خبر الحجاج يتحدون انفلونزا الخنازير ويستعدون للوقوف بعرفة

الساعة 03:22 م|21 نوفمبر 2009

الحجاج يتحدون انفلونزا الخنازير ويستعدون للوقوف بعرفة

فلسطين اليوم- مكة المكرمة - وكالات

يستعد الحجاج الذين وصل غالبيتهم الى مكة المكرمة لاداء الركن الاساسي في الحج بالوقوف صباح الخميس على جبل عرفات وسط مخاوف من تداعيات انفلونزا الخنازير ومخالفات من بعض الايرانيين.

   وتجاوز عدد الحجاج القادمين الى مكة مليون حاج (عدد غير نهائي) حيث يباشرون باداء العمرة والطواف حول الكعبة بلباسهم الابيض المميز انتظارا للوقوف في جبل عرفات وهو الركن الاساسي في الحج.

   ويضطر الحجاج القادمون من خارج مكة للوقوف على عدد من حواجز الشرطة والامن حيث يخضعون الى تدقيق في جوازات السفر وتاشيرات الدخول والتي يتوجب ان تحمل تأشيرة "حج" وفي بعض الاحيان ينتظرون ساعات عدة خصوصا في وقت الذروة مع ساعات المساء عند الحواجز الرئيسية.

   وتقول امنة 33عاما "توجهنا الى مكة بعد وصولنا الى مطار جدة وعلى الفور وتوقفنا على حاجز الشميسي (بوابة مكة للقادمين خصوصا من جدة) ساعة ونصف بسبب الازدحام الكبير لمئات السيارات" التي تصطف في طابور طويل.

   وتضيف المراة وهي مدرسة قادمة من قطر للحج والتي كانت بصحبة والدها "دققوا في تاشيرة الدخول قبل ان نمر على شيئ مر بسهولة لكن المشكلة الانتظار والتعب".

   ويقول ضابط امن طلب عدم ذكر اسمه "نسعى لمساعدة الحجاج ..هذه اجراءات امنية عادية ضرورية من اجل امن وسلامة ضيوف الرحمن (الحجاج)".

   وتبذل وزارة الداخلية السعودية جهودا مكثفة مدعومة بمائة الف عنصر امن في سبيل توفير الامن ومعالجة اي مخالفات قد تحدث من شانها ان تشوش العملية الامنية.

   وينتشر افراد امن في كل الطرقات والمداخل المؤدية الى خصوصا الى الحرم المكي ومناطق المشاعر المقدسة.

   ولا يمنع الازدحام غير العادي عند دخول الحرم رجال الامن من التدقيق وتفتيش الحقائب التي تثير شكوكهم واحيانا تنشغل نساء يرتدين النقاب الاسود في تدقيق حقيبة مع امراة.

   حيدر 30عاما وهو شاب ايراني خضع لتدقيق حقيبته عدة مرات لدى دخول الحرم ويقول "طلبوا (الامن) مني فتح حقيبتي دون ان يسالوا عن جنسيتي او اصلي وكان بداخلها حذاء وسجادة للصلاة" وتابع "التفتيش اعتيادي لاي شخص لا اشعر انهم يقصدوني..ونحن نحترم قوانين هذا البلد المقدس".

   ومن المتوقع ان تقيم البعثة الايرانية تجمعا اثناء الوقوف على جبل عرفات لاعلان "البراءة من المشركين".

   وكان نائب رئيس البعثة الايرانية علي قاضي عسكر قال لفرانس برس ان هذا التجمع "مراسم البراءة من الكفار والمشركين والظالمين تقليد سنوي عادي ولن تكون مخالفة لقوانين وانظمة الحكومة السعودية".

   ويعمل عشرات الاف ( ) العناصر الامنية في تنفيذ خطة امنية في الحرم والمشاعر المقدسة.

     وتزدحم كافة الطرق في مكة بمئات الاف الجاج الذين يعمدون للذهاب للحرم قبل ساعتين بواسطة حافلات صغيرة غالبيتها قديمة حيث بعض السائقين يرفعون الاسعار من ريال واحد الى خمسين في اوقات الصلوات رغم ان السيارات تكاد تسير من الازدحام.

