خبر العمل والاسماع- هآرتس

الساعة 11:11 ص|24 نوفمبر 2009

بقلم: أسرة التحرير

المنشورات عن التقدم الكبير في الصفقة لاعادة الجندي المخطوف جلعاد شليت مقابل مئات السجناء الفلسطينيين، لدرجة الاقتراب من الاجمال والتحقق، تتكاثر في الاونة الاخيرة. غير ان كل هذه المنشورات تأتي من مصادر اجنبية وعلنية، مصداقيتها ليست واضحة. الجمهور الاسرائيلي يتعرف من وسائل اعلامه على تلميحات فقط، من خلف التعبير الملطف "تعتيم" تقف هنا رقابة متشددة.

        يحتمل انه كان من الافضل ادارة المفاوضات، ولا سيما في مراحلها الاخيرة، سرا، خشية ان تشل جوقة المعارضين لتبادل الاسرى الحكومة وتخرب الصفقة. غير ان التفاصيل التي تتسرب من الخارج وجملة الشائعات التي تثور حولها تلغي على أي حال هذه الامكانية، وضرر السرية من شأنه ان يكون كبيرا.

مهما يكن من امر، يخيل ان الاغلبية العظمى في الجمهور الاسرائيلي، وان لم يكن بالضرورة في اوساط وزراء الحكومة، مستعدة اليوم، بعد ثلاث سنوات ونصف من اسر شليت، ان تحرر حتى القتلة الاكثر مقتا كي تعيد الى الديار رجل الدبابة المعنى في حبسه. بالذات لهذا السبب ليس واضحا لماذا يتملص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع ايهود باراك وشركاء السر القليلون الاخرون في الحكومة من كشف المعطيات التي بدونها لا معنى للبحث الجماهيري. فهذه كفيلة بأن تظهر بسرعة، بل في اليومين اللذين سيكونان تحت تصرف من سيرفعون الالتماسات الى محكمة العدل العليا ضد الصفقة.

يمكن ان نفهم الرقابة على التفاصيل الاستخبارية، التخطيطات والتنفيذات لعملية عسكرية لتحرير مخطوف. ولا ينبغي التنديد بالرقابة على التقارير الصحفية التي تتغذى من تقارير استخبارية. ولكن من الصعب التسليم برقابة جارفة، غايتها – وعلى الاقل نتيجتها – التأثير على وجهة الحوار الجماهيري مع الصفقة او ضدها. يحتمل ان تكون الرقابة المبالغ فيها مرغوب فيها لدى حماس، التي تبقى وحدها على الارض كلاعبة برافعات الرأي العام في اسرائيل. يحتمل ان تكون تفرض ايضا بناء على طلب الوسيط الالماني، المعني بانجاز موضعي وليس مسؤولا عن السياق الواسع لعقاب القتلة، الردع ضد اختطافات اضافية والتخوف من ان يعود المحررون الى اعمال الارهاب.

الجمهور الاسرائيلي يتحمل العبء والمسؤولية. حذار ان يكتفي بعمل منجز. عليه ان يسمع، ان يعرف، ان يتخذ القرار الواعي قبل الفعل.