خبر حينما يكون الاحتلال باسره احادي الجانب...!.. * نواف الزرو

الساعة 03:25 م|21 نوفمبر 2009

حينما يكون الاحتلال باسره احادي الجانب...!.. * نواف الزرو

 

ربما لم يحدث على امتداد سنوات المفاوضات الثمانية عشر السابقة بين الفلسطينيين و"اسرائيل" ان  قامت قيامة  تلك الدولة  على مستوى الحكومة والكنيست والاحزاب والاعلام  كما قامت وتحركت مؤخرا تهديدا ووعيدا للسلطة على تجرئها  فقط الاشارة الى امكانية اللجوء الى مجلس الامن  في قضية الدولة الفلسطينية...!

فقد دخلت السلطة الفلسطينية من وجهة نظرهم  حقل الغام وتجاوزت المحرمات، واعتبرت خطوتها التي لم تتم –حتى الآن- احادية الجانب، ما يستدعي من جهتهم اتخاذ خطوات احادية الجانب بالمقابل...!.

وكأن السلطة بذلك  اقترفت محرقة او جريمة  لا تغتفر عندما  تتحدث عن اللجوء الى الامم المتحدة تصوروا...!

-رئيس وزرائهم نتنياهويعلنها في كلمة ألقاها في "منتدى سابان "في القدس/16/11/2009  ب

"إن اي خطوات أحادية الجانب من الطرف الفلسطيني سوف تؤدي فقط الى نسف اطار الاتفاقيات بين الجانبين.. وربما ستقابل بخطوات أحادية الجانب من قبلنا".

- وزير البنى اللتحتية عوزي لانداو يعزز" إن المبادرة لإقامة دولة فلسطينية من جانب واحد هي وقاحة"، معتبرا أنها "خطوة عدائية تهدف إلى إحباط فرص إجراء مفاوضات ثنائية"، داعيا إلى "ضم المناطق المحتلة عام 1967 كافة إذا قرر الفلسطينيون اتخاذ خطوة من جانب واحد".

ومن جانبه قال وزير الداخلية، إيلي يشاي" إن هناك خيارات إسرائيلية للرد على خطوة فلسطينية من جانب واحد".

ونائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم يضيف:"إن على الفلسطينيين أن يدركوا أن خطوات من جانب واحد، لن تأتي بالنتائج التي يتوقعونها"، مهددا "بأن كل خطوة فلسطينية سيكون سترد عليها إسرائيل بالمثل".

ووزير الإعلام والشتات، يولي أدلشتين يتوعد"إن الفلسطينيين ما زالوا يتوقعون أنه عن طريق الإرهاب والتصريحات المتطرفة يمكنهم تحقيق إنجازات، آمل ألا يتجاوب المجتمع الدولي معهم".

الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز يعرب عن "معارضته لنية الفلسطينيين التوجه لمجلس الأمن مطالبين بالاعتراف بدولة في حدود عام 1967" قائلا إنه "لا يمكن إقامة دولة فلسطينية دون اتفاق سلام". وأضاف بيريز في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي"إن "مجلس الأمن لا يمكنه أن يغير قراراته كل أسبوع، وإلا فإن قراراته لن تحترم"! وتابع: "إن الأمم المتحدة اتخذت في نوفمبر عام 1947 قرارا بإقامة دولتين، يهودية وعربية، إلا أن العرب هم من لم يقبلوا".

وهدد وزير البيئة الاسرائيلي جلعاد اربان ب"وقف تحويل الاموال للسلطة الوطنية، واعادة تكثيف الحواجز العسكرية للجيش على مداخل القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة، اذا ما اعلن الفلسطينيون دولة من طرف واحد" مؤكدا انه" لن نسمح للفلسطينيين باعلان دولة من جانب واحد ثم يضيعونها؟".

وقال وزير الصناعة والتجارة بنيامين بن اليعيزر" لا اريد ان افسد عليكم حفلتكم لكن الواقع لا يبشر بخير ويتوجب علينا استئناف عملية السلام بالقوة".

وهاجم وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، خطة رئيس الحكومة الفلسطينية في رام الله، سلام فياض، الإعلان عن دولة فلسطينية خلال سنتين، وهدد ب"رد إسرائيلي على إن ذلك سوف يجر ردا إسرائيليا".

وقال ليبرمان "إن مبادرات الفلسطينيين أحادية الجانب لا تساهم في خلق حوار إيجابي بين الطرفين، وفي حال جرى الدفع بمبادرة فياض فلن يكون ذلك بدون رد إسرائيلي/31/8/2009 ".

وانضمت اليهم زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني  موضحة" أن نية الفلسطينيين الإعلان عن دولة فلسطينية من جانب واحد ليس مقبول إسرائيلياً / الأربعاء 18 / 11 / 2009 ".

