خبر المفاجأة المتوقعة- يديعوت

الساعة 09:40 ص|25 نوفمبر 2009

بقلم: ايتان هابر

مدير مكتب رابين سابقا

اليكم الاحوال الجوية الاعلامية في الايام القريبة القادمة. في الساعات الاولى، في اليوم الاول بعد أن يعود الى الديار، ستصف وسائل الاعلام الاسرائيلية كل لحظة من حياته الجديدة: ماذا أكل، ماذا قال، كيف عقب. كل رمشة عين، كل ابتسامة في زاوية الفم ستخلد الى الاجيال. بعد يوم واحد، وربما يومين، فلعله سيكون هناك من يرغب في ان يسبق ذلك وبالتوازي مع تحريره، سنقرأ في الصحف، ونسمع في الاذاعة ونشاهد في التلفزيون عناوين مثل "ذهول في اسرائيل"، "الثمن الرهيب"، وتفاصيل كاملة وتقشعر لها الابدان عن جرائم مئات مخربي حماس الذين عادوا الى ديارهم. الى جانب القصص والصور عن حملات النصر لمحرري حماس، ستظهر ردود فعل مريرة وقاسية من ابناء عائلات القتلى من العمليات الانتحارية.

بعد يوم او يومين، او حتى في ذات اليوم، ستنشر مقالات وتطلق تصريحات على نمط "ما الذي فعلناه؟"، "كيف حصل هذا لنا؟" وباقي مظاهر الندم على الثمن الباهظ (وهو بالفعل سيكون باهظا)، الذي دفعته دولة اسرائيل لقاء فداء جلعاد شليت. كل تغيير عن هذا المسار المتوقع سيكون مثابة مفاجأة كبيرة. سيكون بيننا كثيرون يدعون بان هذا استسلام لحماس. وحسب ما سنرى في الصور على شاشات التلفزيون، التلميح باشارات النصر وابتسامات السعادة، لن يكون ممكنا القول بان هذا ليس كذلك.

معروف للموقع أعلاه أن السطور التالية ستثير ردود فعل من الهزء والتحقير في اوساط كثيرين، ولكنها تأتي للادعاء بانه في مكان ما، دون أي سند، يدور الحديث عن ذات "الشيء" الذي يصعب تعريفه، وهو، في نهاية يوم معركة، يولد النصر في الحرب. أعرف ان هذا غريب: هذا، هذا بالضبط، الفرق بيننا وبينهم. وهذا، هذا ايضا، يؤدي بالجد الاسرائيلي الى الهجوم بدقيقة واحدة اكثر من جندي العدو الذي قبالته – فينتصر. هذه ايضا كلمة غابت مؤخرا عن قاموسنا.

كفتى، اذكر جيدا صورة من عهد معركة سيناء في 1956: في مكان ما في النقب، ربما في سيناء، يعاد 6 الاف جندي مصري الى بلادهم ونتلقى مقابلهم يونتان اتكس، طيار سلاح الجو الذي سقط في حينه في الاسر. 6 الاف مقابل 1، بالارقام، بالاعداد، بالصور – جندي واحد أمام محيط من الجنود. لا يصدق أي فخار ألم في حينه بالشارع الاسرائيلي.

صحيح، هذا غير مشابه. كان يدور الحديث في حينه عن دولتين، عن جيشين، فيما اننا نتعاطى هنا مع منظمات ارهابية اجرامية، تحرير رجالها سيشجعهم على اعمال اختطاف اخرى. إذن كيف العمل لانهاء هذه الامكانية؟

لا نعمل. من المؤسف القول، ولكن هذا هو وجه الحرب في هذه المنطقة من عالمنا. يمكن محاولة بذل كل جهد لمنع الاختطاف، ولكن لا يمكن لاي شركة تأمين جدية أن تصدر لنا بوليصة تأمين على ذلك. كل يوم يوفر لمنظمات الارهاب الف امكانية لتنفيذ اختطافات في البلاد، في الحدود وفي الخارج.

إذن ماذا؟ في المرة التالية ايضا سنبدل جنديا مخطوفا بمئات المخربين؟ الحقيقة الحزينة هي ان هذه هي الامكانية الواقعية بالتأكيد، ومثلها، كما هو معروف، كان هناك الكثير في الماضي. على مدى السنين أعدنا الاف المخربين. والحقيقة الواقعية هي ان ليس الكثيرين منهم عادوا الى الارهاب. المشكلة ليست، ربما، اولئك الذين عادوا الى الديار، بل بدائلهم الجدد، جيلا بعد جيل، نبعا لا ينضب، محيطا من المخربين، بئرا يمتلىء من تلقاء ذاته.

وهكذا، بعد "الذهول في اسرائيل" من المتوقع على ما يبدو في الايام القريبة القادمة، سيتعين علينا أن نبحث عن الحل في حقول اخرى: الحقل السياسي، العسكري. في المجال الضيق والاليم هذا للاختطاف يجب أن نسلم بالحقيقة الاليمة والمؤسفة في أنه حسب التجربة التاريخية يكاد لا يكون هناك حل لموضوع الرهائن والاسرى، ومن لديه الحل فليتفضل ليقترحه على الحكومة.

ملاحظة. لكل الابطال الكبار الذين يقولون ان الحل هو في الا نعيد مئات الانذال مقابل مخطوف اسرائيلي واحد، نسأل بانعدام نزاهة، بالطبع، اذا كانوا سيعتقدون ذلك لو كان هذا المخطوف هو ابنهم.