خبر 20 ألف حالة إدمان.. حرب « إسرائيل » الخفية في القدس

الساعة 12:04 م|23 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم – "خاص"

لا يخفى على أحد ما تمارسه حكومة الاحتلال والجماعات الصهيونية المتطرفة بحق مدينة القدس المحتلة وسكانها المقدسيين، فيكاد لا يخلو يوماً يكشف فيه عن مخططات صهيونية جديدة تستهدف تهويد القدس، وإصباغ الطابع اليهودي فيها، فيما تستمر الحفريات ليل نهار تحت وفي محيط المسجد الأقصى المبارك.

 

كما تمتد المخططات الصهيونية للنيل من عزيمة المقدسيين وسكانها الأصليين، لحثهم على ترك منازلهم وأراضيهم، وسط إغراءات مالية تارة، وإجراءات تعسفية تارة أخرى، من خلال هدم المنازل، وترحيل السكان منها.

 

ولكن ما نريد أن نسلط الضوء عليه اليوم مخطط صهيوني مدعوم من الجهات العليا الصهيونية في تل أبيب، وتصرف له الميزانيات الضخة تستهدف هدم النسج المجتمعي المقدسي وقتل الإنسان الفلسطيني.

 

الخبير والناشط المقدسي الأكاديمي جمال عمر كشف لـ"فلسطين اليوم" عن قضية باتت تشكل خطراً لا يقل عن خطر الحفريات التي تحيط بالمسجد الأقصى، وحملات التهويد والاستيطان في القدس، خطراً يستهدف حياة المقدسيين أنفسهم.

 

ونقل الخبير المقدسي عن مركز الشؤون المجتمعة في القدس المحتلة وبعد إجراءات ميدانية أجرتها في القدس أن حوالي 20 ألف شاباً مقدسياً هم من "المدمنين"، وأن قرابة 8 آلاف منهم لا يرجى شفاؤهم، الأمر الذي يرفع نسبة الإدمان في القدس إلى أعلى النسب في العالم من حيث عدد السكان.

 

وأكد الخبير المقدسي أن حملات نشر المخدرات بين المقدسيين تتم بإشراف وحماية من سلطات الاحتلال، وبدعم كامل من وزارة المالية الصهيونية، حيث تمر مراحل تهريب المخدرات ووصولها إلى المدينة المقدسة عبر مدينة بئر السبع ومدينتي اللد والرملة.

 

وشدد الناشط المقدسي على أن أجهزة الدولة العبرية، تشرف من خلال سلطتها على مدينة القدس في تفشي هذه الظاهرة، وقد نجحت في حد كبير في استهداف المجتمع المقدسي وتفتيت أوصاله، مؤكداً وجود 20 ألف حالة إدمان بين صفوف الشباب المقدسي، بينهم 1200 فتاة، و8 آلاف مدمن "إدمان كامل لا يرجى الشفاء منهم".

 

وأشار إلى أن المخدرات في مدينة القدس توزع تحت أعين شرطة الاحتلال، وبدعم من وزارة المالية الصهيونية، ، توزع على أرصفة الشوارع، وفي مراكز توزيع معروفة للجميع.

 

وحول دور النشطاء والمراكز المقدسية في محاربة هذه الظاهرة الخطيرة، قال الخبير "عمر" إن التحرك المقدسي خجول جداً، وأن المقدسيين والقائمين على العمل السياسي لم يرغبوا في إبراز هذه الآفة الخطيرة، لعدم إضعاف الروح الوطنية لدى السكان المقدسيين ولدى محبي القدس على المستوين العربي والدولي.

 

وأوضح أن العلاج المجتمعي فشل، في صرف هؤلاء الشباب عن هذه الآفة، الأمر الذي دفع المؤسسات والمراكز المقدسية للجوء إلى رجال الدين سواء من المسلمين أو المسيحيين، للمساهمة في الحد من انتشارها.

 

يشار هنا إلى أن رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الشيخ رائد صلاح كان قد تطرق في عدة مناسبات إلى هذا الملف، وحذر من خطورته ودور حكومة الاحتلال الفاعل في تفتيت المجتمع المقدسي وانهياره.