خبر المكرمة السعودية للشهداء وزعت على طريقة « هادي بادي »

الساعة 10:02 ص|23 نوفمبر 2009

المكرمة السعودية للشهداء وزعت على طريقة "هادي بادي"

فلسطين اليوم- مكة

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن المكرمة السعودية لذوي الشهداء من قطاع غزة وزعت بطريقة حزبية داخل لجنة الحج المكون أعضائها من قيادات فتحاوية وحمساوية دون مراعاة مشاعر أهالي الشهداء الذين تم تبليغهم بتجهيز انفسهم للسفر.

وأكدت تلك المصادر أن الوزارة أعلنت خلال مؤتمر صحفي أن المكرمة تشمل شهداء قطاع غزة، دون تصنيف لتاريخ استشهادهم، ومن ثم عادت وقالت:" إن المكرمة تشمل شهداء الحرب الأخيرة على غزة وتبين من خلال متابعة الأسماء أن القائمة ضمت شهداء من الحرب وشهداء انتفاضة الأقصى والأنتفاضة الفلسطينية الأولى عام 87 ".

وأكدت تلك المصادر أن اختيار أسماء ذوي الشهداء تم ضمن كوته بين حركتي "فتح" و"حماس" حيث عكفت اللجنة على مدار يومين على تعمد اختيار الأسماء ضمن نطاق حزبي ضيق.

وعلمت وكالة فلسطين اليوم الاخبارية أن أسماءً كانت ضمن القائمة الأولى، وتم حذفها، ووضع أسماء أخرى بديلة ضمن الكوتة الحزبية.

وألمحت المصادر ذاتها أن أعضاء في اللجنة رفضوا بشكل مطلق أن يكون هناك قائمة تضم شهداء لـ الجهاد الإسلامي خاصة بعد أن طلبت الوزارة كشوفات لأسماء شهداء الحركة الذين استشهدوا خلال الحرب الأخيرة على غزة.

وكانت حركة  "فتح" طالبت بالكشف عن ما وصفته بالغموض الذي يحيط بتفاصيل "المكرمة السعودية"، والكيفية التي يتم فيها اختيار الحجاج من أسر الشهداء بعد أن أعلن عن مناصفة المكرمة المقدّرة بألفي حاج بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأكد مصدر مسؤول في "فتح" بغزة، في تصريح صحفي وصل وكالة "قدس برس" نسخةً منه، أنه لم يتم إبلاغ الحركة بشكل رسمي عن الآلية التي سيتم فيها اختيار الحجاج من أسر الشهداء ضمن مكرمة العاهل السعودي.

وأشار المصدر إلى أنّ أهالي الشهداء "يريدون توضيحاً وكشفاً للغموض الحاصل"، مؤكداً أنّ "هذه المكرمة هي حق لجميع أسر الشهداء، ويجب أن يتم اختيار العدد المطلوب بطريقة نزيهة، لأنه لا فرق بين أبناء الشعب الفلسطيني باختلاف فصائله وشرائحه"، على حد تعبيره.

ودعا المصدر من حركة "فتح"، وزير الأوقاف في الحكومة التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله، محمود الهباش، إلى "توضيح ما يجري، والخروج للجمهور بتوضيح يزيل حالة السخط والغموض لدي المواطنين"، وفق قوله.

وقال المصدر في المقابل إنّ حركة "فتح"، "تثمِّن الدور السعودي ومواقف العاهل السعودي ووقفته المشرفة لجانب الشعب الفلسطيني وقضيته"، وفق ما ورد.

وقد آثار اختيار الأسماء حالة من السخط الشعبي والجماهيري خاصة في وسط أهالي شهداء الحرب الأخيرة على غزة بعد تصريحات رسمية صدرت عن وزير الأوقاف بان المكرمة ستشملهم الامر الذي لم يحدث .

مصادر في وزارة الأوقاف الفلسطينية قالت:" إن الأسماء تم اختيارها بشكل مهني"، موضحةً أنه تم اختيار الأسماء لتشمل العائلات التي تعرضت لمجازر خلال الحرب الأخيرة على غزة واكدت ان المكرمة شملت أسماء لقيادات من كافة التنظيمات الفلسطينية.

وكالة فلسطين اليوم راجعت بعض التنظيمات والتي لم تخفِ وجود أسماء لبعض القيادات الفلسطينية، لكنها اعترضت على الآلية التي تم اختيار أسماء الشهداء من خلالها، موضحةً أنه من حق عائلات الشهداء الذين استشهدوا خلال الحرب أن يشاركوا في هذه المكرمة.

وبيّن قيادات تلك التنظيمات أن الأسماء القليلة التي وجدت لقيادات من فصائل المقاومة دون حركتي "فتح" و"حماس" وضعت من باب ذر الرماد في العيون، وأكدوا رفضهم القاطع لهذه الطريقة، والثنائية في اختيار الأسماء.

وقد أبدت مصادر في وزارة الأوقاف الفلسطينية قلقها من نجاح المكرمة بعد نفاد الوقت، خاصة بعد أن تم تأخير اختيار أسماء الحجاج في المكرمة نتيجة حالة الإنقسام الموجودة بين طرفي الوزارة في الضفة وغزة لمدة تزيد عن 48 ساعة.

وكشفت مصادر خاصة لـفلسطين اليوم النقاب عن أن وزارتي الأوقاف التابعتين لحكومتي الضفة والقطاع، أعدتا قوائم خاصة بهما للمكرمة السعودية، وعادتا لاختيار قائمة موحدة ضمن كوته ترضيهما.

وبيّنت المصادر أن جدالاً استمر لمدة يومين بين الطرفين كاد أن يلغي المكرمة وسفر الحجاج خاصة بعد أن تمترس الطرفين لوضع الأسماء الخاصة بحزبيهما دون مراعاة للآخرين .