خبر قيادي بحماس: الورقة المصرية مصالحة إجرائية لن نوقع عليها

الساعة 05:50 م|19 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم: غزة

أكد قيادي بحركة حماس أن الحركة لن توقع على الورقة المصرية للمصالحة ، مشيراً في الوقت ذاته إلى التمسك بخيار إنهاء حالة الانقسام الداخلي وفق رؤية سياسية واضحة ودون إملاءات خارجية.

وقال عضو المكتب السياسي بحماس محمد نصر إن ورقة المصالحة لم تتضمن أي برنامج أو إستراتيجية سياسية تكون بمثابة الدستور الذي يحمي أي وحدة وطنية لأي شعب، معتبرا أن هذه المصالحة إجرائية لا غير ولا تتضمن حلا.

وأضاف نصر أن المصالحة عالقة بسبب إصرار الراعي المصري لها على التوقيع رغم تحفظات حماس، وأنها جاءت مفصلة على مقاس التسوية وشروط اللجنة الرباعية ومن سماهم "مجموعة أوسلو" من الفلسطينيين.

وقال إن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، "ينظر إلى المصالحة كمطلب وأرضية لتحقيق التسوية بمراحل لاحقة، بينما تركز حماس على اعتبارها مطلبا وطنيا ينبغي أن يتقيد بشروط داخلية وليس خارجية".

وقال إن المصريين سلموا حماس ورقة جديدة غير التي تم الاتفاق عليها بعد جولات متواصلة من الحوار الوطني، وقد تم إسقاط أو استبدال كلمات بأخرى تقلب المعنى المتفق عليه، مستشهدا ببند كتب كالآتي "إعادة بناء الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة" لكن في الورقة الجديدة "وجدنا أن كلمة بناء قد أسقطت، وهذا يؤدي إلى معنى مختلف".

وأشار نصر إلى أن حماس متمسكة رغم ذلك بتجاوز حالة الانقسام الداخلي التي لا تخدم إلا أعداء فلسطين، وإسرائيل التي استفادت منه بجعل الضفة الغربية عبارة عن شريط يحمي حدودها واستخدمته مبررا لمواصلة حصار وتجويع 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة، حسب قوله.

وقال القيادي بحماس إنه من المؤسف التركيز على حل المشاكل الداخلية الفلسطينية في حين أن المسجد الأقصى ومدينة القدس برمتها تتعرض لحملة تهويد حتى تصبح عاصمة أبدية لإسرائيل التي تواصل نهب ما فوق الأرض وما تحتها من أراض خصبة ومياه وعبر مواصلتها سياسة الاستيطان.

وأضاف أن هذا الانقسام يؤجج مأساة الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، والذي يعيش نحو 300 ألف منهم في العراء بعد سنة من العدوان الإسرائيلي أواخر 2008 ومطلع 2009، مشيرا إلى أنهم يمثلون حالة استثنائية في تعامل المجتمع الدولي معهم فقد كانوا محاصرين قبل وأثناء وبعد الحرب لا لشيء إلا لأنهم قاوموا الاحتلال وانتخبوا ديمقراطيا قيادة تتبنى هذا النهج.

وفي سياق حديثه عن مسار السلام الذي انتهجته السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح قال نصر إن اتفاق أوسلو للسلام أكد فشله باعتراف السلطة ذاتها التي فرضته على الفلسطينيين، وإنه أدخل القضية الفلسيطينية في مأزق لأنه اتفاق اعترف بشرعية الاحتلال ورضي بإقامة دولة فلسطينية على 20% فقط من أراضي فلسطين.

وشدد عضو مكتب حماس السياسي على نهج المقاومة خيارا وحيدا للشعب الفلسطيني في سبيل تحرير أرضه وضمان كرامته وردع الاحتلال، مؤكدا أن المقاومة نجحت في صد الجيش الإسرائيلي الذي عجز عن مواجهة مقاتليها في حربه الأخيرة على غزة واكتفى بقتل الأبرياء من المدنيين المحاصرين والعزل.

وبشأن الانتخابات قال نصر إن وضع الانقسام الحالي غير مهيأ لإجرائها في ظروف عادية وبشكل نزيه وذلك باعتراف الجانب المصري ولجوء لجنة الانتخابات في رام الله إلى تأجيلها.