خبر الاقتصاد الإسرائيلي.. مقاطعة في الإعلام فقط وازدهار في الاستيراد والتصدير!!

الساعة 11:08 ص|21 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم-وكالات

يعيش الاقتصاد الإسرائيلي في تناقض غريب، ويسود التناقض الغريب في الحلبة الإعلامية أن دولة اليهود هي الدولة الأكثر كرها ومقاطعة على الكرة الأرضية، وتقريبا ليس هناك من أحد، على استعداد لعقد صفقات تجارية معها.

ويقول أحد الإعلاميين الإسرائيليين: "يبدو لنا أن كل العالم ضدنا، وأننا بالفعل اقتصاد مغلق على طريقة شمال كوريا"، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام طرحت هذا الأسبوع فقط، محاولة فرض مقاطعة أكاديمية ضد إسرائيل في النرويج، بالإضافة إلى المقاطعة العربية وبعض الاتحادات المهنية، مثل ما حصل في بريطانيا.

وتُظهِر المعطيات الاقتصادية على الأرض، صورة مغايرة تماما، حيث اندمج الاقتصاد الإسرائيلي بشكل جيد في نظام العولمة، حيث يعتمد اليوم على الاستيراد والتصدير المزدهر.

وتقوم شركات إسرائيلية بالبيع والشراء في كل دولة في العالم، وتمتلك معظم الشركات الكُبرى في الاقتصاد الإسرائيلي مصانع إضافية في خارج إسرائيل، كما أن معظم الشركات العالمية لها فروع وممثليات في إسرائيل.

وتتمتع إسرائيل بشبكة متشعبة من اتفاقات التجارة والتعاون الاقتصادي، وهي تتميز بذلك بأنها من الدول القليلة التي لديها اتفاقات اقتصادية بهذه الكثرة.

وتساءلت صحيفة يديعوت بقولها: "هل المقاطعين والمشاركين هم أُناس مختلفون؟"، "أو أن المقاطعة شيء والواقع شيء آخر؟".

من جانبه قال رئيس معهد التصدير ونائب المدير العام للصناعات الجوية "دافيد آرتسي": "أنا لا أعتقد أنه يوجد على الأرض حقاً شيء اسمه مقاطعة ضد إسرائيل"، مضيفا "صحيح أن هناك مقاطعة رسمية، ولكنها لا تُؤثر في الواقع".

وتابع: "هناك تصدير إسرائيلي في كل مكان، ما عدا عدة دول تُعتبر من المعادية لإسرائيل، يُمنَع الإسرائيليين من التصدير إليها، مثل إيران وسوريا ولبنان، ولكن هناك تجارة مع السعودية، وهناك تصدير ملحوظ إلى العراق، وهناك تصدير لمعظم الدول العربية والإسلامية".

وأضاف "نقوم في السعودية والعراق بالتصدير عن طريق طرف ثالث، ولكنهم في المغرب وأندونيسيا يشترون منا البضاعة بشكل مباشر، ولكنهم يُزيلوا العلامة المسلجة (صُنِع في إسرائيل)، وكذلك الحال في مصر التي تشتري منا البضاعة مباشرة".

 وواصل القول: "لكن في أوروبا والأردن، هناك عدد كبير من المصانع التي تمتلكها الشركات الإسرائيلية، ويتم عليها كتابة (صُنِع في الأردن)، ولكن الجميع يعلم من صاحبها الحقيقي، بينما يواصل الأتراك الشراء منا بهدوء ولكن بدون تخفي، وأنا لا أعلم عن أي صفقة تم إلغاؤها مع تركيا".

وعن السلطة الفلسطينية، قال "آرتسي": "السلطة لا تستطيع أن تعيش ولو ليوم واحد بدون بضاعة إسرائيلية، لأنه وعمليا فإن كل الازدهار الاقتصادي الموجود اليوم في الضفة الغربية، يعتمد على التجارة مع إسرائيل".

وأشار إلى أن المُصدِّرين الإسرائيليين يصلون إلى المكان الذي يُريدونه بأنفسهم، أو يُرسلون مبعوثين من طرفهم، أو يستخدمون جواز سفر أجنبي.

وأضاف "المصدرين الإسرائيليين يصلون إلى كل مكان، وأنا شخصيا زرت عدة دول، وقد تلقيت هذا الأسبوع دعوة شخصية لحضور معرض كبير سيُقام في الخليج العربي، وسأذهب إلى هناك بجواز سفر إسرائيلي فقط، ولكن هناك أماكن يجب فيها إخفاء الهوية لدواعي أمنية".

وأكد رئيس معهد التصدير على أن المقاطعة العربية لإسرائيل فشلت فشلا ذريعا، كما حدث لكل المقاطعات التي حدثت في الماضي