خبر الطريق إلى دمشق مفتوح .. هآرتس

الساعة 10:20 ص|22 نوفمبر 2009

بقلم: اوري سفير

شيء ينضج بين واشنطن ودمشق: الرئيس براك اوباما ورئيسة الخارجية هيلاري كلينتون يكثران من الحديث عن السلام الاقليمي وليس فقط عن السلام الاسرائيلي – الفلسطيني والرئيس السوري بشار الاسد يدعو اسرائيل الى استئناف المحادثات. على اسرائيل ان  تنظر بجدية في الدخول في مفاوضات حول السلام مع سوريا، وتبني مبادرة امريكية لتسوية تتضمن انسحابا اسرائيليا من الجولان، ترتيبات أمنية واقامة محميات طبيعية ومناطق سياحية في الجولان.

اذا ما بردت سوريا علاقاتها مع ايران وحلفائها واختارت السلام، فان اسرائيل ملزمة بان تسير بنحوها – حتى مقابل الجولان. رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يجب ان يتبنى نهجا واقعيا للمفاوضات وان يأخذ بالحسبان ايضا تغييرا في التركيبة الائتلافية وضم كديما الى الحكم.

كرئيس للوفد االاسرائيلي للمفاوضات مع سوريا في نهاية 1995 وبداية 1996 من الصعب علي ان اصدق بأن المواقف المبدئية للسوريين قد تغيرت منذ ذلك الحين. فقد تلقت سوريا وعدا امريكيا، "الوديعة" التي سلمها رئيس الوزراء اسحاق رابين لوزير الخارجية وورن كريستوفر: اذا ما استجيب لكل المصالح الاسرائيلية، ولا سيما في مجالات الأمن وجوهر السلام، فستكون اسرائيل مستعدة لانسحاب شامل من الجولان. رابين لم يحدد مكان الحدود بينما السوريون طالبوا بخطوط 1967. في مجالات الامن والسلام حققنا تقدما ولكن المحادثات توقفت في اعقاب الارهاب الفلسطيني واللبناني وحملة "عناقيد الغضب".

على حكومة نتنياهو ان تفهم بانه دون انسحاب شامل من الجولان – لن تكون تسوية. اسرائيل لا يمكنها ان توافق على خطوط الرابع من حزيران 1967 مما سيجلب السوريين الى بحيرة طبريا. على الحدود ان يكون حل وسطا بين الخط الدولي من العام 1923 وبين خطوط 1967.

لدى سوريا جيش دائم ولنا جيش احتياط، وعليه ينبغي الضمان في الا ينطلق السوريون نحو هجوم مفاجىء: يجب الاصرار على تجريد السلاح في عمق سوريا، بحيث يستغرق جلب دبابة الى خط الحدود 48 ساعة. استثنائية ستكون منطقة دمشق، حيث تحتفظ سوريا بالقوات لضمان أمن النظام. على اسرائيل ان تصر على ان تبتعد سوريا عن ايران، حزب الله وعن حماس والا تسند وتستضيف منظمات ارهابية. السلام مع سوريا، حتى على حد تعبير السوريين، هو مدخل لسلام شامل في الشرق الاوسط.

الولايات المتحدة تقوم بدور أمني، في تقديم المعلومات الاستخبارية لاسرائيل، الرقابة على الترتيبات الامنية ويحتمل ان تفعل ذلك ايضا بتواجد لقوة لها في الجولان. على اسرائيل ان تنظر في اقامة حلف دفاعي مع الولايات المتحدة، كجزء من "رزمة السلام" مع سوريا.

اما بالنسبة لجوهر السلام، فعلى اسرائيل ان تصر على التطبيع الكامل. لقد وافقت سوريا على علاقات تجارية وسياحية. ومن المهم الا ينحصر التطبيع في وثائق قانونية، بل ان تقام ايضا مشاريع مشتركة. مرغوب فيه ان يصبح الجولان منطقة سياحية خاصة، تتضمن محميات طبيعية وفنادق يسمح للاسرائيليين ايضا بزيارتها. السياحة ستكون ايضا ضمانة امنية.

على السلام ان يحقق حلا للاحتياجات المائية لاسرائيل وسوريا. من المهم ان تواصل المياه من سوريا ولبنان التدفق الى اسرائيل ويجب  التخطيط لمشاريع تحلية مشتركة للدول الثلاثة.

امكانية السلام مع سوريا تعتبر في نظر الكثيرين، ولا سيما في اليمين، غير عملية او نقمة. ليس هكذا هو الامر. هذا هو السلام ذو القيمة الامنية الاكبر لاسرائيل، والتقدم مع سوريا لن يأتي على حساب المفاوضات مع الفلسطينيين وهو ضلع هام في مبنى السلام الاقليمي المنشود. على حكومة نتنياهو ان تستغل المواقف الامريكية، فتتقدم في هذه الاتجاهات وتحرص على أمن اسرائيل على المدى البعيد.