خبر الصحف العبرية: إبرامنا لصفقة « شاليط » يوجه ضربة بالغة لعباس

الساعة 01:10 م|24 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

تواصل الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الثلاثاء، متابعة ملف صفقة جلعاد شاليط، لكن الجدل استمر بين المعلقين والمحللين والسياسيين حول شرعية إبرام الصفقة وتداعياتها المستقبلية على ميزان القوى بين إسرائيل و"حماس" من جهة، وبين "حماس" والسلطة الفلسطينية من جهةٍ أخرى.

فقد دعت كلاً من صحيفتي "هآرتس" و"جيروزاليم بوست"، إلى رفع الحظر الذي تفرضه الرقابة العسكرية على تفاصيل الصفقة حتى يتسنى للجمهور الإسرائيلي معرفة هذه التفاصيل وقول كلمته فيها.

وعلى الرغم من الحظر المفروض إسرائيلياً على نشر تفاصيل الصفقة إلا أن الاستعداد الذي يبديه نتنياهو للموافقة عليها يثير معارضة شديدة في صفوف اليمين، لدرجة حدت بعضو الكنيست اليميني أريه إلداد إلى اتهامه بتجاوز كل الخطوط الحمر، وأمله بأن تقوم "حماس" نفسها بتفجير الصفقة، في المقابل حَّر رئيس ما يعرف بـ"قسم المختطفين" في "الموساد"، سابقًا، رامي إيغرا في مقالة خاصة نشرتها له "إسرائيل اليوم" من أن إبرام الصفقة بشروطها الحالية سيكون خضوعاً، بل استسلاماً لما أسماه "الإرهاب" الذي سيغير وجه المنطقة وموازين القوى فيها.

هذا وقد واستهل الكاتب اليميني المعروف بن درور، مقالته المعارضة للصفقة بمناشدة الوزراء بعدم إقرار صفقة شاليط، في حال عرضت للتصويت عليها في الحكومة.

وكتب يقول في هذا السياق: "أيها الوزراء الأعزاء، بعد عملية طويلة ومستمرة من غسيل الدماغ، وبعد أن تجند الإعلام كله تقريبًا، سيصل القرار إليكم. في إطار الضغوط الممارسة، يحكون لنا عن أن الأغلبية المؤيدة ستكون تلقائية في الحكومة حقًا؟ هل ستسمحون بهذا الخزي؟ يستحسن أن نسمي الاقتراح الذي سيعرض على طاولة الحكومة باسمه: استسلام".

وأضاف:" فحكومة إسرائيل تريد أن تركع أمام "حماس"، (..) وهذا من شأنه أن يضاف إلى مسيرة الخزي التي رافقت الصفقات السابقة".

وتشير إحدى الصحف العبرية إلى أن الصفقة كما هي بادية "ستعيد لميادين القتال ما أسمته "القتلة، وسيكون ثمن ذلك مئات القتلى في المستقبل (..) فالصفقة تعلم الفلسطينيين بأن الطريقة الوحيدة للتعامل مع إسرائيل هي القوة، وهذا الأسلوب باعتقادهم منتصر دائماً".

وتضيف "إسرائيل اليوم" :"فالفلسطيني الذي يفكر بالقيام بعملية يعرف أنه سيتم تحريره مستقبلاً وأنه سيعود لبيته بطلاً. ليس هذا فحسب، بل إن مجرد إبرامنا للصفقة يعطي دفعة أيديولوجية لما أسمته "المتطرفين"، ويوجه ضربة بالغة لمحبي "السلام" من الفلسطينيين وفي مقدمتهم أبو مازن (..) تصورا كيف سيبدو اليوم الذي سيلي الصفقة: ستكون حكومة "حماس" مكللة بأكاليل النصر وهي ترتبط بالزعيم الذي وصفته بأنه "متطرف" مروان البرغوثي وستتبنى فكرة إبادة إسرائيل".

ورأى أحد مسؤولي "الموساد" للصحيفة "أن صفقة شاليط ليست مجرد صفقة تقوم على أسير مقابل أسرى، بل هي خطوة إستراتيجية ستؤثر على الخطوات المستقبلية في المنطقة"، داعياً نتنياهو وحكومته أن يحذو حذو أولمرت الذي لم يقع في وهم التهدئة والتأييد الشعبي.