خبر يلتقي مبارك ويهاتف عاهل الأردن.. بيرس يسعى لتسويق مبادرته في العالم العربي

الساعة 06:10 ص|22 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

قرر رئيس الدولة العبرية شمعون بيريس، تسويق خطته لتحريك المسيرة السياسية في العالم العربي على أمل التأثير على رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) لقبولها. وسيزور مصر من أجل ذلك، للقاء الرئيس حسني مبارك، وسيتصل هاتفيا بالعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وعدد آخر من القادة العرب حسب قوله لإقناعهم بها. وحسب مزاعم مصدر مقرب منه، فإن الاتصالات الأولية مع عدد من العواصم العربية، أعطت إشارات تدل على أن هناك اهتماما بها. وأن مسؤولين عربا قالوا إنها تستحق الدراسة.

 

يذكر أن وزير الحرب، ايهود باراك، يعتبر شريكا في خطة بيريس.

 

وحسب مصادر مقربة من بيريس فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أيضا يؤيدها، لكنه يمتنع عن التصريح بموقفه منتظرا ردود الإدارة الأميركية والعالم العربي عليها. في الوقت نفسه، تلقى المبادرة تأييدا حذرا في الساحة السياسية الحزبية في إسرائيل، بما في ذلك أوساط واسعة من قادة حزب الليكود.

 

والخطة كما أعلنها مقرب من بيريس ونشرت في صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، مبنية على مبدأ دولتين للشعبين، وتكليف الإدارة الأميركية بمسؤولية إدارة المفاوضات حولها وتقديم رسائل ضمانات منها إلى كل طرف. وفي نهاية المطاف تحكي عن قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، بمساحة شبيهة بمساحة الأراضي الفلسطينية قبل احتلالها عام 1967 مع تبادل أراض يضمن بقاء غالبية المستوطنات في تخوم إسرائيل، وتعويض الفلسطينيين عن أراضي المستوطنات بأراض مساوية لها في المساحة من الأراضي التي بحوزة إسرائيل منذ سنة 1948.

 

ويتضح من المعلومات الإضافية عن الخطة، التي نشرت أمس في تل أبيب، أن مشروع بيريس يتجاوب مع الشرط الفلسطيني بعدم استئناف المفاوضات من دون تجميد تام للبناء الاستيطاني، بحيث تعلن إسرائيل في البداية عن تجميده في القدس والضفة الغربية لمدة ثلاثة شهور. وتبدأ عندئذ مفاوضات مكثفة في واشنطن، على طريقة المفاوضات التي أعقبت مؤتمر مدريد للسلام في أكتوبر (تشرين الأول) 1991، أي تبقى الوفود التفاوضية في العاصمة الأميركية ويعود كل وفد إلى بلده للتشاور فقط في نهاية الأسبوع، ثم يستأنف المفاوضات في مطلع الأسبوع التالي. وتقسم خطة «بيريس ـ باراك» التسوية إلى مرحلتين، في الأولى تعلن دولة فلسطينية بشكل رسمي في حدود تعادل 50 ـ 60% من الضفة الغربية مناطق «أ» و«ب»، أي مساحة الأراضي التي تقوم عليها السلطة الفلسطينية اليوم، مع إضافة مناطق أخرى تضمن التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية.

 

وفي المرحلة الثانية تنتقل المفاوضات إلى مرحلة جديدة، حيث تصبح بين دولتين. ولكن قبل بدئها تقدم الولايات المتحدة ضمانات لكل طرف حول طلباته الأساسية. فتتعهد واشنطن للفلسطينيين بأن لا تطول مفاوضات التسوية الدائمة أكثر من سنة إلى سنتين كحد أقصى.

 

وأن تكون مساحة الدولة الفلسطينية في التسوية الدائمة بنفس مقدار مساحة الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967. وأما رسالة الضمانات لإسرائيل، فتتضمن التعهد الأميركي باتفاقات أمنية مناسبة للمطالب الإسرائيلية وأن تكون إسرائيل في التسوية الدائمة دولة الشعب اليهودي باعتراف عربي وأن تقيم علاقات سلام مع أكبر عدد من الدول العربية وأن لا تحل قضية اللاجئين على حساب إسرائيل. ونفى مصدر مقرب من باراك، أمس، أن تكون الولايات المتحدة غير متحمسة لهذا المشروع.

 

وكشف أن مسؤولين كثيرين في واشنطن يعرفون تفاصيل الخطة وقد باركوها وأن الرئيس الأميركي باراك أوباما مهتم بها ويدرس تفاصيلها ومن غير المستبعد أن يعلن تأييده لها، إذا وجد لها رواجا في السلطة الفلسطينية والعالم العربي. ولهذا جاءت خطوة بيريس لزيارة مصر ومحاولة إقناع الرئيس مبارك بتأييدها. كما أن أوساطا أوروبية عديدة اطلعت على تفاصيل هذه الخطة ورحبت بها لكنها تنتظر الموقف الفلسطيني والعربي منها. وأضافت هذه المصادر أن باراك يسعى لدفع هذه المبادرة إلى الأمام، ويسعده أنه يلقى ترحيبا واسعا بها داخليا وخارجيا.

 

أما في محيط نتنياهو، فقد ردوا بحذر وتحفظ شديد منها. فقال ناطق باسمه: «نحن نحاول منذ انتخاب هذه الحكومة استئناف المفاوضات. ولكن الطرف الفلسطيني هو الذي يعترض على ذلك. وبسبب هذا الاعتراض، تطرح مشاريع عديدة لفتح الطريق أمام استئناف المفاوضات. وبعضها مشاريع إسرائيلية. ومن جهتنا نتعامل بالاحترام والتقدير مع هذه المبادرات وندرسها بتأنٍ حتى نتوصل إلى أفضل السبل لاستئناف المفاوضات».