خبر النووي الايراني- يديعوت

الساعة 10:04 ص|19 نوفمبر 2009

الموساد ضد شعبة الاستخبارات

بقلم: رونين بيرغمان

(المضمون: صراع خفي بين الموساد وشعبة الاستخبارات ليس فقط حول التقديرات بشأن النووي الايراني بل حول من يمكنه ان يوقفه وبالتالي ينبغي ان يتحمل المسؤولية عن ذلك ويتلقى الميزانيات اللازمة له. في هذه الحرب لا تزال يد الموساد هي الاعلى - المصدر).

انباء مقلقة وصلت اول امس من العالم. على المستوى العلني، نشرت صحيفة "التايم" مسودة اتفاق يسمح لايران بتخصيب اليورانيوم ويرفع العقوبات عنها – لعلها الورقة الجدية الوحيدة التي رفعها العالم حيال المساعي النووية لحكم آيات الله. على المستوى السري، روى مصدر استخباري غربي لـ "يديعوت احرونوت"، بانه حصل على معلومات اضافية عن تقدم "مجموعة السلاح" – الوحدة التي تعنى بتركيب جهاز القنبلة، والتي تعمل تحت وزارة الدفاع في طهران.

هذه الانباء ستفاقم اكثر فاكثر الصراع الخفي ولكن الوحشي الجاري في الاشهر الاخيرة بين الجيش الاسرائيلي، وعلى نحو خاص شعبة الاستخبارات لديه، ورؤسائه، وبين الموساد ورئيسه اللواء احتياط مئير دغان. في قلب الصراع – الشكل والمسؤولية اللتين ينبغي فيهما معالجة الموضوع الايراني.

قبل نحو ثلاثة اشهر القى دغان قنبلة حين قال في لجنة الخارجية والامن انه يقدر بأن تكون لايران قدرة على اطلاق صواريخ نووية على اسرائيل في 2014. في الموساد قالوا في حينه بابتسامة ان دغان قال ذلك فقط كي يضمن لنفسه المنصب الذي يحبه جدا حتى 2015 على الاقل.

وتلقى دغان انتقادا حادا على هذا التصريح وكأنه أبعد موعد التهديد الايراني ولم يكن واضحا لماذا يتحدث هو بهذا الشكل وهو الذي يفترض به ان يكون المنبه رقم واحد من الخطر الايراني. قلة فقط فهموا بأن هذه الاقوال كانت طرف الجبل الجليدي في صراع دغان للابقاء لديه "المسؤولية العامة" عن المشروع النووي الايراني – وهي المسؤولية التي تنطوي على قوة هائلة وميزانيات دون حد.

المواجهة بين شعبة الاستخبارات والموساد تجري لسنوات طويلة ولم تبدأ في عهد دغان، الذي يتميز بانجازات عديدة وباعادة روح الفعل والفخار للموساد. ولكن دغان يتميز ايضا باسلوب فظ وهو يميل الى الاستخفاف بشعبة الاستخبارات ووحداتها. في شعبة الاستخبارات يدعون بأن خروج دغان من مسار التأهيل لدورية هيئة الاركان هو الذي يقبع في اساس اعدائه لشعبة الاستخبارات العسكرية بشكل عام ولدورية هيئة الاركان، التابعة للشعبة، بشكل خاص.

دغان، كما اسلفنا، جلب للموساد سلسلة من الانجازات المثيرة للانطباع، والتي معظمها لن يكشف النقاب عنه لسنوات طويلة اخرى. النجاحات بارزة على نحو خاص في ضوء الفشل العسير للجيش الاسرائيلي في حرب لبنان الثانية. وكان دغان هو المسؤول الكبير الوحيد الذي لم يخرج جريحا من هذه الحرب. وبالتوازي، فان النجاحات وحقيقة ان معالجة التهديدات التي رأى فيها الجميع بأنها مركزية جعلته ابنا مفضلا لدى رئيس الوزراء، ومن نجح في ان ينتزع منهم الميزانيات الاكبر التي عرفها الموساد منذ تأسيسه.

بين دغان وشعبة الاستخبارات نشبت سلسلة من المواجهات. فقد رفض دغان اطاعة قائمة المهمات التي تلقاها من شعبة الاستخبارات، ووقف ضد رأي شعبة الاستخبارات في موضوع استعداد الاسد للسلام. ولكن مركز المواجهة هو حول المسألة الايرانية. الخصوم الكثيرون الذين خلقهم دغان، وعلى رأسهم كبار مسؤولي الجيش (مع رئيس الاركان الحالي اشكنازي هو في نزاع عسير)، يدعون ضده بأنه لكونه رجل العلاقات العامة المتميز من اجل نفسه، وببثه للاسرار في آذان السياسيين المنفعلين لعمق ما يفعله، فانه يبقي الاحساس بان اسرائيل بوسعها ان توقف الى الابد المشروع النووي الايراني. وحسب اقوالهم، حين وصلت المعلومات المقلقة عن التقدم الهائل الذي حققه الايرانيون، كان هناك بعض من السياسيين الذين فوجئوا جدا.

الادعاء الاساس لدى الجيش الاسرائيلي يقول كالتالي: دغان هو رئيس موساد ممتاز، حقق من خلال افكار اصيلة اضرارا شديدا بالارهاب ونجاحا اسرائيليا في عرقلة المشروع النووي الايراني. ومع ذلك، مثلما في المشروع النووي العراقي، الذي قام فيه الموساد في السبعينيات ببضع عمليات فاخرة ادت الى الاضرار بالمعدات التي وفرت للمفاعل "تموز اوسيراك"، ثمة حدود لقدرة الاستخبارات، فوصلنا الى هذه النقطة.

مصدر في شعبة الاستخبارات يقول: "حتى حسب تقدير الموساد، قبل ان يعدله دغان وفقا لتطلعاته التنظيمية، من شأن ايران ان تصل الى القنبلة في موعد ما بين 2010 و 2011. وفي اللحظة التي تصل فيها الى القنبلة، لن يكون بوسع الموساد القيام بردة الى الوراء roll-back في المسيرة، بمعنى عكسها. بتعبير آخر، في الوضع الناشىء فان امكانيات الموساد استنفدت نفسها جدا وليس لاسرائيل وقت لتضيعه. الان ينبغي سحب المسؤولية من الموساد".

محافل في شعبة الاستخبارات تدعي بانه قبل نحو ثلاثة اشهر، على خلفية طلب دغان ابقاء المسؤولية العامة عن الموضوع النووي الايراني في يد الموساد، ذهلوا فجأة بسماع رجال الموساد يغيرون دفعة واحدة تقويمهم للوضع، بحيث انه بدلا من الحديث عن 2010 – 2011 بدأوا فجأة يتحدثون عن 2014. بمعنى انه لا يزال هناك مزيد من الوقت لعمل الموساد. في ذات الاسبوع ظهر دغان في خطابه امام اللجنة مع تقدير مشابه، واصاب الحضور بصدمة خفيفة.

صحيح حتى الان، دغان ينتصر ايضا في هذه الحرب.