خبر الصحفيون المقدسيون: الاحتلال يعاملنا بهمجية وقسوة كي لا نغطي الفضائع التي يرتكبها

الساعة 06:14 ص|23 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

اعتدت عناصر من الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية، مؤخراً، على سبعة من الصحافيين المقدسيين خلال تغطيتهم عملية هدم المنازل في حي سلوان، والتي حدثت في ثلاثة أماكن متفرقة في المنطقة، بالضرب والشتائم ورش الغاز وإطلاق الرصاص المطاطي عليهم وإصابة اثنين منهم .

وذكر الصحافيون أن القوات الخاصة استخدمت نوعاً جديداً من الرصاص المطاطي لأول مرة، ويمكن أن يؤدي إلى الموت المحتَم، وقد استهدف القناصة به عمداً اثنين من الصحافيين، وتم ضرب مصور "الجزيرة" الانكليزية مأمون صيام بوحشية مرتين من قبل مجموعة من القوات الخاصة وأصيب برضوض في كتفه ورقبته وحاولوا كسر كاميرته، وكذلك حين حاول الهروب من الرصاص الذي استهدف مصور تلفزيون فلسطين نادر بيبرس خلال تواجده على سطح أحد المنازل ليتمكن من التصوير ومزاولة عمله.

وأكد الجميع أن عملية التضييق عليهم ومحاولة منعهم من التقاط الصور في مكان الحدث هي قضية مستمرة ودائمة، ولفتوا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتعرضون فيها للضرب، بل إن عدداً كبيراً منهم تعرض للتنكيل القاسي عشرات المرات. والمفارقة أن ثلاثة من الصحافيين المستهدفين يحملون البطاقة الصحافية التي تمنحها المؤسسة الإسرائيلية، ولكن بدلاً من أن تسهل هذه البطاقة عملهم، فقد باتت وسيلة للتضييق على عملهم في أحيان معينة، ولا يتم احترامها من قبل عناصر الجيش، وكذلك الشرطة الإسرائيلية التي تحرص على التضييق عليهم في كل مناسبة.

ويؤكد الاعتداء الجديد الحالة المزرية المستمرة التي يعانيها الصحافي المقدسي، وحالة التضييق المستمر الذي يلاحقه.

والصحافيون الذين تعرضوا للاعتداء هم: ديالا جويحان، المصور الصحافي لشركة "بال ميديا" حمزة نعاجي، مصور "تلفزيون فلسطين" نادر بيبرس، مصور شركة "رويترز" سنان أبو ميزر، مصور صحفية "القدس" محمود عليان، مصور "الجزيرة" الانكليزية مأمون صيام، مصور "سي ان ان" كريم خضر.

وقد تحدثوا عن تفاصيل الاعتداء عليهم وما  تعرضوا له من تنكيل على الشكل الآتي:

الصحفية ديالا جويجان: "حاول عناصر الجيش إبعادي بصورة همجية عن مكان عملية الهدم، تجمع الصحافيون في مكان واحد لتغطية عملية الهدم في حي سلوان والتي حدثت في أماكن عدة في الحي نفسه، تجمعنا حين هدموا "جمعية سيدات البلدة القديمة" لم يسمحوا لنا بالاقتراب لالتقاط الصور والتغطية كالعادة، اقترب منا الجنود ودفعونا بأيديهم وببنادقهم بعنف ليبعدونا، دفعني أحدهم ببندقيته وبيده، شعرت بالمهانة الشديدة، هم يحاولون أن يضيقوا علينا وخلق بلبلة في المنطقة، هذه المرة الخامسة تقريباً التي أتعرض فيها للتنكيل من الجيش والشرطة الإسرائيلية، يقوم الاحتلال بعملية طمس للحجر والبشر على حد سواء في القدس ويحارب الإعلام كونه يلعب دوراً جيداً في كشف حقائق الممارسات والانتهاكات  التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية في البلدة القديمة، فيحاول الاحتلال إعاقة الصحافيين ومنعهم من ممارسة عملهم. نعاني كصحافيين مقدسيين من التمييز بين الصحافي الإسرائيلي والمقدسي، فالأول يدخل بسهولة وتقدم له جميع التسهيلات لأداء عمله ولا يمارس بحقه أي تنكيل وهو يبرز سيئات المواطن المقدسي مقابل ايجابيات المؤسسة الإسرائيلية .

حاولنا خلال عملية الهدم أن ننقل الصورة والرسالة للعالم، لكننا أُبعدنا ومُنعنا من دخول المكان، رأيت بأم عيني ما يحدث من بعيد وحاولت نقل الصورة بالكلمات بعدما تعذَر عليَ التقاط الصور،

رأيت التنكيل الذي مورس  بحق الناس المتواجدين، رش الغاز في عينيِ أحد الأطفال الذي جاء للتحدث مع أحد الحراس فقام برش الغاز على عينيه مباشرة وبصورة استفزازية، وعانت النساء يومها من بعض الانتهاكات، فقد طاردونا حين حاولنا التقاط هذا المشهد ولم يحترموا عملنا. يعاني المواطن المقدسي من عمليات الهدم المستمرة، ونرى كل شيء أمام أعيننا ومن بعيد ويتعذر علينا التقاط صورة واضحة ويتم إبعادنا من ساحة الحدث بهدف التعتيم الإعلامي".

