خبر بيل كلينتون يحذر الإسرائيليين من سياستهم: ستجدون أنفسكم وحيدين

الساعة 06:07 ص|22 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

حذر الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، الإسرائيليين من نتائج سياستهم التي لا تأخذ في الاعتبار مصالح الآخرين وتعتبر من يحاول مساعدتهم على تحقيق السلام والأمن، مثل الرئيس باراك أوباما، بمثابة أعداء لهم. وقال إن بهذه الطريقة ستجد إسرائيل نفسها وحيدة في العالم.

وجاءت كلمات كلينتون في مقابلة خاصة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نشرت في ملحق أمس. وحذر الإسرائيليين ثلاث مرات في المقابلة، من مغبة استعداء الرئيس أوباما. وسئل كلينتون: في سنة 2000 اقترحت أنت تسوية مع الفلسطينيين مبنية على الانسحاب تقريبا من كل الضفة الغربية وغالبية مناطق القدس الشرقية. ومع ذلك، ظللت ذا شعبية كبيرة في إسرائيل، بينما الرئيس أوباما، لم يقترح بعد تسليم العرب سنتيمترا واحدا، والكثير من الإسرائيليين يرون فيه أكثر الرؤساء الأميركيين عداء لهم في العصر الحديث. فها لديك تفسير لذلك؟

فأجاب:«أجل، يوجد عندي تفسير. ولكن قبل ذلك، عليكم أن تمتنعوا عن التفكير بأن أوباما هو عدو لكم. وكذلك الأمر عن هيلاري (زوجته، ووزيرة الخارجية الأميركية). أنا كنت قد اهتممت بإسرائيل قبل تولي الرئاسة. وصلت إلى إسرائيل في سنة 1981. وقلت في حينه إنه في حالة توفر الإرادة لدى الفلسطينيين والإسرائيليين بالتوصل إلى سلام، فإنني سأبذل كل جهد لمساعدتهم. وقد أسر هذا الموقف قلوب الناخبين اليهود. وعندما جرى تنصيبي رئيسا، كانت مفاوضات أوسلو السرية في أوجها. ثم توصلوا إلى اتفاق. وقمت بنسج علاقات ممتازة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحق رابين. وأيضا مع (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو، جرى تقدم كبير في اتفاقات واي بلانتيشن. وكذلك مع (وزير الدفاع الحالي إيهود) باراك. أما أوباما فالأمر مفهوم. فقد أكثرت الصحافة الأميركية من مهاجمته خلال المعركة الانتخابية بسبب علاقاته الجيدة مع اللوبي العربي في شيكاغو. ولم يحظ بتأييد العديد من أوساط اللوبي اليهودي».

وأضاف كلينتون: أوباما يريد أن تحققوا السلام وهو مستعد لمجابهة كل العقبات التي تقف في طريقكم في هذا السبيل. وأنا أعتقد أن أحد أسباب اختياره هيلاري لتكون وزيرة خارجية، هو كونها نائبة عن نيويورك، وقد خدمت القضية اليهودية أكثر من أي مسؤول أميركي آخر. وبناء على توصيتها تم اختيار جورج ميتشل مبعوثا خاصا، وهو الرجل الذي نجح في تحقيق سلام في أيرلندا. وقد قلت له إن السلام في أيرلندا سيكون مثل شرب كوب من الشاي بالمقارنة مع السلام في الشرق الأوسط. أنا لا أقول لكم أن توافقوا على كل ما يقال من طرف أوباما أو كلينتون. تستطيعون أن تعارضوا. ولكن اصغوا لما قاله نتنياهو عن موقف أوباما في الموضوع الإيراني. انتبهوا إلى جهود أوباما لمواجهة تقرير غولدستون. لا تتوصلوا إلى استنتاجات سلبية بسبب رغبته في تحقيق تسوية سلمية.

وسئل كلينتون عن توجه أوباما لتحسين العلاقات مع العالم العربي، وإن كان الموقف الإسرائيلي مبني على معارضة هذه السياسة. فأجاب كلينتون: من المفترض أن يكون هذا التوجه إلى العالم العربي والإسلامي في صالحكم. فالقادة العرب قلقون من تطور السلاح النووي الإيراني وغير ذلك من السياسات والممارسات الإيرانية. وهذه فرصة لكم. أنا أقيم علاقات جيدة في العالم العربي، وأعرف أن العرب صادقون وجادون في تأييد المبادرة السعودية. لا تقللوا من أهمية هذا التطور. أن إدارة أوباما تسير في الاتجاه الصحيح. وموقفها من الاستيطان صحيح وهو نفس موقف الإدارات الأميركية السابقة. وقد تجاوب نتنياهو بشكل أو بآخر مع هذا الموقف، عندما كان أول رئيس حكومة في إسرائيل يوافق على تجميد جزئي للاستيطان. وأعتقد أن هذا الموقف، يجب أن يتيح عودة الفلسطينيين إلى المفاوضات، مع أنني أتفهم أيضا الإحباط الفلسطيني. فقد اعتقدوا أن بإمكان الولايات المتحدة أن تفرض إرادتها على إسرائيل. وهذا غير صحيح، لأن عليهم أن يفهموا أن الإدارة الأميركية تأخذ بالاعتبار الأوضاع الحزبية داخل إسرائيل.

وأعرب كلينتون عن ثقته بأن أوباما ونتنياهو سيتفاهمان في نهاية المطاف، وقال: «قد أفاجئكم بما سأقول الآن. فأنا لن أصاب بصدمة، إذا رأيت نتنياهو يتوجه لإنجاح المسيرة السلمية».

ونصح كلينتون إسرائيل في ختام اللقاء بإدراك التطورات في المنطقة وعدم إغلاق عيونهم لما يجري. «أنتم اخترتم القدوم إلى هذه المنطقة. فإذا كنتم تريدون إقامة دولة يهودية ديمقراطية، عليكم أن تدركوا أن السلام وحده يوفرها. وإذا كنتم تتنازلون عن أي بند من البندين (يهودية وديمقراطية)، فإنكم ستجدون أنفسكم وحيدين وستعانون كثيرا من ذلك. اليوم يوجد لديكم شركاء في عملية السلام، فلا تضيعوا الفرصة».