطار وتجميد الاتصالات، ولكن مطلبا بالحد الادنى يجب الاصرار عليه هو الا يعود كبار القتلة الى اماكن سكناهم في يهودا، السامرة وغزة بل ان يطردوا بعيدا خلف البحار– المصدر).

"ليست هذه هي المرة الاولى التي بحكم الاتفاقات التي وقعت عليها، تطلق دولة اسرائيل سراح مخربين زرعوا الموت والدمار في مطارحنا"، هكذا تحدث بألم قبل بضع سنين في احد قراراته قاضي المحكمة العليا ادموند ليفي. "بعد كل تحرير كهذا دق في قلوب الكثيرين الامل بأن في هذه المرة تحل الانعطافة ولا يعود المحررون مرة اخرى الى طريق الارهاب بل ولعلهم يصبحون سفراء لنشر فكرة الحياة معا بسلام – ولكن يخيل الا حاجة للقول كم كان هذا امل عابث، ولعله من السليم وصفه بأنه وهم عابث".

منذ كتبت هذه الاقوال لم يتغير الكثير. ادموند ليفي رد الالتماس ضد تحرير مخربين، ووقع بيد مرتجفة مع رفاقه، على تحريرهم. وفي السياق، من اجل اعادة اسرى اسرائيليين، احياء وموتى، الى الديار، حرر مزيد من المخربين بعضهم عادوا لقتلنا.

حتى في صفقة تننباوم، الذي مقابله حرر اكثر من 400 مخرب وسجين، لم يتغير الوضع. منذ نفذت الصفقة في كانون الثاني 2004 في كلان في المانيا وحتى نيسان 2007 قتل محررو هذه الصفقة 35 اسرائيليا. الصورة العامة غير مشجعة اكثر. حسب تقدير محافل الامن، نحو 40 في المائة من المخربين الذين حرروا لسبب ما عادوا في هذا المستوى او ذاك الى دائرة الارهاب.

منذ سنوات جيل وفي مطارحنا لا يفدون الاسرى حسب كفارتهم بل بثمن مبالغ فيه وبنيامين نتنياهو من غير المتوقع ان ينجح في المكان الذي فشل فيه حتى اسحاق شامير واريئيل شارون. حقيقة ان ابناء عائلة شليت يقلبون الان العوالم كي يحرروا بكل ثمن عزيزهم هي مفهومة على الاطلاق. من منا ما كان ليتصرف هكذا في وضعية مشابهة لا سمح الله. ولكن مثلما قالت ذات مرة دبورا ابلباوم التي ثكلت زوجها دافيد وابنتها نافا في عملية (خطط لها مخربون محررون) في مقهى هلل في القدس ان "للحكومة مسؤولية اخرى وعليها ان تأخذ بالحسبان النتائج المحتملة لافعالها".

في هذه اللحظة لا نعرف تفاصيل الصفقة ولكن النتائج المحتملة لتحرير مخربين مع دم على الايدي وبدون دم على الايدي مقابل جلعاد شليت لا تحتاج الى الى التجسيد. من الصعب الاعتقاد ان صفقة شليت ستكون اقل ثمنا، وان نتنياهو بالذات سينجح في تحطيم النمط الذي نجحت منظمات الارهاب في تثبيته هنا. من المعقول ان يكون الثمن الذي سندفعه هذه المرة ايضا ثمنا مبالغا فيه، ولكن الصفقة ستختبر ليس فقط بعودة جلعاد الى الديار، وليس فقط في عدد المخربين الذين يخرجون الى الحرية، بل وايضا في مسألة: كم من المخربين المحررين سيعودون للمس بنا؟ وكم قتيلا وجريحا ستكلفنا الصفقة المتبلورة؟

لن يكون نزيها ان نطالب الان الحكومة وقف القطار وتجميد الاتصالات، ولكن مطلبا بالحد الادنى يجب الاصرار عليه هو الا يعود كبار القتلة الى اماكن سكناهم في يهودا، السامرة وغزة بل ان يطردوا بعيدا خلف البحار. هكذا تصرفت اسرائيل مع الارهابيين الذين تمترسوا في كنيسة المهد وهكذا يجدر التصرف مع الكثير من المخربين الذين من المتوقع ان يتحرروا من سجنهم مقابل تحرير شليت.

نتائج المفاوضات لتحرير شليت والصفقة المتبلورة من المتوقع ان تولد احساسا بنصر كبير في معسكر الارهاب. كما ان دافعية حماس ومنظمات الارهاب لتنفيذ اعمال اختطاف اضافية ستصعد الى الاعلى فاعلى. هذه الاقراص المريرة سيتعين علينا على ما يبدو ان نبتلعها، ولكن لا يوجد ما يدعونا الى ان نطلق الى شوارعنا قتلة متمرسين يوقعون هناك مزيدا من الضحايا. على هذا الحد الادنى يجب الاصرار وصب ولو بعض المضمون للقول الاكثر تآكل بالنسبة لصفقة شليت: "ليس بكل ثمن".