خبر في رام الله يرون مفاوضات صفقة « شاليط » تثبيتاً لسلطة حماس وبغزة يردون: هذا عمى

الساعة 07:53 ص|25 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة (خاص)

يتابع الفلسطينيون بشغفٍ ما ستسفر عنه نتائج المفاوضات الدائرة خلف الكواليس بشأن صفقة الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط، ففي الوقت الذي تؤكد فيه "حماس" أنها لن توافق على أي حل لا ينسجم مع ما سبق و أعلنته هي والفصيلين اللذين شاركاها بعملية "الوهم المتبدد"، إلا أن المسؤولين الرسميين والمحيطين بهم في رام الله يرون أن الحركة ترمي من وراء الصفقة لتحقيق إنجاز سياسي يضمن ترسيخ سلطتها في قطاع غزة.

فقد قال أشرف العجرمي وزير شؤون الأسرى والمحررين في حكومة فياض السابقة،:" إن "حماس" تسعى من خارج إطار صفقة تبادل الأسرى إلى تحقيق تفاهم أو اتفاق سياسي مع إسرائيل"، مؤكداً أنها "تعتبر ذلك الأمر أولوية".

وأضاف:"هي تريد تلطيف الأجواء مع إسرائيل حتى تضمن ترسيخ سلطتها في غزة، وليس مستبعداً أن تتضمن الصفقة إجراءات إسرائيلية تخفيفية مثل فتح المعابر، واستمرار التفاوض مع "حماس" لانجاز اتفاق على الهدنة طويلة الأمد، مقابل بقاء الوضع القائم على حاله، وعدم اتخاذ إسرائيل أية إجراءات من شأنها إضعاف الحركة  أو المساهمة في تقويض سلطتها".

ولفت العجرمي إلى أن "تصريحات فتحي حماد وزير الداخلية في حكومة غزة، بشأن وجود توافق على امتناع الفصائل في القطاع عن إطلاق الصواريخ بشكل كامل ومطلق إلا في حالة الاجتياحات العسكرية، ليست بعيدة عن التفاهمات القائمة أو العتيدة كجزء من هذه الصفقة"، كما عبّر.

وأوضح العجرمي " الآن أصبح موضوع الحرب على غزة أكثر وضوحاً وسطوعاً، هذه الحرب التي استدرج لها شعبنا كان يراد منها أن تمهد للتفاهمات التي تليها والتي نشهد فصولاً منها الآن في صفقة التبادل والاتفاقات الواقعة في إطارها..."، على حد قوله.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، :"إن "حماس" لا تسعى من وراء صفقة التبادل إلا لتحقيق صفقة وطنية".

ويرى الصواف – رئيس التحرير السابق لصحيفة "فلسطين" اليومية المقربة من "حماس" – أن التصريحات التي يطلع بها أزلام حركة "فتح" كـ"العجرمي" على الشعب الفلسطيني تخرج من أناس أصابهم العمى، لافتاً إلى أن هدف "حماس" الأساسي من وراء الصفقة هو مصلحة الشعب الفلسطيني وليس ترسيخ قواعد حكمها في غزة.

وشدد الصواف على أن "حماس" ليست بصدد أي تفاوض سياسي مع إسرائيل، موضحاً أن "خلط الأوراق بعضها ببعض ليس في مصلحة الشعب الفلسطيني".

وفي سؤاله عمَّا إذا كان إصرار "حماس" على أن تشمل الصفقة الإفراج عن الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" و أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وما إذا كان ذلك الأمر سيلقي بظلاله على تهيئة الأجواء لتحقيق المصالحة الوطنية، قال المحلل السياسي – المقرب من "حماس"- :" المصالحة الفلسطينية هدف أساسي ليس له علاقة بموضوع الصفقة"، لافتاً إلى أن إنجاز الصفقة سيؤثر سلباً على نفسية حركة "فتح" لتقوم بالتهرب والتنصل من تحقيق المصالحة، كون نجاح "حماس" سيكون له مرود كبير على الشعب الفلسطيني.