خبر حرب نفسية- هآرتس

الساعة 11:12 ص|24 نوفمبر 2009

بقلم: عاموس هرئيل وآفي يسسخروف

 (المضمون: الاطراف الثلاثة في الصفقة، اسرائيل، حماس والسلطة الفلسطينية لها مخاوفها ومكاسبها من هذه الصفقة - المصدر).

1.اسرائيل. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بذل أمس جهدا واضحا لتخفيض مستوى التوقعات في مسألة الصفقة لتحرير جلعاد شليت. في البيان الذي اصدره مكتبه وفي الاقوال التي نقلت على لسانه في جلسة كتلة الليكود، حاول نتنياهو تخفيف حدة الانفعال في وسائل الاعلام ولدى الجمهور تمهيدا لما يبدو كاجمال للصفقة.

الاتصالات لعقد الصفقة تجرى تحت ستار كثيف من السرية، مفعم بالحرب النفسية من الطرفين ومترافق مع غير قليل من المنشورات المغلوطة. من الصعب التقدير كم من الوقت سيستغرق الامر ولكن التقارير الاجنبية التي تفيد بان من المتوقع لوفد من حماس من غزة ان يسافر الى دمشق في ختام محادثاته في القاهرة تفيد بانه سيكون من الصعب تحقيق الصفقة قبل عيد الاضحى الاسلامي الذي يحل يوم الجمعة القريب القادم.

بارزة للعيان، هذه المرة، النبرة الموحدة في القيادة الاسرائيلية. في اذار الماضي عندما تبددت التقديرات بان رئيس الوزراء في حينه ايهود اولمرت مستعد لابرام الصفقة مع حماس، أجرى خصمه من الداخل، وزير الدفاع ايهود باراك، زيارة تضامن لخيمة الاحتجاج التي اقامتها عائلة شليت في دار الحكومة (لدى اولمرت ادعوا حتى بان هذه الخطوة التظاهرة من جانب باراك أدت الى تشدد مواقف حماس في المفاوضات في القاهرة). امور كهذه لن تحصل هذه المرة. نتنياهو وباراك ينسقان فيما بينهما. ومن المعقول الافتراض بانه اذا ما توصلا الى الاستنتاج بان الصفقة مقبولة عليهما فانهما سيلقيان بكل وزنيهما للضغط على الوزراء للتصويت في صالحها.

2.حماس. صحيفة "الرسالة" الناطقة بلسان حماس ادعت امس بان الصفقة لن تتم الا في ختام عيد الاضحى، الذي ينتهي يوم الاثنين القادم. وحسب "العربية" سيلتقي اليوم وفد حماس في القاهرة مع الوسيط الالماني. تشكيلة الوفد الى القاهرة تختلف عن الوفود التي خرجت الى هناك في الجولات السابقة. في حينه كان هناك شبه حصرية لرؤساء الذراع العسكري للمنظمة، وعلى رأسهم احمد الجعبري، الذين يحتجز رجالهم عمليا الجندي المخطوف. هذه المرة خرج الى مصر، الى جانب الجعبري، يمثلون عن المكتب السياسي للمنظمة في دمشق ورجال الذراع السياسي في غزة وهذا كفيل بان بان اشارة الى أن حماس تسعى الى التوصل الى صفقة وتقلص قليلا تأثير الخط المتصلب للجعبري.

 

3.السلطة الفلسطينية. أعرب مسؤولون في السلطة في الاونة الاخيرة عن تخوف كبير من أن تلحق الصفقة ضررا لا مرد له لمكانتها، في المنافسة الداخلية مع حماس. العطف نحو المنظمة الاسلامية، الوحيدة التي تنجح في الايفاء بكلمتها وتؤدي الى تحرير السجناء، سيزداد. بل انها كفيلة بان تشجعها على المخاطرة والموافقة على اجراء انتخابات في السلطة. رئيس السلطة، محمود عباس (ابو مازن) سيقف امام تحد كبير للغاية لمكانته، المهتزة على اية حال بعد اعلانه الغامض عن الاستقالة في بداية الشهر. ولكن تحتمل للصفقة اثار دراماتيكية اخرى.

 فأمس ادعى ابناء عائلة مروان البرغوثي، كبير فتح المسجون في اسرائيل منذ سبع سنوات ونصف بان اسمه سيكون في قائمة المحررين. اذا حصل هذا، فان البرغوثي من المتوقع ان يكون في غضون وقت قصير المرشح الرائد في المنافسة الداخلية في فتح وفي السلطة على خلافة عباس. كما أنه كفيل بان يقود خط مصالحة مع حماس واتفاق على انتخابات للبرلمان وللرئاسة. مثل هذه الخطوة ستلقى الاستياء من جانب الكثير من قدامى الحركة من غير المعجبين بالبرغوثي. ومن ناحية اسرائيل ايضا ينطوي تحرير البرغوثي على المخاطر. ففي الاسبوع الماضي فقط أعلن الزعيم المسجون بانه لا يزال يؤيد "المقاومة" بمعنى استمرار الصراع العنيف ضد اسرائيل. اما الوزير سلفان شالوم فنفى أمس المنشورات في هذا الموضوع وادعى بان البرغوثي لن يدرج على الاطلاق في الصفقة.