مصور صحيفة "القدس" محمود عليان: "تعرضت لمعاملة قاسية وهمجيه من قبل عناصر الجيش المتواجدة في المكان وكنت برفقة مجموعة من الصحافيين، حاولوا إبعادنا من ساحة الحدث لمنعنا من نقل ما يجري، ونقل الصورة الحقيقية للانتهاكات التي تمارس بحق المواطنين المقدسيين، دفعونا بأيديهم بطريقة قاسية وهمجية ولم يحترموا مهنتنا الصحافية، لم تقع أي إصابة، إنما الذي حدث يُعدُ انتهاكاً مستمراً بحق الصحافيين المقدسيين لمنع وصول الصورة الحقيقية ونقل الحدث للعالم. يمنعوننا دائماً من الاقتراب من مكان الحدث ويبعدوننا حوالي الكيلومتر عن المكان، ونحاول الوصول بطرق التفافية. وهذه ليست المرة الأولى التي أتعرض فيها لمثل هذا الانتهاك من قبل الجيش والشرطة، فحين تواجدت في الشيخ جراح

قبل شهرين عندما استولى المستوطنون على بيت الغاوي، حاول أحدهم إنزالي عن الدرج وحاول ضربي أمام الشرطة لكنهم منعوه وأبعدوه وكذلك أبعدوني".

مصور "بال ميديا" حمزة نعاجي: "نعاني كصحافيين مقدسيين من ممارسات الجيش وانتهاكاته القاسية وفي شكل دائم، فعند حدوث هدم للمنازل، تقوم الشرطة والجيش في شكل مقصود بإبعادنا عن مكان الحدث، وينتهزون فرصة وجود الصحافي لوحده حتى يقوموا بضربه والتنكيل به واهانته والتهويل عليه بسلاحهم ليبتعد عن مكان الحدث. وفي ذلك اليوم حين تجمهرت القوات الخاصة حولنا لمضايقتنا وإبعادنا بطريقة همجية، كنت بين مجموعة الصحافيين، قام الجنود بضرب مراسل الجزيرة الانكليزية مأمون صيام وحاولوا تكسير كاميرته، حاولت التقاط صورة لهم  لكن جندياً قام بوضع يده على الكاميرا ومنعني من التقاط أي صورة. وفي شكل عام يكون التضييق أيضاً بأشكال أخرى، فالشوارع الرئيسية تكون مغلقة ونصل إلى مكان الحدث بطرق التفافية ونضطر للصعود إلى أسطح المنازل لالتقاط الصور، هذه الانتهاكات صارت عادية وطبيعية بالنسبة إلينا على الرغم من اننا نرفضها فلا نجد أي شرطي أو جندي يتعاون معنا".

مصور "تلفزيون فلسطين" نادر بيبرس: "نحن كمصورين صحافيين في القدس نعاني الأمرَين، فنحن نقف أمام المدفع كما يقال، مشكلتنا باتت غير محصورة بانتهاكات قوات الاحتلال بل زاد الطين بل التنكيل الذي نناله من الشباب المتظاهرين أنفسهم لاعتقادهم أننا مستعربون لتصديقهم الإشاعة المنتشرة في القدس عن ظهور مستعربين بزي مصورين، لقد رشقني الشباب بالحجارة في العيسوية لاعتقادهم أني مستعرب، ومن جهة أخرى فإننا نقف دائماً أمام نيران الجيش، فلأول مرة شهدت في ذاك اليوم إطلاق نوع جديد وخطير من الرصاص المطاطي الذي يمكن أن يقتل، أطلقه الجنود عليَ بصورة مباشرة وأنا على سطح أحد المنازل، مرت الرصاصات بجانب رأسي وصوتها ما زال يطن في أذني، هربت منها ووقعت وما زلت أعاني رضوضاً وآلاماً في قدمي بسبب وقوعي بعد أن قفزت عن سطح المنزل، وما زلت أمشي بصعوبة. نحن نسمع في شكل دائم كلاماً بذيئاً وجارحاً من الجنود، ولكن ما يؤلمني أكثر هو أن أسمع التجريح والتشكيك ينبعث من أبناء شعبي. هذه ليست المرة الاولى التي أصاب بها ويمكن هي الثامنة، نحن كصحافيين مقدسيين نعمل لإبراز الحقيقة ولن تمنعنا هذه الانتهاكات من الاستمرار في عملنا".

