خبر لماذا لا نشجع منتخباتنا الرياضية الوطنية..؟!

الساعة 10:24 ص|19 نوفمبر 2009

لماذا لا نشجع منتخباتنا الرياضية الوطنية..؟!  

فلسطين اليوم- غزة (تقرير خاص)

لم يكن صعباً على الطفل خالد السعافين (15 عاماً) أن يذكر كافة أسماء اللاعبين المشاركين في المنتخب المصري لكرة القدم في حين عجز عن ذكر أسماء لاعبين في المنتخب الوطني الفلسطيني، الذي يفتقد للاهتمام من قبل الجميع على كافة المستويات الرسمية والشعبية.

 

فالحديث عن عالم الرياضة والمنتخبات المحلية والدولية ليس صعباً بين المواطنين الفلسطينيين ولكن بعيداً عن الأندية المحلية التي تكاد تُذكر في أحاديثهم اليومية التي لا تخلو من المواضيع الرياضية، وسط الزخم الكبير من السياسة التي تسيطر على شعبنا.

 

وعلى الرغم من الانجازات التي يحققها المنتخب الوطني الفلسطيني وكافة الفرق الرياضية على كافة المستويات، إلا أن التشجيع الشعبي له مازال ضعيفاً ويتطلب تطويره، في حين يكون التشجيع موجهاً للفرق غير الفلسطينية.

 

"فلسطين اليوم" حاولت الحديث مع المواطنين عن أسباب اهتمامهم الشديد بالكرة العربية والدولية بعيداً عن المنتخبات الوطنية التي يكاد اهتمامهم بها يكون قليلاً، لتعدد الأسباب وتختلف فيما بينهم، وليتفقوا على ضرورة الاهتمام بالرياضة المحلية.

 

"السعافين" يلعب كرة القدم منذ أن كان عمره 7 سنوات، ويعتقد أن لديه كفاءات عالية وقدرات يتمنى أن يجد لها سبيل ومكان بين أندية تحظى باهتمام المسؤولين، ولكنه يؤكد أن لا أحد يهتم بالكرة في وطنه، ولا يملك سوى متابعة القنوات التلفزيونية ليشجع فرقه الرياضية المفضلة على المستويات العربية والدولية.

 

أما صديقه أحمد زعيتر (16 عاماً)، فيعلل اهتمامه الكبير بالفرق العربية والدولية عن الفريق الوطني، إلى عامل الخبرة في اللعب والتحرك بسهولة بين الدول والوصول إلى كافة المناطق من أجل اللعب، في حين أن المنتخبات الوطنية لا تستطيع حتى السفر لأداء أي مباراة دولية وتقوم إسرائيل بمنعهم من السفر.

 

كما ذكر زعيتر، أن المدارس لها دور كبير في قلة الاهتمام، حيث أن العديد من المدارس لا تعطي للحصة الرياضية اهتماماً كبيراً، وإقامة المسابقات بين الطلبة، على الرغم أن الكثير من الطلبة لديهم القدرات الفائقة في اللعب.

 

المواطن سالم الكردي كان يجلس بين مجموعة من أصدقائه ولم يكن الحديث سوى عن المباراة الحاسمة بين فريقي مصر والجزائر التي أخذت اهتماماً كبيراً على كافة المستويات وخاصة الشارع الغزي ليعزي الكردي هذا الاهتمام إلى الضغط الكبير الذي يعانيه شعبنا من أزمات سياسية ونفسية حيث يجدون في الكرة ملاذهم للخروج من هذه الأزمات.

 

وبين الكردي، أن الأولى من شعبنا هو الاهتمام بالمنتخبات الرياضية على كافة الألعاب الرياضية ولكن الحكومات لا تهتم بالرياضيين على الرغم من وجودهم بكثرة في كافة المدن حيث أن الشوارع تكون مسرحاً للعب الفذ الذي يمكن استثماره لصالح تطوير الكرة.

 

ودعا الكردي، المؤسسات الأهلية الاهتمام في هذا الجانب، والقيام بمسابقات رياضية على كافة المستويات بالتعاون مع المدارس، لتفريغ الطاقات لدى الطلاب وأبناء شعبنا الذين يطيقون ذرعاً من هذه الأوضاع المزرية، لينتقل الاهتمام بالرياضة الدولية وتسليط الضوء على الرياضات المحلية.

 

ووافقه الرأي أبو خالد البطراوي الذي رأى أن هذه القضية بحاجة إلى جهود الجميع من مسؤولين ومؤسسات حتى يتم التركيز على المنتخبات الرياضية، واستثمار حب شعبنا وتعلقه بالرياضة لصالح الرياضة الفلسطينية وتوجيه البوصلة له.

 

ويوضح البطراوي، أنه حريص على متابعة المنتخب الفلسطيني وانجازاته الوطنية خارج البلاد ولكنه لا يرً اهتماماً بهم من قبل المسؤولين والساسة ووسائل الإعلام المحلية، ومن الضروري عمل حملات وطنية للتعريف بالمنتخب الفلسطيني وكسب الاهتمام بهم من قبل الجميع.

 

وحث البطراوي، على ضرورة الاهتمام بالمنتخبات الفلسطيني التي استطاعت شق طريقها والفوز في الكثير من اللعب بالرغم من الضغوطات التي يتعرضون لها والحصار الذي يقيده الاحتلال حول رقابهم، مشيراً إلى المنتخب النسوي الفلسطيني لكرة القدم الذي لعب أول مباراة له مع الأردن والتي سجلت أهمية كبرى في تاريخ الرياضة الفلسطينية ولكنها لم تأخذ اهتماماً من الجميع.

 

ومازال الحديث مستمراً حول الدائرة المستديرة والألعاب الرياضية المتعددة ولم تتوقف الدعوات لضرورة دعم المنتخبات الرياضية المحلية، والنهوض بها على كافة المستويات  وتشجيع الأندية المحلية.