خبر المقدسيون متفائلون أن تشمل صفقة « شاليط » الإفراج عن أسراهم

الساعة 05:39 ص|25 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

ما أن تواردت أخبار صفقة التبادل وقرب إنجازها حتى انهمك أهالي الأسرى المقدسيين بسماع أخبارها من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة.

ويبحث المقدسيون في الصفقة المنتظرة عن بصيص أمل بدا وكأنه قاب قوسين أو أدنى لتحرير أبنائهم الذين نسيتهم اتفاقيات التسوية وعمليات بناء حسن الثقة بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية عبر السنوات الماضية.

الحرية للرازم

"أم نضال" شقيقة عميد الأسرى المقدسيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي "فؤاد الرازم"، حالها كان كحال جميع أهالي الأسرى المقدسيين حيث انهمكت في  متابعة وسائل الإعلام والرد على الجوالات والتلفون في منزلها، فهذه مكالمة ترفع من معنوياتها، وأخرى تبشرها بقرب نجاح صفقة التبادل.

الرازم هو من بين عدد 450 أسيراً حددت حركة "حماس" أسماءهم بحسب ما يقول المقدسيون، وتقول إسرائيل إنهم شاركوا في عمليات وأودت بحياة "إسرائيليين".   

"أم نضال" بينت في حديثها واقع ومأساة إنسانية مستمرة لأسرى القدس منذ عقود في ظل استثناء "إسرائيل" لهم في صفقات التبادل التي تمت في العقود الماضية. وتعتبر إسرائيل الأسرى المقدسيين من أصحاب الهويات المقدسية الزرقاء "مواطنين إسرائيليين"، وبالتالي فقد تم محاكمتهم بتهمة الخيانة لـ"دولتهم"، حيث كانوا لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في المفاوضات السياسية مع الجانب الفلسطيني.

هم قلب الوطن

ويبدو التفاؤل على وجه أم نضال الرازم هذه المرة حيث أعربت عن ثقتها بقرب نجاح الصفقة لثبات المقاومة على شروطها، "فأسرى القدس هم من الوطن وجزء غال وعزيز منه" كما قالت، وأمضى فؤاد الرازم أكثر من 28 عاما حتى الآن داخل سجون الاحتلال، حيث يقضي حكما بالسجن مدى الحياة.

وتقول أم نضال:" قبل فترة كنت في زيارة له في السجن، وقال لي: لن أصدق أي حديث عن الإفراج عني ما لم تطأ قدمي أرض المنزل".

وللرازم تجربة خاصة مع صفقات التبادل، ففي عام 1985 تقرر الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل "جرت بين الجبهة الشعبية - القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل وإسرائيل، إلا أنه بعد أن صعد للحافلة مع باقي المفرج عنهم أعيد مرة أخرى للسجن وبقي فيه حتى الآن".

ودأبت "أم نضال" منذ اعتقال شقيقها على المشاركة في الاعتصامات والمظاهرات لأهالي الأسرى في مقرات اللجنة الدولية للصليب وفي شوارع القدس وفي كل مكان كان يحصل فيه تأييد للإفراج عن الأسرى.

ومنذ بدء الحديث عن تفعيل ملف صفقة التبادل بين "حماس" وإسرائيل بعد توقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 18 كانون ثاني الماضي أطلق أهالي أسرى القدس وأسرى فلسطينيي 1948 حملة "صرخة المنسيين" للتذكير بقضية أبنائهم، وعدم تهميشها خلال أي مفاوضات.

ويقول أمجد أبو عصب، رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين إن قضية الأسرى قضية مريرة ومؤلمة، فهم يعانون من محاولات إذلال وإخضاع وسوء عناية، وكذلك يتم استثناؤهم من كافة صفقات التبادل والاتفاقيات".

قضية معقدة

ويبلغ عدد أسرى القدس الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية 273 أسيرا حتى بداية عام 2009، وتشير الدراسات إلى أن 73 أسيرا مقدسيا يقضون حكما بالسجن مدى الحياة، و35 أسيرا يقضون أحكاما بين 20 و 33 عاما، و22 أسيرا يقضون أحكاما بين 15 و 20 عاما، و26 أسيرا أحكامهم بين 10 و 15 عاما.

وهناك 41 أسيرا يقضون محكوميات بين 5 و 10 أعوام، و25 أسيرا أحكامهم بين عامين وخمسة أعوام، وأخيرا هناك 51 أسيرا محكوم عليهم بفترات أقل من عامين أو ما زالوا موقوفين دون محاكمة.

أما فيما يتعلق بالمدد التي قضاها الأسرى في سجون الاحتلال، فأوضحت الدراسات أن هناك 20 أسيرا أمضوا أكثر من 20 عاما، و24 أسيرا أمضوا بالفعل فترات بين 15 و 20 عاما، و21 أسيرا أمضوا فترات تترواح بين 10 و 15 عاما، و115 أسيرا أمضوا فترات من خمسة إلى عشرة أعوام، بينما هناك 42 أسيرا أمضوا فترات من عامين إلى خمسة أعوام، بجانب 51 أسيرا محكوم عليهم بفترات أقل من عامين أو ما زالوا موقوفين دون محاكمة.

ومن بين أهم المعتقلين المقدسيين في السجون الإسرائيلية، بجانب فؤاد الرازم، عصام صالح جندل أكبر المعتقلين سنا؛ حيث يبلغ من العمر 55 عاما، بينما هناك ثلاثة من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني من بين المعتقلين المقدسيين، وهم: محمد أبو طير، ومحمد طوطح، وأحمد عطوان، وهؤلاء تم اعتقالهم على خلفية العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في صيف عام 2006، وأسرت فيها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.