خبر الفنانون السوريون شاهدوا بأم أعينهم تهريب « عروسة » عبر أحد الأنفاق

الساعة 09:37 ص|23 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة

قدمت جمعية المستقبل للثقافة والتنمية برعاية المساعدات الشعبية النرويجية مسرحية بعنوان "الشياطة" والتي شرحت بطريقة درامية المشاكل الاجتماعية وقضايا أخرى شخصها الشباب مثل قضية اللاجئين وحلم العودة والاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية والوحدة الوطنية والفقر والبطالة وقضايا أخرى.

وعكست المسرحية بصورة خاصة محافظة رفح لما ترك لها موقعها الجغرافي وميزها بظاهرة أنفاق التهريب بعد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

أجتمع لحضور المسرحية لفيف من الشخصيات المجتمعية، إلى جانب نخبة من الفنانين السوريين على رأسهم الفنان دريد لحام وجمال سليمان.

وأبرزت المسرحية دور الأنفاق باعتبارها سلاح ذو حدين إضافة إلى مساهمتها بتخفيف عبئ الحصار الإسرائيلي على المواطنين، وبالمقابل ساهمت بقتل العديد من المواطنين الذين يعملون بها.

وعكست المسرحية دور صاحب النفق المتسلط في معاملته للعاملين بنفقه الخاص، حيث جسد بلال الزينى صاحب النفق شخصية "أبو مخلص" المتحكم بالعمال من خلال سوقية كلماته، فقد ظهر تسلطه من خلال معاملته القاسية وعدم مراعاته لظروف العاملين واظهر قسوته من خلال معاملته للطالب الجامعي والذي قام بدوره أيمن النحال من خلال تجسيده لشخصية الطالب "رائد" ومعاملته أيضاً لبائع الشاي "زغلول" الذي قام بدوره إبراهيم قشطة وهي الشخصية المغلوب على أمرها بسبب متطلبات عائلته التي تفوق قدرته واحتماله.

كما أظهر صاحب النفق تسلطه من خلال سلوكه السيئ سواء بالألفاظ أم بإعطاء المحتاجين لنفقه حبوب "الترامال" ليدفعوا أبهظ الأثمان دون دراية.

وذلك ظهر من خلال محمود أبو طه الذي جسد شخصية "طارق" (العريس) والتي تدور حكايته عن عجزه لإحضار عروسه التي جسدتها هايدى القططى من خلال شخصية "صابرين" اللاجئة والتي تقطن لبنان وباعدت ظروف الحصار الاسرائيلى بينها وبين طارق العريس.

وهذا جعل طارق يقرر الذهاب لصاحب النفق وعرض عليه مبلغ كبير من المال لإحضار عروسته صابرين من خلال النفق.

من جهة أخرى، برز دور الصحافة من خلال ماهر عزوم الذي جسد شخصية الصحفي "قصي" في الكشف عن الأنفاق وأخطارها وتسلط القائمين عليها، من خلال مهارته المهنية وتمكنه من فن المراوغة، حيث ظهر أمام صاحب النفق المتسلط وأقنعه بمراوغة ماهرة أنه سينتج له فيلماً وسيصنع منه بطلاً مخلصاً الناس من مشاكلها إلى أن وافق صاحب النفق على بقائه واندمج مع العاملين يقتنص الفرصة لإحضار أي خبر يخص الأنفاق ليكشف الجريمة التي يرتكبها أصحابها بحق المواطنين، مستغلين صعوبة ظروفهم.

ودارت أحداث المسرحية حيث وافق صاحب النفق المتسلط على إحضار العروس من خلال نفقه بعد تسلمه مبلغاً خيالياً من قبل العريس، وذلك من خلال "الشياطة" وهى الأداة التي سيضع العروس عليها لتنقل خلال النفق.

وكانت فرحة العروسين لا توصف حيث سيلتقيان بعد زمن غير بسيط ولا يعلمان ما يخبئه لهم القدر والنفق من أخطار.

وهنا دار الصراع في المسرحية حيث تم إبلاغ "العروس" بتجهيز نفسها والانتظار لحين إعطائها الموعد، وتم الاتفاق على كلمة سر ليتعرف عليها العاملين بالنفق وكانت هذه الكلمة هي "الشياطة".

عندها هللت صابرين المنتظرة هذا اليوم بفارغ الصبر لتتزين بفستانها الأبيض وطرحتها البيضاء التي حرمها منها الحصار البغيض للقطاع وتلقى أهلها البشرى أنها ستزف لعريسها الذي انتظرها, وجاءت ساعة الصفر معلنة قدوم العروس لكن بدون هودجها حيث كانت الشياطة بديلة عن هودج العرس لصابرين,واجتمع العمال بما فيهم المتسلط صاحب النفق وعملوا على إدخال صابرين لعريسها .

وبمجرد أن ظهر ولاح فستانها الأبيض لعريسها هلل الجميع بمن فيهم عمال النفق بوصول صابرين ولكن كانت معاناتهم لا توصف حيث سال عرق الجبين وتقطعت أنفاسهم بسبب صعوبة سحبها للداخل .وهنا كانت الكارثة حيث قامت طائرات الاحتلال الاسرائيلى بقصف المنطقة وقام الجميع بالاختباء ولم يعرفوا لأي مكان يتجهون فأصبح الكل يبحث عن وسيلة للنجاة لكن كانت الفاجعة أقوى من الجميع حيث منهم من لقي حتفه ومصرعه وتوفى على الفور حتى اغبرت سماء المنطقة ولاحت أمام صابرين كتلة السواد الغاشمة لأنها فقدت عريسها المنتظر وأيقنت انه توفى .

وجدت صابرين نفسها بحلقة مفرغة لا تعرف بداية النفق من نهايته وأخذت تصرخ بأعلى صوتها لتجد احد ينقذها لكن صوتها وصراخها يعود من حيث أتى.

و كانت المفاجأة الكبرى سمعت صابرين صدى صوت من بعيد ينادى عليها ليقول لها أنه ما زال حيا وكان صوت عريسها .وعندها فاقت فرحة صابرين الوصف وتمت عودتهما لبعضهما بعد الفراق الأليم الذي عانوه من أثر الحصار الذي شتت شملهم .ودارت السنون ومرت وخرج رائد ليقول بأعلى صوته رغم الحصار ورغم الاحتلال سيبقى الصمود وسننتصر على همجية المحتل بتشتيتنا وتهجيرنا ولصق اسم لاجئ على جبيننا وقام بالدور محمد جودة .هكذا كانت فكرة الشياطة معبرة ومجسدة للواقع الأليم حيث وضحت ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ألام وقهر فلا أحد يسلم من أثار الحصار التي زجت بالجميع لان يكون النفق وسيلة للرزق.