خبر بيريز يروي « قصة النووي » الإسرائيلي: قوتنا في اقتناع جيراننا بأننا نستطيع إبادتهم

الساعة 11:03 ص|21 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

عرّف الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز مصطلح «الخيار النووي» الذي تستخدمه إسرائيل للتلميح الى امتلاكها هذا السلاح، بأن معظم الدول المجاورة لإسرائيل مقتنعة بأنها «قادرة على إبادتهم» وأن هذا التخوف بحد ذاته هو «مصدر قوة إسرائيل».

وجاءت أقوال بيريز في فيلم وثائقي يعمل إسرائيليان على إعداده عن حياته، منذ العام 1999، وسيتم عرضه قريبا.

وقد نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عددها الصادر يوم أمس الجمعة، مقاطع من أقوال بيريز في الفيلم والتي تتعلق بالمشروع النووي الإسرائيلي الذي أشرف على إقامته منذ بدايته في نهاية الخمسينات وبداية الستينات.

وتستخدم إسرائيل، التي يعتقد انها تملك مئات الرؤوس النووية، مصطلح «خيار شمشون» لوصف الوضع الذي ستستخدم فيه سلاحها النووي، وهو وصف مستعار من قصة شمشون الجبار الواردة في التوراة وتعني «عليّ وعلى أعدائي (الفلسطينيين)»، ويعني أن إسرائيل ستستخدم هذا السلاح عندما تشعر بوجود خطر حقيقي وداهم خلال حرب تهدد استمرار وجودها.

لكن بيريز قال «إننا لن نموت سوية مع الفلسطينيين، وإنما سنصنع السلام مع الجيران»، وأن «الهدف من المفاعلين النوويين (في إسرائيل) هو منع الوصول إلى حالة كهذه (تكون إسرائيل فيها مهددة بالفناء)، ومنع الخراب، وحتى الآن نجح هذا الأمر وآمل أن ينجح في المستقبل أيضا». ورأى مع ذلك إن «الخيار النووي هو أن معظم جيراننا، الذين يريدون إبادتنا، مقتنعون بأن لدى إسرائيل القدرة على إبادتهم، وهذه الشكوك التي لديهم هي قوتنا».

ورغم تشديد إسرائيل على سياسة التعتيم على مشروعها النووي، إلا أن بيريز قال إن لدى إسرائيل مفاعلين نوويين، هما المفاعل في مركز الأبحاث النووية في منطقة ناحال شوريك، ومفاعل ديمونا، وكلاهما في منطقة النقب. وأوضح أنه في مفاعل ناحال شوريك «تجري المياه ووظيفتها تبريد القضبان الموجودة هناك، والمادة، التي هي اليورانيوم أو اليورانيوم المخصب موجودة داخل قضبان معدنية للحماية، وهذه المياه نفسها ليست مشعة لكنها مياه نظيفة ومن دون معادن أو أي شيء آخر».

وتابع ان «المفاعل في ديمونا هو طبعا مياه ثقيلة، مياه مميزة»، وأن المادة الزرقاء التي تنبثق منه «هي العملية (أي التخصيب) وهذا هو لون النشاط الإشعاعي وهذا ما نسميه الإشعاع، والأمر المثير في المفاعل هو أن كل شيء سميك وكل شيء ناعم ودقيق، ويوجد هنا تناقض، وانظروا إلى الأسوار والحماية، وفي المقابل أنظروا إلى القبة». واضاف «من جهة، الهدف من هذا الحماية من نشاط إشعاعي، ومن الجهة الثانية يجب أن يكون كل شيء دقيقا وإذا حدث تسرب فإن المفاعل قد يتحول إلى عدو، فانظروا إذاً كيف تتواجد الليونة والسُمك معا وانظروا إلى الساحة، يوجد هنا شعور شرق أوسطي لدى مشاهدة هذه الأعمدة والقبة، إنه جميل».

وقال الرئيس الاسرائيلي إنه تم بناء مفاعل ناحال شوريك في نهاية الخمسينات، وقد «بدأ يعمل في العام 1960»، ومفاعل ديمونا بدأ بالعمل «في الوقت ذاته تقريبا، لكن تم بناء شوريك علنا بينما تم بناء ديمونا بشكل هادئ وسري». وتحدث عن فكرة إقامة المفاعل النووي، وقال إن رئيس وزراء إسرائيل الأول «ديفيد بن غوريون كان أول من فكر بالموضوع النووي وقد أثار هذا فضوله، واعتقد في البداية أن هذا قد يكون مصدرا للكهرباء ولاستخدام مدني».

وتابع بيريز «كل شيء بدأ في منتصف الخمسينات» عندما شغل منصب مدير عام وزارة الدفاع، «واعتقدت أن على إسرائيل أن تؤسس صناعة عسكرية، لكن ليس كتلك التي كانت موجودة وقتئذ، مثل بنادق أوتوماتيكية، وإنما أشياء أكثر جدية مثل مدافع وحتى صواريخ». واضاف «في المجال الجوي أسسنا الصناعات العسكرية الجوية، وفي المجال الالكتروني أسسنا (شركة) تديران، وفي مجال سلاح البرية أسسنا رفائيل (سلطة تطوير الأسلحة)، واعتقدت أن ينبغي التوجه إلى المجال العلمي الذري وأن هذا بإمكانه أن يكون تعويضا على صغر مساحة إسرائيل».

وذكر ان تمويل إقامة المفاعلين النوويين كان من تبرعات تم جمعها، وأن تمويل إقامة المفاعل في ناحال شوريك جاء من الولايات المتحدة. واعترف بأنه عندما بدأ التفكير بإقامة المفاعل، فإنه فكر في الردع «أي أنه لم يتم بناء المفاعل من أجل أن نصل إلى هيروشيما وإنما لكي نصل أوسلو، واعتقدت في حينه، بتأييد من بن غوريون طبعا، أننا ملزمون بإنشاء ردع غير موجود لدى الآخرين، ولم أتخوف من حقيقة أنه يوجد مفاعلات نووية لدى الكبار فقط واعتقدت أنه بالإمكان إقامة مفاعل في دولة صغيرة وأن نكون أقل تبذيرا».