   ويقول ادهم "بعض السائقين يستغلون حاجة الحجاج ويرفعون الاسعار بشكل جنوني ..هذا مزعج".

   ولا يتوقف الزحام في الطرقات بل تشهد الاسواق التي تنتشر قرب الحرم ازدحاما لا مثيل له سيما ان الحجاج يحرصون على شراء الهدايا لذويهم.

   ويمكن ملاحظة صناديق فيها الاف وجبات الطعام يطوف بها متبرعون من الاغنياء الى البنايات التي يسكن فيها حجاج خصوصا فلسطين والعراق.

   ولا تخلو المدينة المقدسة من حوادث مرورية يسعى الدفاع المدني لمعالجتها سريعا.

   وجرى اعداد حوالي 13750 عنصر وضابط للدفاع المدني في المشاعر المقدسة مزودين ب3000 من المعدات و900 سيارة حسبما يقول الفريق سعد التويجري مدير عام الدفاع المدني.

   ورغم عدم انشغال الحجاج بوباء انفلونزا الخنازير كثيرا الا ان هناك من يخشى من تداعيات هذا الوباء.

   ويؤكد وزير الصحة عبد الله الربيعة ان 12 مصابا عولجوا تماما من هذا الوباء من بين 20 حالة اشتباه بالمرض سجلت. موضحا ان تهيئة "14 مستشفى" في مكة المكرمة والمناطق المقدسة التي يزورها الحجاج خصوصا منطقتي منى وجبل عرفات وتضم هذه المشافي المجهزة بكافة المعدات والاجهزة الطبية 2782 سريرا اضافة الى 244 سريرا للعناية المكثفة.

   ووضعت لافتات ولوحات اعلانية في كل مكان لارشاد الحجاج على طرق الوقاية من المرض بينما تم رفع غالبية السجاد من داخل الحرم تحسبا من العدوى.

   وتم تزويد الحمامات في داخل الحرم والمرافق العامة بمعقمات ومواد صحية يحرص عاملون على تغييرها قبل ان تنفذ اضافة الى الاف قوارير مياه زمزم الصحية في .

     ومن شأن هذه التجهيزان مساعدة السلطات السعودية على مواجهة اية تداعيات قد تطرأ بشان هذا الوباء.

   ولا يبدي غالبية الحجاج بمختلف جنسياتهم قلقا واضحا ازاء المرض ،لكن عددا كبيرا من رجال الشرطة والامن في داخل ومحيط الحرم وبعض الحجاج يضعون كمامات للوقاية من العدوى.

   ويشير الرازي وهو مدرس ماليزي 59عاما الى انه يضع كمامة على انفه وفمه "تحسبا من العدوى من مرض انفلونزا الخنازير اوحتى الرشح".

   ومن المقرر ان يصعد كل الحجاج الى جبل عرفات مع شروق شمس يوم الخميس ثم ينزلون كالسيل البشري في وقت واحد فور الغروب متجهين لمشعر المزدلفة حيث يؤدون صلاتي المغرب والعشاء قبل ان يتوجهون سيرا على الاقدام او بواسطة حافلات الى "منى" والذي يبعد ثماني كيلومترات لرمي الجمرات (الحصى) وهي المنطقة التي تشهد الحوادث عادة.

   وعمدت السعودية الى وضع شاشات تلفزيونية كبيرة تعين الحجاج على وقت الرمي بدون زحام ومنعت حمل اي امتعة او افتراش الارض اثناء الذهاب للرجم.

   ويشير وزير الشؤون البلدية والقروية حبيب زين العابدين انه تم تركيب 600 كاميرا على الاقل في منطقة رمي الجمرات لمراقبة الحجاج وضمان الامن.

   وسيتخصص 10000 عنصر امن من المشاة لمنع افتراش الحجاج في الطرق المؤدية للمشاعر المقدسة كي يتم تلاشي الاذدحام وتوفير الامن ايضا.