مصور وكالة "رويترز" للأنباء سنان أبو ميزر: "كنت واقفاً بين مجموعة الصحافيين التي تعرضت للتعامل الهمجي من قبل الجيش، نعاني في شكل دائم من معوقات وانتهاكات تمنعنا حتى من الوصول إلى مكان الحدث بسهولة وتؤخر وصولنا. وفي ذلك اليوم أغلق الشارع الرئيسي ما اضطرنا للسير بطرق التفافية، واستغرق وصولنا ساعات، ونضطر إلى إيقاف سياراتنا في مكان بعيد والذهاب مشياً في كثير من الأحيان. معاناتنا كمصورين وصحافيين مقدسيين مستمرة، تعرضت للضرب وتكسير كاميرتي مرات عدة خلال السنتين الماضيتين، العام المنصرم تعرضت للضرب من قبل الجنود في يوم الجمعة الثاني من شهر رمضان حين حاولت تغطية الشعائر الدينية، منعت من تغطية الحدث ولم تُحترم البطاقة الصحافية التي أحملها وداس أحد الجنود عليها بعد أن رماها أمامه حين عرضتها له، وعلى الرغم أن المؤسسة الإسرائيلية هي التي تمنحها لنا وأحملها كوني أعمل مع وكالة أجنبية، إلا أن هذه البطاقة لم تمنحني أي تسهيلات بل حين يعلمون اني صحافي عند نقاط تفتيش الجيش يعيقون عملي أكثر ويؤخرون وصولي بدلاً من تسهيل أموري. لا يتم احترام حرية الصحافة حين نتحدث عن تغطية الخبر في منطقة القدس والتي فيها احتكاك دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

مصور "الجزيرة" الانكليزية مأمون صيام: "تعرضت للاعتداء بالضرب مرتين من قبل عناصر الجيش وحاولوا تكسير كاميرتي لكني منعتهم من ذلك. فقد هجمت علي عناصر من القوات الخاصة وضربوني مرتين، الأولى حين كنت أغطي عملية الهدم في العيسوية والثانية حين تواجدت مع مجموعة الصحافيين خلال هدم مبنى "جمعية سيدات البلدة القديمة". وهذه المرة أيضا ضربوني بوحشية وحاولوا كسر كاميرتي، دافعت عنها بشراسة وكأنها ابن لي بعد أن رموها على الحائط فتلقيتها بيدي لأحميها وتلقت يدي الضربة، ولم يدعنا الجنود نقترب للتصوير ولم يحترموا بطاقاتنا الصحافية التي تمنحنا إياها المؤسسة الإسرائيلية، وحتى لو كنا تابعين لوكالة أجنبية. أعاني جراء الضرب الوحشي من إصابة ورضوض بالكتف والرقبة ما منعني من الذهاب للعمل، وقد تعرضت في اليوم نفسه لإطلاق ثلاث رصاصات مطاطية من القناصة مرت بجانب رأسي وكان من الممكن أن تودي بحياتي، والتقط مشهد وقوفي أمام القناص حين أطلق الرصاص المطاطي نحوي، وعرض المشهد خلال  نشرة "الجزيرة" الإخبارية. هذه المرة العشرون التي أتعرض فيها لمثل هذا الاعتداء، فقد تعرضت قبل حوالي الشهرين لمحاولة قتل في قرية بلعين بالقرب من الجدار، فبعد انتهاء التظاهرة، علقت في مغارة بعد أن رجعت لأخذ الأجهزة وألقيت علي 15 قنبلة غازية أدت إلى انهيار الجدار ووجدت نفسي

من دون مهرب ونجوت حينها من الموت بأعجوبة، وأظن أن العملية كانت مقصودة. هناك استهداف مباشر للصحافيين وخاصة المصورين، فهم غير معنيين بوصول الحقيقة للعالم وباتوا يطلقون النار على المصورين والصحافيين في شكل مباشر، ولكن على الرغم من المخاطر كلها نحن سنستمر في عملنا ولن نتوقف ولن يردعنا شيء".

مصور "سي ان ان" كريم خضر: "تواجدت بين الصحافيين الذين تعرضوا للاعتداء والمعاملة الوحشية من قبل القوات الخاصة، كان تعاملهم معنا فظاً ومهيناً وقاسياً، وهذا يعيقنا عن أداء عملنا بنجاعة، ولا سيما أننا نحمل البطاقات الصحافية والتي لا تحترم من قبلهم، فهم يقومون بإبعادنا عن ساحة الحدث ويمنعوننا من التقاط الصور عن قرب ويصرخون علينا في شكل دائم ويهددوننا، ويعتدون على الصحافيين بشتى الوسائل ويهينونهم في شكل دائم، ولا يفرقون بين الصحافي الذي يحمل بطاقة ومن لا يحملها، فلا يوجد احترام للصحافي الفلسطيني حتى وان كان يعمل لصالح وكالة أجنبية، هم لا يريدوننا أن نغطي الأحداث، الاعتداء دائم ومستمر ويعيقنا ويضايقنا خلال عملنا ويحتِم علينا أخذ الحيطة والحذر من الاتجاهات كافة".