ولم تتوقف المعارضة للدولة الفلسطينية على "اسرائيل"، بل انضمت اليها الادارة الامريكية  منحازة على نحو يتعارض مع كل وعود وتعهدات الرئيس اوباما، فأكدت:"أنها ترفض مساعى الجامعة العربية لإعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد".

وكذلك فعل الاتحاد الاوروبي الذي لحق بالادارة الامريكية معارضا النية الفلسطينية بالتوجه الى مجلس الامن بشأن الدولة، فاعتبر الاتحاد الاوروبي الطلب الذي تقدمت به اليه السلطة الفلسطينية لدعم مساعيها بهدف اعتراف مجلس الامن الدولي بقيام دولة فلسطينية مستقلة"سابقا لاوانه".

الى كل ذلك- يتجاهل العالم الامريكي الاوروبي الاممي ان تلك الدولة الصهيونية قامت بالاصل عبر مخططات مشاريع وخطوات وحروب احادية الجانب، وعبر سياسات تطهير عرقي ومجازر جماعية اقترفتها ضد اطفال ونساء وشيوخ وشبان فلسطين وعبر تدمير المجتمع المدني العربي في فلسطين على نحو احادي الجانب...!

فنحن عمليا امام نحو قرن من الزمن من الحروب والمجازر والمحارق الصهيونية احادية الجانب..!

وتثور ثائرتهم ويهددون ويتوعدون الفلسطينيين بالويل والثبور ان هم تجرأوا على التوجه الى مجلس الامن او على الاعلان –سياسيا واعلاميا- عن اقامة الدولة الفلسطينية ...!

فمنذ نشأتها ربطت الحركة الصهيونية ما بين ثلاثية الهجرة والارض والاستيطان، فوضعت المخططات لتهجير اكبر عدد من يهود العالم الى فلسطين للاستيلاء على الارض العربية الفلسطينية واستعمارها وذبح وتهجير اهلها في اطار مشروع صهيوني احادي الجانب..!   

واعتمدوا في ذلك عسكريا وامنيا واستعماريا استراتيجية الحروب اولا ودائما واستراتيجية الارهاب والمجازر الدموية الجماعية واستراتيجية تهجير السكان وتهويد المكان ...؟!!

وعلى مدى سنوات الصراع طوروا حروبهم ليستندوا فيها الى  استراتيجية الاجتياحات واعادة تشكيل المشهد الفلسطيني والى استراتيجية الجدران، ف"في كل صباح عندما يفتحون-اي الفلسطينيون- النافذة يرون خطوات احادية الجانب من طرف اسرائيل: فبناء المستوطنات هو عمل احادي الجانب، عنيف وعدواني، حقيقي وملموس، لا متبادل ولا رمزي، وفك الارتباط كان عملا احادي الجانب، والبناء في شرقي القدس والسيطرة على منازل الفلسطينيين هما عملان احاديا الجانب، الطرق الالتفاقية التي يحظر على الفلسطينيين

السفر فيها هي شق احادي الجانب للطرق، الاحتلال بأسره – ماذا هو ان لم يكن عملا احادي الجانب متواصل/

موريا شلوموت / اسرائيل اليوم".

وانتقالا الى اكذوبة عملية السلام والمفاوضات تبنت الدولة الصهيونية دائما استراتيجية احادية الجانب هي استراتيجية "اللاءات "و"المفاوضات بلا جداول زمنية" او "مواعيد مقدسة"، فنحن في الحقيقة أمام مشهد سياسي ومسار تفاوضي عقيم حينما تكون كل المفاوضات والمؤتمرات السلامية بلا "جداول زمنية" ملزمة ، وبلا "مواعيد مقدسة " تحترمها الاطراف، فنحن بالتالي امام  طريق مسدود حتما، وامام مفاوضات عقيمة متأزمة تتنفس تحت الماء ، وامام خيبات أمل فلسطينية وعربية متلاحقة، وحسابات فلسطينية مرتبكة ، لم تتطابق فيها أبداً حسابات الحقل مع حسابات البيدر ، الأمر الذي يبقي الملفات مفتوحة على كافة الاحتمالات بما فيها الاحتمال المرجح دائما في ظل الاحتلال بلا افق سياسي استقلالي وهو حتما الانتفاضات والمواجهات واسعة النطاق .

فحينما يكون الاحتلال باسره احادي الجانب، وفي مواجهة مثل هذه الحروب الصهيونية المفتوحة واحادية الجانب  على الشعب والقضية والحقوق يطرح على الاجندات الفلسطينية العربية بقوة  ذلك السؤال الكبير المزمن:

 لماذا لا يلملم الفلسطينيون والعرب اوراقهم واسلحتهم وهي كثيرة للدفاع عن انفسهم وللتصدي لتلك الحروب الصهيونية المفتوحة...؟!.

فهزيمة الاحتلال باعبائه واثقاله وترجماته وحقائقه على  الارض تحتاج الى وحطة واستراتيجية وارادة عربية حقيقية...!

 

[email protected]